أقرأ أيضاً
التاريخ: 24/9/2022
![]()
التاريخ: 2023-11-16
![]()
التاريخ: 2023-06-22
![]()
التاريخ: 2025-03-12
![]() |
معنى قوله تعالى : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ
قال تعالى : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214].
قال الريّان بن الصلت : حضر الرضا عليه السّلام مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، وذكر الحديث ، إلى أن قال : قالت العلماء : فأخبرنا ، هل فسر اللّه عزّ وجلّ الاصطفاء في الكتاب ؟
فقال الرضا عليه السّلام : « فسّر الاصطفاء في الظاهر ، سوى الباطن ، في اثني عشر موطنا وموضعا ، فأوّل ذلك : قوله تعالى : « وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين » . هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود ، وهذه منزلة رفيعة ، وفضل عظيم ، وشرف عال ، حين عنى اللّه عزّ وجلّ بذلك الآل ، فذكره لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم » « 1 ».
وقال علي بن أبي طالب عليه السّلام : « لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} دعاني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال لي : يا عليّ ، إن اللّه تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين - قال - فضقت بذلك ذرعا ، وعرفت أني متى أبادرهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمتّ على ذلك ، وجاءني جبرئيل عليه السّلام ، فقال : يا محمد ، إنك إن لم تفعل ما أمرت به ، عذّبك ربّك عزّ وجلّ ، فاصنع لنا - يا عليّ - صاعا من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عسّا « 2 » من لبن ، ثم اجمع بني عبد المطّلب ، حتى أكلّمهم ، وأبلّغهم ما أمرت به . ففعلت ما أمرني به ، ثم دعوتهم أجمع ، وهم يومئذ أربعون رجلا ، يزيدون رجلا ، أو ينقصون رجلا ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعباس ، وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا له دعاني بالطعام الذي صنعته لهم ، فجئت به ، فلمّا وضعته ، تناول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم جذمة « 3» من اللحم ، فشقّها بأسنانه ، ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة ، ثم قال : خذوا ، بسم اللّه . فأكل القوم حتّى صدروا ، ما لهم بشيء من الطعام حاجة ، وما أرى إلا مواضع أيديهم ، وأيم اللّه الذي نفس عليّ بيده ، إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم ، ثم جئتهم بذلك العسّ ، فشربوا حتى رووا جميعا ، وأيم اللّه ، إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله .
فلمّا أراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أن يكلّمهم ، ابتدره أبو لهب بالكلام ، فقال : لشدّ ما سحركم صاحبكم ! فتفرّق القوم ، ولم يكلّمهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم . فقال لي من الغد : يا عليّ ، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول ، فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم ، فعدّ لنا من الطعام بمثل ما صنعت ، ثم اجمعهم لي - قال - ففعلت ، ثم جمعتهم ، فدعاني بالطعام ، فقرّبته لهم ، ففعل كما فعل بالأمس ، وأكلوا حتى ما لهم به من حاجة ، ثم قال : اسقهم فجئتهم بذلك العسّ ، فشربوا حتّى رووا منه جميعا .
ثمّ تكلّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فقال : يا بني عبد المطّلب ، إنّي واللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتم به ، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني ربّي عزّ وجلّ أن أدعوكم إليه ، فأيّكم يؤمن بي ، ويؤازرني على أمري ، فيكون أخي ، ووصيّي ، ووزيري ، وخليفتي في أهلي من بعدي ؟ - قال - فأمسك القوم ، وأحجموا عنها جميعا - قال - فقمت ، وإني لأحدثهم سنّا ، وأرمصهم « 4 » عينا ، وأعظمهم بطنا ، وأحمشهم « 5 » ساقا ، فقلت : أنا - يا نبيّ اللّه - أكون وزيرك على ما بعثك اللّه به - قال - فأخذ بيدي ، ثمّ قال : إن هذا أخي ، ووصيّي ، ووزيري ، وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك ، وتطيع ! » « 6 ».
وقال أبو جعفر عليه السّلام : في قوله عزّ وجلّ : « ورهطك منهم المخلصين » عليّ ، وحمزة ، وجعفر والحسن ، والحسين ، وآل محمد ( صلوات اللّه عليهم أجمعين خاصّة » « 7 ».
________________
( 1 ) عيون أخبار الرضا عليه السّلام : ج 1 ، ص 231 ، ح 1 .
( 2 ) العسّ : القدح العظيم . « الصحاح - عسس - ج 3 ، ص 949 » .
( 3 ) الجذمة : القطعة من الشيء . « لسان العرب - جذم - ج 12 ، ص 87 » .
( 4 ) الرّمص : وسخ يتجمع في موق العين . « مجمع البحرين - رمص - ج 4 ، ص 172 » .
( 5 ) حمش الساقين ، وأحمشهما : دقيقهما . « لسان العرب - حمش - ج 6 ، ص 288 » .
( 6 ) الأمالي : ج 2 ، ص 194 .
( 7 ) تأويل الآيات : ج 1 ، ص 395 ، ح 21 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|