المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28
صفاء السماء Sky Clearance
2024-11-28
زاوية ميلان المحور Obliquity
2024-11-28



مواجهة الطفل لنتائج سلوكه الصحيح  
  
1495   02:08 صباحاً   التاريخ: 18-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص78 ـ 83
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2173
التاريخ: 18-1-2016 3622
التاريخ: 19-6-2016 3227
التاريخ: 11-9-2016 1916

ان أحد عوامل تعلّم الطفل وطاعته عن معرفةٍ ووعي هو مواجهته لما يترتب على سلوكه من اثار طبيعيةٍ صحيحة، فالطفل الذي لا يستيقض من نومه مبكراً لا محالة يتأخر في الذهاب الى المدرسة، والطفل الذي لا يقوم بأداء واجباته المدرسية سيضطر الى الجواب عن سلوكه هذا.

ان الارشاد المكرر، القيام بأعمال الطفل بدلاً عنه، الترغيب والترهيب المنقطع والآني، كل ذلك ليس له اثراً مطلوباً.

انه ومن أجل تطبيق المنهج الصحيح لا بد من الصبر والتحمّل وانشراح الصدر والحلم والحزم والحب والرأفة.

حاولوا أن تفسحوا المجال للطفل بأن يكون ملتزماً بالضوابط في أعماله، وذلك بأن لا نملي عليه طرق حلٍ مجملةٍ، فاذا واجهنا من الطفل سلوكاً قبيحاً ورد فعل خاطئ بأن كان غير ملتزم بالضوابط - علينا ان لا نفقد صوابنا بسرعة، بل لا بد من التحرّز عن ابداء رد فعلٍ سريع ومعاملته بهدوءٍ واحترام، فإن من العوامل الهامة التي تساعد على معرفة السلوك الصحيح هو اجتناب العقوبة التي تنبئ عن النظر الصحيح، فإنه لا ينبغي أن يشعر الطفل بالتحقير جرّاء ما يقوم به من عمل قبيح.

إن الاطفال عندما يريدوا أن يتعلمو شيئاً فإن من الطبيعي وقوع الخطأ في ما يقومون به، فإنه كما ينبغي عدّ ذلك منهم امراً طبيعياً عند تعلّمهم لمختلف المسائل لا بدّ من عدّ ذلك أمراً طبيعياً أيضاً عند تعلّمهم للأمور الخلقية والتربوية، لأن كل خطأ بالنسبة للأطفال هو في حكم اكتساب تجربةٍ جديدة، وليس بمعنى التمرد على اوامر الوالدين والمعلمين، وما يحصل عليه الاطفال من نتائج لتجاربهم تارةً يكون افرازاً طبيعياً لاحتكاكهم بالواقع، واخرى يكون نتيجة الدروس التي يتعلّمونها من الواقع الاجتماعي، وذلك انه بمجرد ما يحصل الطفل او الشاب على فرصةٍ للتفكير في سلوكه يحاول ان يربط بين ذلك السلوك وبين ما يترتب عليه من آثار، ولذا يتعيّن على الآباء والمعلمين في البيت والمدرسة تمهيد الظروف التي يتمكن الاطفال فيها من التفكير الصحيح في سلوكهم، من اجل ان يتعلموا ويلتزموا بأصول الأخلاق، والذي ينبغي وقبل العمل بهذا المنهج هو توطيد علاقتكم مع الاطفال باحترامهم والعطف عليهم، فإن طريقة الكلام وايقاعه بأي لحنٍ كان، ينمّ عن كون المعلّم رحيماً وعطوفاً أولا، والذي ينبغي هو كون الكلام حازماً ومشوباً بالعطف، ليفكّر الطفل - وبسبب ما يتداخله من الابتهاج - بعواقب سلوكه واعماله ولا ينبغي ان يشعر الطفل في هذه الحالة بأي نوعٍ من ضيق الصدر أو عدم الارتياح بحيث يؤثر ذلك تأثيراً سلبياً على كيفية النتيجة التي يصل اليها.

ان السلوك الخشن مع الاطفال يخلف آثاراً نفسية على الطفل ويخدش عواطفه، ويؤدي به الى التمرد والعصيان واتخاذ الموقف المضاد للمقابلة بالمثل، مما يمنع ذلك من لجوء الطفل الى التفكير بسلوكه تفكيراً صحيحاً.

ان الذي يدعو لشعور الطفل بالابتهاج والحرية وجود الجو العاطفي الذي يملأه الاحترام، والذي يجعل من الطفل واثقاً بنفسه ومطمئن البال، وبذلك يتمكن وبشكلٍ طبيعي من التفكير في صحيح سلوكه وسقيمه، ليتوصل الى نتائج مطلوبة.

