المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



بعثت علي (عليه السلام) إلى اليمن  
  
4352   04:52 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص151-152
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

كانت في شهر رمضان سنة عشر من الهجرة ليخمس ركازها والركاز الذهب والفضة ويقبض ما وقع عليه الصلح مع وفد نجران من الحلل والعين وغير ذلك ، وليدعو مذحج وزبيد كامير بطن من مذحج كمجلس أبو قبيلة من اليمن .

ومر أن بعث علي إلى اليمن كان مرتين واستظهرنا سابقا أنه كان ثلاث مرات إحداها سنة ثمان والثانية بين ثمان وتسع والثالثة هذه .

قال ابن سعد في الطبقات الكبير : ثم سرية علي بن أبي طالب إلى اليمن يقال مرتين إحداهما في شهر رمضان سنة عشر من مهاجر رسول الله (صلى الله عليه واله) قالوا بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا إلى اليمن وعقد له لواء وعممه بيده وقال امض ولا تلتفت فإذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك فخرج في ثلاثمائة فارس وكانت أول خيل دخلت إلى تلك البلاد وهي بلاد مذحج ففرق أصحابه فاتوا بنهب وغنائم ونساء وأطفال ونعم وشاء وغير ذلك وجعل على الغنائم بريدة بن الخصيب الأسلمي فجمع إليه ما أصابوا ثم لقي جمعهم فدعاهم إلى الاسلام فأبوا ورموا بالنبل والحجارة فصف أصحابه ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان السلمي ثم حمل عليهم علي بأصحابه فقتل منهم عشرين رجلا فتفرقوا وانهزموا فكف عن طلبهم ثم دعاهم إلى الاسلام فأسرعوا وأجابوا وبايعه نفر من رؤسائهم على الاسلام وقالوا نحن على من ورائنا من قومنا وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله وجمع علي الغنائم فجزأها على خمسة اجزاء فكتب في سهم منها الله وأقرع فخرج أول السهام سهم الخمس وقسم علي على أصحابه بقية المغنم ثم قفل فوافى النبي (صلى الله عليه واله) بمكة قد قدمها للحج سنة عشر (اه) وهي حجة الوداع وسيأتي تمام خبره انش عند ذكر حجة الوداع .

وفي سيرة دحلان : فقال علي يا رسول الله ما اصنع قال إذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك وادعهم إلى قول لا إله إلا الله فان قالوا نعم فمرهم بالصلاة فان أجابوا فلا تبغ منهم غير ذلك والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت إلى أن قال وخرج منهم رجل من مذحج يدعو إلى المبارزة فبرز إليه الأسود بن خزاعي فقتله الأسود واخذ سلبه وروى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعثني رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى اليمن وقال لي يا علي لا تقاتلن أحدا حتى تدعوه وأيم الله لأن يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ولك ولاؤه يا علي وروي الشيخ في الأمالي بسنده عن الرضا عن آبائه (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه واله) بعث عليا إلى اليمن فقال له وهو يوصيه يا علي أوصيك بالدعاء فان معه الإجابة وبالشكر فان معه المزيد وأنهاك عن المكر فإنه لا يحيق المكر السيء إلا باهله وأنهاك عن البغي فإنه من بغي عليه لينصرنه الله .

