المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التكامل المباشر نظام (I(Direct Complementary Color Scheme
25-12-2021
ضمانات عملية الاكتاب
11-10-2017
التعصب للأولاد على حق , أو على باطل
12-2-2017
دعوى الزيادة في كتاب الله
7-11-2014
مقومـــات القوة البشريـة - التركيب الديموغرافي
27-11-2021
عدم سهو النبي
3-1-2023


مواكبة الامام علي للنبي في بداية الدعوة  
  
3629   11:11 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص205-208
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

واكب الإمام (عليه‌ السلام) الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) في بداية دعوته وكان في فجر الصبا وروعة الشباب وقد آمن بوعي وفكر برسالة الإسلام وانطبعت في دخائل نفسه وأعماق ذاته وحينما أمر الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بتبليغ رسالة ربّه إلى عشيرته بهذه الآية : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] دعا الإمام وأخبره بما امر به من تبليغ الدعوة المباركة إلى عشيرته الأقربين وأحاطه علما أنّهم لا يستجيبون له ولا يؤمنون برسالته ولكنّه مأمور بذلك لإقامة الحجّة عليهم فأعدّ لهم وليمة وشرابا من لبن وسارع الإمام إلى دعوتهم فاستجابوا له وكان فيهم من أعمامه مؤمن قريش أبو طالب وحمزة والعبّاس وأبو لهب ولمّا حضروا قدّم لهم الإمام الطعام فتناول النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) قطعة من اللحم فشقّها بأسنانه وألقاها في نواحي الصفحة وقال لهم : خذوا بسم الله فأكلوا جميعا والطعام باق على حاله وكان الرجل يأكل مقدار ما في الصفحة إلاّ أنّها ببركة النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) لم ينقص منها شيء وبادر الإمام فسقاهم اللبن حتى ارتووا , وقام النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فدعاهم إلى اعتناق الإسلام ونبذ الأصنام فقطع الأثيم أبو لهب كلامه وخاطب المجتمعين قائلا : لقد سحركم , فتفرّقوا بين مستهزء وساخر ولم يحدّثهم النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) شيئا فقد قطع أبو لهب عليه كلامه وفي اليوم الثاني دعاهم النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) إلى تناول الطعام فأكلوا وشربوا وانبرى النبيّ خطيباً فقال : يا بني عبد المطّلب إنّي والله ما أعلم شابّا في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به إنّي قد جئتكم بخير الدّنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟ , فأحجم القوم كلّهم ولم ينبس أحد منهم ببنت شفة كأنّ على رءوسهم الطير ولم يجبه أحد منهم فانبرى إليه الإمام أمير المؤمنين فقال له بحماس : أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليه .

فأخذ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) برقبته وخاطب القوم قائلا : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ؛ وتعالت أصوات اولئك الأقزام بالسخرية والاستهزاء قائلين لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع , وهذا الحديث من أوضح الأدلّة ومن أكثرها بيانا وعطاء على إمامة الإمام أمير المؤمنين وأنّه وزير النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وخليفته الشرعي من بعده على امّته , لقد قرن النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) دعوته إلى التوحيد بالدعوة إلى الخلافة والوزارة والإمامة من بعده وقلّدها إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) فهو أوّل من آمن بالرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وأجاب دعوته وصدّق برسالته والذي ينكر ذلك فليس برشيد , ووصف الشاعر الملهم السيّد الحميري دعوة النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) اسرته إلى الإسلام ونكوصهم عن إجابته وإيمان الإمام بها بقوله :

ويوم قال له جبريل قد علموا              أنذر عشيرتك الأدنين إن بصروا

فقال يا قوم إنّ الله أرسلني                          إليكم فأجيبوا الله وادّكروا

فأيّكم يجتبي قولي ويؤمن بي                      أنّي نبيّ رسول فانبروا غدر

فقال تبّا أتدعونا لتلفتنا                      عن ديننا ثمّ قام القوم فاشتمروا

من الذي قال منهم وهو أحدثهم           سنّا وخيرهم في الذّكر إذ سطروا

آمنت بالله قد اعطيت نافلة                          لم يعطها أحد جنّ ولا بشر

وقال الحميري في قصيدة اخرى منها هذه الأبيات :

فقال لهم إنّي رسول إليكم                    ولست أراني عندكم بكذوب

فأيّكم يقفو مقالي؟ فأمسكوا                فقال : ألا من ناطق فمجيبي؟

ففاز بها منهم عليّ وسادهم               وما ذاك من عاداته بغريب

وعلى أي حال فقد انفضّ القوم ولم يفلح أي أحد منهم بإجابة الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وتصديقه سوى أخيه وابن عمّه الإمام (عليه‌ السلام) .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.