أن ما يؤدي الى صدور ردود فعلٍ غير مدروسةٍ وسلوك ارتجالي من الطفل هو ما يكون بسبب ضعف الشخصية والألم النفسي الذي قد يوجهه بعض الآباء والمعلمين بمعاملتهم القاسية للطفل، بحيث يؤدي به ذلك الى اتخاذ موقفٍ دفاعي بدلاً من التفكير المنطقي سلوكه، إذ أنه لو حصل على فرصةٍ كافيةٍ للتفكير سوف يفرح بسلوكه الحسن ويستاء للقبيح من سلوكه، ولذا يحاول ان يربط بين سلوكه وبين ما يترتب عليه من آثار ليحصل بذلك على نتيجة منطقيةٍ صحيحة، ويؤدي ذلك الى ترغيبه في العمل او الى توقّفه وامتناعه عنه.

ان ما يساعد على ايجاد جو مناسب لتفكير الطفل في سلوكه هو سعة صدورنا وسكوتنا عنه، فانه لا بد من التخلية بينه وبين ما يصل اليه من نتيجة، لان اتخاذ القرار- سواء كان باللسان أو بالإشارة أو بتغيير ملامح الوجه - فيما يتعلق بسلوك الطفل يسلب منه فرصة التفكير، وحينها لا يصل الى نتيجةٍ معقولة، ويؤدي مثل هذا السلوك مع الطفل الى كون سلوكه ارتجالياً وعلى شكل رد فعل، وليس للتفكير واتخاذ القرار فيه مجال، وهذا النحو من التعلم لا يكون عن وعي واختيارٍ لكون العامل الخارجي هو المؤثر الأساسي فيه، وهذا بخلاف ما يكون فيه العامل الباطني- أعني الإرادة - دخيلاً في التوصل الى النتيجة النهائية لتقييم السلوك، والتي تؤدي الى اختيار السلوك الأفضل.

ان الهدوء وعدم الانفعال السريع في مقابل سلوك الطفل يساعده كثيراً على شعوره بالاطمئنان ليجد فرصةٍ يربط فيها بين سلوكه الحسن او القبيح مع ما يتوصل اليه من نتائج صحيحة تتعلق بذلك السلوك الذي تعلّمه بسبب الاحتكاك بواقع الحياة الاجتماعية، وبذلك يتخذ القرار بشأن المزيد من التجارب الايجابية والمثمرة في سبيل تغيير السلوك نحو الافضل.

انه لا بد من التحلّي بالصبر، وفسح المجال للأطفال ليتعرفوا على ما يترتب على سلوكهم، والخوف على الطفل في مثل هذه الامور ليس في محلّه.

إن الإفراط في إرشاد الطفل ونصحه الدائم يسلب من السلوك أثره، ويؤخّر من توصل الطفل الى النتائج المطلوبة بعد التفكير في سلوكه، فإن الوقت المناسب للحديث مع الطفل هو الوقت الذي يكون فيه متشوقاً لسماع الحديث فيه، ولا بد من الاختصار في المقال وعدم الدخول في القيل والقال، وعدم الاعتناء بقبيح الكلام(1).

انه من الضروري أحياناً ترك الاطفال لوحدهم لكي يفكروا في عواقب افعالهم، ثم إن الجوّ الذي يملأه الحب والاحترام يكون سبباً في اتخاذ الاطفال القرار فيما يتعلق بمشاكلهم بحيث يتمكّنوا من حلّها بأنفسهم.

حاولوا- قدر الإمكان - اعطاء الاطفال الحرية وحق الانتخاب، واقبلوا ما يتّخذوه من قرارات، وعاملوهم بالعفو والصفح(2)، وحاولوا التغافل عمّا يعملون، فانه المنهج الصحيح الذي يعطي الاطفال فرصة اكتساب التجربة(3)، انه لا بد من العمل بسيرة العدل والانصاف، والحزم والرأفة، لتتهيأ للأطفال بذلك ارضية التفكير وتجديد النظر في سلوكهم، ويشعروا بالمسؤولية تجاه ما يقومون به، فإنهم عندما يشعرون بعدم الاكراه والاجبار سوف يكفّون عن عمل القبيح.

إن مواجهة الطفل لآثار سلوكه انما يكون صحيحاً وناجحاً إذا لم نستعمل معه اسلوب القوة فإنه لا بد ان تكون الاعمال والعلاقات معهم قائمةٍ على اساس حسن الظن، وليكن لكم معهم سلوكاً صحيحاً وطريقة حميدة(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ قال تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}[الفرقان: 72].

2ـ قال تعالى: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}[الحجر: 85]، وقال تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا}[البقرة: 109].

3ـ قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (المؤمن نصفه تغافل)، غرر الحكم، وقال (عليه السلام): (من أشرف أخلاق الكريم تغافله عما يعلم) نهج البلاغة.

4ـ ان الترغيب والترهيب المنقطع والآني يسد الطريق بوجه اتخاذ الطفل القرار المناسب لسلوك الطفل، ويمنعه من التفكير فيه وفي ما يترتب عليه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.