المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

حق المساواة بين المنتفعين
12-6-2016
العلاقة بين الخصائص الديموجرافية وقراءة الصحف الإلكترونية
5-2-2022
تصنيف آيات القرآن
2023-06-11
1- العصر الحجري القديم لاوربا
10-10-2016
Radioactivity
24-5-2016
نظرة الاسلام التربوية للبشر
12-4-2017


خطر التساهل في العطف على الايتام  
  
1880   01:47 مساءً   التاريخ: 12-2-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص369 ـ 370
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

إن خطر التساهل مع الايتام هو نوع من إغماض وانكار حقوق الناس، ولا سيما الايتام الذين يستحقون العطف من جميع الجهات والجوانب، وعدم الاهتمام بهم يخرج الإنسان عن إنسانيته ويبعده عنها. فضلاً عن ان عدم الاهتمام بهم وتربيتهم يؤدي الى خسارة عظيمة ليس لهؤلاء فقط، بل للمجتمع بأكمله، فهؤلاء سوف يكبرون على كل حال، وسوف يدخلون المجتمع، وعندئذ ماذا سيكون جوابنا لهم على إحساسهم بالحرمان؟ وماذا سيكون اعتذارنا لهم على عدم توفير الطمأنينة الجسدية والروحية لهم، وعلى عدم توفير مجالات رشدهم ونموهم؟.

إذا اراد المجتمع سعادته وسعادة ابنائه، فيجب عليه الاهتمام الجدي والحقيقي بهؤلاء الذين تعرضوا للإحساس بالنقص والحاجة في ساحة الحياة، وأن يرأفوا بحالهم لأن الله سبحانه وتعالى لا يرحم قوماً لا يرحمون غيرهم. إن حماية ودعم الناس والدولة لهذا الجيل هما سبب تفتح استعداداته ومواهبه ورقيها وهما الممهد لتطوير افراد الجيل وتقدمهم في مختلف مجالات الحياة، والنفع والخير الحاصل من وراء ذلك سوف يعمهم هم ويعم المجتمع بأكمله، وفي الوقت نفسه فإن هذا العمل هو سبب رضى الله تعالى ورحمته، وفي النهاية اطمئنان وهدوء وجدان وضمير الإنسان لقيامه بوظيفته الإلهية والإنسانية.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.