المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



حب الامام علي ودعائه للنبي(صلى الله عليه واله)  
  
3714   11:09 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ,ج1، ص82-85
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2016 4981
التاريخ: 2024-01-06 1413
التاريخ: 14-10-2015 4028
التاريخ: 2023-12-31 1304

كان الإمام (عليه‌ السلام) يحبّ النبيّ حبّا استوعب نفسه وأخلص له في الودّ كأعظم ما يكون الودّ وقد سأله شخص عن مدى حبّه له قائلا : كيف كان حبّكم لرسول الله؟, فأجابه الإمام : كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وامّهاتنا ومن الماء البارد على  لظّمأ ؛ ومن المؤكّد أنّه ليس في الاسرة النبوية ولا في الصحابة من يضارع الإمام في حبّه وإخلاصه للرسول؟ وكان من مودّته له أنّه أتى حائطا فقال له صاحبه : هل لك أن تسقيه ولك بكلّ دلو تمرة وسارع إلى سقيه فأعطاه صاحب البستان تمرا حتى ملأ كفّه منه فبادر إلى النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)فأطعمه به .

كان الإمام (عليه‌ السلام) يتولّى رعاية النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) والقيام بخدماته حتّى أنّه إذا أراد القيام بادر فأخذ بيده وإذا أراد أن يجلس اتّكأ عليه , ومن طرائف ما ينقل أنّ شخصا وفد على النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) يستميحه ويطلب رفده فقال للإمام : يا عليّ اقطع لسانه عنّي  ولم يفهم الشخص المراد من قول النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فسار مع عليّ وقد استولى عليه الفزع والخوف فقال للإمام : أقاطع لساني أنت يا أبا الحسن؟

فقال الإمام له :  إنّي ماض لما امرت به ؛ وسار الإمام حتى انتهى به إلى إبل الصدقة فقال له : خذ ما أحببت, فسكن روع الرجل وفهم ما أراده النبيّ وعلّق الإمام على كلمة النبيّ بقوله : أحسن مواربة سمعتها في كلام العرب .

وتولّى الإمام بإخلاص القيام بقضاء حوائج النبيّ وكان يعتلي بغلة النبيّ الشهباء ويسير في شعب الأنصار لتنفيذ ما عهد إليه .

ومن أدعيته للنبيّ  والشيء المحقّق أنّه لم يعرف أحد من الصحابة وغيرهم مكانة النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وسموّ منزلته سوى أخيه وباب مدينة علمه الإمام (عليه‌ السلام) فقد خصّه بكثير من الأدعية الحافلة بالتمجيد والتعظيم له والإشادة بفضله وعظيم شأنه وهذه بعضها :

قال (عليه‌ السلام) : الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على أطيب المرسلين محمّد بن عبد الله المنتجب الفاتق الرّاتق اللهمّ فخصّ محمّدا (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بالذّكر المحمود والحوض المورود اللهمّ آت محمّدا صلواتك عليه وآله الوسيلة والرّفعة والفضيلة واجعل في المصطفين محبّته وفي العلّيّين درجته وفي المقرّبين كرامته اللهمّ أعط محمّدا صلواتك عليه وآله من كلّ كرامة أفضل تلك الكرامة ومن كلّ نعيم أوسع ذلك النّعيم ومن كلّ عطاء أجزل ذلك العطاء ومن كلّ يسر أنضر ذلك اليسر ومن كلّ قسم أوفر ذلك القسم حتّى لا يكون أحد من خلقك أقرب منه مجلسا ولا أرفع منه عندك ذكرا ومنزلة ولا أعظم عليك حقّا ولا أقرب وسيلة من محمّد صلواتك عليه وآله إمام الخير وقائده والدّاعي إليه والبركة على جميع العباد والبلاد ورحمة للعالمين اللهمّ اجمع بيننا وبين محمّد صلواتك عليه وآله في برد العيش وتروّح الرّوح وقرار النّعمة وشهوة الأنفس ومنى الشّهوات ونعم اللذّات ورجاء الفضيلة وشهود الطّمأنينة وسؤدد الكرامة وقرّة العين ونضرة النّعيم وبهجة لا تشبه بهجات الدّنيا  نشهد أنّه قد بلّغ الرّسالة وأدّى النّصيحة واجتهد للأمّة وأوذي في جنبك وجاهد في سبيلك وعبدك حتّى أتاه اليقين فصلى الله عليه واله الطّيّبين اللهمّ ربّ البلد الحرام وربّ الرّكن والمقام وربّ المشعر الحرام وربّ الحلّ والحرام بلّغ روح محمّد (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) عنّا السّلام , اللهمّ صلّ على ملائكتك المقرّبين وعلى أنبيائك ورسلك أجمعين وصلّ اللهمّ على الحفظة الكرام الكاتبين وعلى أهل طاعتك من أهل السّماوات السّبع وأهل الأرضين السّبع من المؤمنين أجمعين ؛ وأنت ترى في هذا الدعاء جميع صنوف التكريم والتعظيم قد رفعها الإمام إلى سموّ النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌)، ودعا له أن يبوّئه الله أسمى مكانة وأعلى درجة في حضيرة القدس.

وكان من مظاهر تعظيم الإمام للنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) هذا الدعاء قال (عليه‌ السلام) : اللهمّ داحي المدحوّات وداعم المسموكات وجابل القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك على محمّد عبدك ورسولك الخاتم لما سبق والفاتح لما انغلق والمعلن الحقّ بالحقّ والدّامغ خبيثات الأباطيل والدّامغ صولات الأضاليل كما حمّلته فاضطلع بأمرك مستوفرا في مرضاتك غير ناكل عن قدم ولا واه في عزم واعيا لوحيك حافظا لعهدك ماضيا على نفاذ أمرك حتّى أورى قبس القابس وأضاء الطّريق للخابط وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن والآثام وأقام بموضحات الأعلام ونيّرات الأحكام فهو أمينك المأمون وخازن علمك المخزون وشهيدك يوم الدّين وبعيثك بالحقّ ورسولك إلى الخلق  اللهمّ افسح له مفسحا في ظلّك واجزه مضاعفات الخير من فضلك  اللهمّ وأعل على بناء البانين بناءه وأكرم لديك منزلته وأتمم له نوره واجعله من انبعاثك مقبول الشّهادة مرضيّ المقالة ذا منطق عدل وخطبة فصل اللهمّ اجمع بيننا وبينه في برد العيش وإقرار النّعمة ورخاء الدّعة ومنتهى الطّمأنينة وتحف الكرامة .

وحفل هذا الدعاء بإحاطة الإمام ومعرفته الكاملة بالرسول الأعظم (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فقد أضفى عليه جميع ألوان الحفاوة والتكريم ودعا له بالمنزلة الكريمة التي يتبوّؤها في الفردوس الأعلى .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.