المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الاسترخاء علاج للاكتئاب  
  
1990   11:40 صباحاً   التاريخ: 30-4-2017
المؤلف : د. اكرم احمد ادريس
الكتاب أو المصدر : الاكتئاب قصة الصراع بين اليأس والأمل
الجزء والصفحة : ص107ـ109
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

هناك ضغوط ، وعكس الضغط الاسترخاء، فالاسترخاء تبين ان له فعالية كبيرة في الوقاية والعلاج من الامراض الجسدية والنفسية المختلفة.

وقد أشار ابن سينا عن المنعزلين والمكتئبين للحفاظ على الصحة العامة بالراحة والاسترخاء والابتعاد عن الضجيج، طريقا للصحة النفسية والبدنية، وهو يكون اما على شكل نوم صريح او هدوء ظاهري، وعلى كل انسان ان يفكر به، وان يقوم به مرة او مرتين خلال النهار او في اثناء السهرة، ويتم عن طريق الاستلقاء في غرفة مظلمة، ويتم خلالها ارخاء كل عضلة ومفصل في الجسم واغماض العينين وارسال الفكر نحو الامور السارة والاحلام السعيدة التي ينتظرها، وينسى كل ما يعكر صفوه وهدوءه، والافضل خلالها ان يشعر بالاسترخاء التام والنوم احياناً. ويجب ان تدوم حوالي ربع ساعة في اثناء فترة النهار او المساء.

وتشير الاحصاءات التي تناقض الاصابات المرضية وانخفاض ضغط وسكر الدم وبطء الموجات الدماغية وزوال تشنج الاوعية الدموية والعضلات في اثناء فترة الاسترخاء، ويدوم التأثير الصحي المفيد بعدها لعدة ساعات.

فنصيحتي لكل انسان ان يجرب هذا العلاج، سواء كان مريضاً ام لا؛ لأنه يشكل وقاية عظيمة وعلاجا مفيدا، وهو مفيد للذين يتوترون عند ظهورهم امام الناس لمحاضرة، او على شاشة التلفاز، فالاسترخاء قبل ذلك لمدة نصف ساعة يجعل الانسان اكثر قدرة على التعبير واقل توترا وارتباكاً.

والطالب ليلة الامتحان خير ما يفعله هو النوم الباكر، حتى ان استفاق باكرا ان يحاول الاسترخاء قدر المستطاع، فنوبة استرخاء لمدة نصف ساعة قبل الامتحان خير من التوتر الشديد الذي يرافق محاولة مراجعة البحوث بشكل مكثف والتي لا تفيد شيئا ان لم تضر، اذن التأقلم مع متطلبات الحياة، اخذ الامور بروح رياضية، التوكل على الله، الصبر عند الحزن، اللجوء الى الاهل والاصدقاء، واخيرا البكاء.. نعم.. فأسوأ ما يضر بالبدن هو كبح البكاء عندما يكون امراً لا بد منه، وهو كثير التوارد في النوازل وفي نوبات القلق والاكتئاب المقنع والاكتئاب العادي.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.