المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

خلق الجنة والنار
11-08-2015
Production of The Major Biofuels
23-1-2021
اثنا عشر شرطاً ينبغي أن تدخل في أي اتفاق
2-5-2016
دورات الماء واستعمالاته
19-7-2016
كل المخلوقات تدل على وحدانية الله وقدرته
9-11-2014
قاعدة « البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر‌»
16-9-2016


فتنة الاُمويين  
  
2687   02:46 مساءً   التاريخ: 8-8-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : العباس بن علي
الجزء والصفحة : ص118-119.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / الاوضاع التي واكبها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2017 2324
التاريخ: 8-8-2017 2405
التاريخ: 7-8-2017 2771
التاريخ: 14-8-2017 2406

لما جيء بالجثمان المقدّس - جثمان الحسن (عليه السلام) - إلى قبر الرسول (صلى الله عليه واله) ليوارى إلى جنبه ثار الأمويون وعلى رأسهم الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم فرفعوا أصواتهم أمام المشيّعين أيدفن الحسن بجوار جدّه ويدفن عثمان بأقصى المدينة لا كان ذلك أبداً .. . واشتدّوا كالكلاب نحو السيّدة عائشة وقد عرفوا انحرافها عن أهل البيت فأثاروا حفيظتها قائلين : لئن دفن الحسن بجوار جدّه ليذهبنّ فخر أبيك وصاحبه .. .
فوثبت وهي مغيظة محنقة تشقّ الجماهير وقد رفعت عقيرتها قائلة : لئن دفن الحسن بجوار جدّه ـ لتجز هذه ـ وأومأت إلى ناصيتها .. .
والتفتت إلى المشيّعين قائلة : لا تدخلوا بيتي من لا أحبّ .. .
وقد أعربت بذلك عن كوامن حقدها على آل البيت : ويتساءل السائلون من أين جاء لها البيت ألم يروِ ابوها عن النبيّ (صلى الله عليه واله) أنّه قال : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ذهباً ولا فضّة  فبيت النبيّ ـ حسب هذه الرواية ـ كبيت من بيوت الله لا يملكه أحد وانّما هو لجميع المسلمين وعلى هذا فكيف سمحت لأبيها وصاحبه أن يدفنا فيه وإذا لم تعمل عائشة بهذه الرواية وان النبيّ (صلى الله عليه واله) كبقيّة الأنبياء يرثه ذرّيته فالأمام الحسن (عليه السلام) هو الذي يرثه لأنّه سبطه أما أزواج النبيّ (صلى الله عليه واله) فلا يرثن من البيت وانّما يرثن من البناء حسبما ذكر الفقهاء.
وعلى أيّ حال فقد تمادى الأمويون بالشر وظهرت خفايا نفوسهم المنطوية على الحقد والعداء لآل البيت فقد أوعزوا إلى عملائهم برمي جنازة الإمام فرموها بقسيّهم وسهامهم وكادت الحرب أن تقع بين الهاشميين والأمويين فقد أسرع أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) إلى مناجزة الأمويين وتمزيقهم فمنعه أخوه الامام الحسين (عليه السلام) من القيام بأي عمل امتثالاً لوصيّة أخيه فقد أوصاه بأن لا يهراق في امره ملء محجمة من دم .. وجيء بالجثمان الطاهر إلى بقيع الغرقد فواروه فيه وقد واروا معه الحلم والشرف والفضيلة وقد انطوت بذلك أروع صفحة مشرقة من صفحات النبوة والإمامة.
لقد شاهد أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) الأحداث المروعة التي حلّت بأخيه الامام أبي محمد (عليه السلام) فزهدته في الحياة وكرهت له العيش وحببت له الثورة والجهاد في سبيل الله. 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.