المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

مين نخت
2024-04-26
7- مملكة اشنونا
21-9-2016
Graph Minor
10-4-2022
الياسمينات Jasmonates
16-10-2018
مروءة الكذاب أقل من سائر الناس
27-7-2019
الغدير في القرآن
12-1-2016


الصبي الخجول  
  
2104   12:05 مساءً   التاريخ: 12-4-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص111-112
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2020 3054
التاريخ: 12-2-2017 3276
التاريخ: 12-4-2017 21189
التاريخ: 2023-09-25 1316

في بعض الأحيان نتعاطى مع أولاد خجولين , بحيث يصعب على الأهل فهم تصرفاتهم على حقيقتها لأن الخجل يشكل نوعا من الساتر الذي يحجب حقيقة تصرفات هذا الصبي, أو ما يُضمره تجاه الواقع الذي يتعامل معه, لذلك فإن الأهل يتعاملون مع هذا الصنف من الاولاد بأساليب لا تخلو من أخطاء, فمنهم من يهمل الولد ولا يحاول فهم ما يختلج في صدره من مشاعر وأحاسيس ومواقف, وبالتالي فإن هذا الولد ستتفاقم المشكلة عنده حتى تصل الى حدود الأزمة النفسية مع ما في ذلك من آثار سلبية قد تؤدي بهذا الولد إما الى الجنون, أو الانتحار أو على الأقل الاكتئاب الدائم والانزواء عن المجتمع .

ومن الأهل من يحاول الإلحاح على استخراج مكامن ما في نفس هذا الولد ولو بالقوة ما يدفعه الى الانزواء أكثر وعدم التجاوب, وهذا الأسلوب اللجوج يؤدي حتما الى الفشل في معالجة هذه المشكلة الجادة .

ومن الاهل من يتعامل مع هذه الحالة بأسلوب الاستهزاء بالولد وتعييره بخجله ظنا منهم أنه بذلك سيترك الخجل ويعود إنسانا سويا لا مشكلة عنده, أي أنهم يعتقدون أنهم من خلال استفزازه من خلال التعبير سيترك خجله ويُعَبِر عن مكامنه التي يسترها الخجل .

وهنا أيضا المشكلة تتفاقم وتؤدي الى إحساس هذا الولد بعقدة النقص, وبدلا من العلاج ندخل في تفاقم المشكلة .

إذاً كيف نتعامل مع هكذا ولد ؟ وكيف نستخرج منه ما يساعدنا في تربيته ؟

لا بد في البداية من بذل جهد كبير في استخراج مكنونات هذا الصبي من خلال التعاطي معه بحذر وانتباه وإيلائه الاهتمام المناسب وعدم الضغط عليه مطلقا, بل اكتشاف المفتاح المناسب لشخصيته فقد يكون ذلك من خلال اللعب معه , أو من خلال قراءة قصة له من الواقع , أو من الخيال مشابهة لما هو فيه , ولعل إظهار المحبة والحرص والخوف على مستقبله سيكون لها تأثير مهم على تجاوز خجله لإبداء ما عنده , فإن هذا الولد عندما يُحِس بأن أهله يعانون من عدم معرفة مشكلته ويشعرون بالحزن والأسى من أجله فإنه سيتحرك لديه الرابط الأسري ويتجاوز الخوف لحل مشكلة أهله المنطلقة من مشكلته التي يعرفها هو أكثر من غيره، وبالتالي فعندما يعرف أن حل مشكلة أهله الذين يحبهم بيده سيتجاوز مشكلته ويُطلِع أهله عما يعاني منه . المهم لا بد من اعتماد الأسلوب المناسب وعدم اللجوء لا إلى الضغط ، ولا إلى الاستهزاء, ولا الى إهماله . لذلك فإن الصبي المستحي لا ينبغي أن يُهمَل، بل يُستعان على تأديبه بحيائه، بمعنى أن يتحول العامل السلبي الذي يُعيق عملية التربية والتأديب وهو الحياء الى عامل إيجابي يسهم في بلوغ الولد الى شط الأمان .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.