x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
انماط الترويح السليم عن النفس / السفر
المؤلف: جماعة من العُلماء
المصدر: نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة: ص 84 ــ 86
2024-02-15
1050
لقد اهتم العلماء الكبار وعلماء النفس بشدة بمسألة التمتع وقدموا النصائح القيمة في هذا المجال.
وقد لاحظ الإسلام العظيم - بنظرة واعية - هذا المجال وقاد الناس نحو التمتع السليم بالحياة وحذرهم من السبل الخطرة لذلك
وها نحن نشير إلى بعض الإرشادات المفيدة ونوصي الجيل الشاب قبل ذلك: ان يسعوا لانتخاب وسائل التمتع من النوع النظيف الذي يشكل أساساً للنمو والرقي الروحي والمعنوي لهم كما نوصي أولياءهم بأن لا يضعوا أمامهم تلك الوسائل التي تجرهم إلى الركود الفكري ذلك انه كما تساعد الترويحات السالمة على رفع التعب وايجاد السرور والنشاط وتوجب النشاط الفكري فان الترويحات السقيمة توجد ركود الفكر والعقل.
(فإذا اعتدتم على إشغال أنفسكم بالترويحات والمسليات المصطنعة التي لا تحتاج إلى أعمال القوى البدنية والفكرية فإن ذلك سيؤدي لان يضعف ذوقكم وطاقتكم الفكرية شيئاً فشيئاً لتفنى بعد ذلك) (1).
ـ والسفر أحد أنواع الترويح السالم عن النفس والملذّة المؤثرة في سلامة الجسم والروح.
وقد دعا الإسلام المسلمين لهذا النوع الصحيح السالم وشوقهم له ولكن يجب أن نعرف ان الإسلام لم يقبل أي نوع من السير والتجول بل انما يقبل السفر الذي يمتلك هدفاً إنسانياً، هدفاً يعود بالنفع على الفرد أو المجتمع.
يقول النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): (سافروا تصحوا) (2).
ويدعو القرآن الكريم في أكثر من عشر آيات الناس للسير والسياحة في الأرض ليطلعوا على احوال الأمم في العصور الخالية ويعرفوا علل انحرافهم وانحطاطهم ويعيشوا بالتالي واعين مدركين.
فهو يقول: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
إن أولئك الذين يسافرون أيام العطل والفراغ لرفع آثار العمل المضني وتجديد القوى هؤلاء يحصلون على ترويح ومتعة للنفس كما يحصلون على أحد عوامل الصحة والسعادة ذلك (انه ثبت - اليوم - صحياً - ان الحياة والعمل والأكل برتابة وشكل واحد مضرة للأنسان حيث تضعف الأعضاء بسرعة وتتعب، فتغيير الحياة والتنوع يجب ان يكون من البرنامج الصحي).
اما السفر للّذة الجسدية والترف واللهو الحرام فهو- بدلاً من ان يمنح الإنسان قلباً صاحياً وأذناً واعية - يمنح الإنسان تحطم الأعصاب وتعب الفكر والجسم ومثل هذا لا يمكن ان يسمى ترويحاً سالماً وقد منعه الإسلام بشدة.
إن السفر إن كان صحيحاً ولهدف مشروع شكل أحد عوامل التقدم الأخلاقي والصناعي للمجتمع، وبه يزداد رقي المجتمع ونموه.
والحقيقة أننا نجد الناس اليوم يسافرون بكل أمن ورفاه وراحة إلى مختلف الأمكنة والأقطار المترقية صناعياً وغيرها فلو ان هؤلاء اعتبروا بما رأوا وما سمعوا فانهم سوف يكونون عاملين على التقدم العلمي والصناعي لبلدهم بلا ريب.
ولكنّا نشاهد مع الأسف ان الناس يتبعون اللذة الجسدية واللهو الحرام ويجلبون أنواع الموضات الجديدة للحضارة القلقة لأمتهم بدلاً من استفادة العبرة من ملاحظة انماط التقدم العلمي والصناعي للآخرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ النمو والحياة، ص 282.
2ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 22.