قال ابن هشام في سيرته قال أبو عمرو المدني بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب إلى اليمن وبعث خالد بن الوليد في جند آخر وقال إن التقيتما فالأمير علي بن أبي طالب (اه) ؛ والظاهر أن هذا البعث هو الذي كان سنة عشر يدل عليه ما ذكره المفيد في موضع من ارشاده حيث قال : ولما عاد رسول الله (صلى الله عليه واله) من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معد يكرب الزبيدي فامن بالله ورسوله وآمن من معه من قومه ورجعوا إلى قومهم ثم أن عمرا نظر إلى أبي كعب بن عثعث الخثعمي فاخذ برقبته ثم جاء به إلى النبي (صلى الله عليه واله) فقال أعدني على هذا الفاجر الذي قتل والدي فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) هدر الاسلام ما كان في الجاهلية فانصرف عمرو مرتدا فأغار على قوم من بني الحارث بن كعب ومضى إلى قومه فاستدعى رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن أبي طالب وأمره على المهاجرين وانفذه إلى بني زبيد وأرسل خالد بن الوليد وأمره أن يقصد جعفي فإذا التقيا فأمير الناس أمير المؤمنين فسار أمير المؤمنين واستعمل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص واستعمل خالد على مقدمته أبا موسى الأشعري فاما جعفي فإنها لما سمعت بالجيش افترقت فرقتين فذهبت فرقة إلى اليمن وانضمت الفرقة الأخرى إلى بني زبيد فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فكتب إلى خالد بن الوليد ان قف حيث أدركك رسولي فلم يقف فكتب إلى خالد بن سعيد بن العاص : تعرض له حتى تحبسه ، فاعترض له حتى حبسه وأدركه أمير المؤمنين فعنفه على خلافه ثم سار علي حتى لقي بني زبيد بواد يقال له كثير فلما رآه بني زبيد قالوا لعمرو كيف أنت يا أبا ثور إذا لقيك هذا الغلام القرشي فاخذ منك الإتاوة قال سيعلم ان لقيني وخرج عمرو فقال من يبارز فنهض إليه أمير المؤمنين وقام إليه خالد بن سعيد وقال له دعني يا أبا الحسن بأبي أنت وأمي أبارزه فقال له أمير المؤمنين ان كنت ترى أن لي عليك طاعة فقف في مكانك ثم برز إليه أمير المؤمنين فصاح به صيحة فانهزم عمرو وقتل أخاه وابن أخيه واخذت امرأته ركانة بنت سلامة وسبي منهم نسوان وانصرف أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلف على بني زبيد خالد بن سعيد لقبض صدقاتهم ويؤمن من عاد إليه من هرابهم مسلما فرجع عمرو بن معد يكرب واستأذن على خالد بن سعيد فاذن له فعاد إلى الاسلام فكلمه في امرأته وولده فوهبهم له وقد كان عمرو لما وقف بباب خالد بن سعيد وجد جزورا قد نحرت فجمع قوائمها ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا وكان يسمي سيفه الصمصامة فلما وهب خالد بن سعيد لعمرو امرأته وولده وهب له عمرو الصمصامة .

قال المفيد في موضع آخر من الارشاد : كان رسول الله قد انفذ عليا إلى اليمن ليخمس ركازها ويقبض ما وافق عليه أهل نجران من الحلل والعين وغير ذلك فتوجه لما ندبه إليه رسول الله (صلى الله عليه واله) فانجزه ممتثلا أمره فيه مسرعا إلى طاعته ولم يأتمن رسول الله (صلى الله عليه واله) أحدا غيره على ما ائتمنه عليه من ذلك ولا رأي في القوم من يصلح للقيام به سواه فاقامه مقام نفسه في ذلك واستنابه فيه مطمئنا إليه ساكنا إلى نهوضه بأعباء ما كلفه فيه (اه) ؛ وقال ابن الأثير في حوادث سنة عشر : ذكر بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أمراءه على الصدقات ؛ ثم قال : وبعث علي بن أبي طالب إلى نجران ليجمع صدقاتهم وجزيتهم ويعود ففعل وعاد ولقي رسول الله (صلى الله عليه واله) بمكة في حجة الوداع ثم ذكر استخلافه رجلا على الجيش كما يأتي والظاهر أن كلماتهم هذه كلها المتقدمة لبيان واقعة واحدة وانه غزا بني زبيد الذين هم بطن من مذحج في تلك السفرة وقبض ما صولح عليه أهل نجران وجمع الزكاة ثم قفل فاجتمع بالنبي (صلى الله عليه واله) في حجة الوداع . وغزوة زبيد المذكورة في كلام المفيد وان أمكن أن تكون سفرة وحدها غير السفرة لقبض ما صولح عليه أهل نجران إلا أنه

لما ذكر بعث خالد معه علم أنهما سفرة واحدة لان ابن سعد ذكر انه في شهر رمضان سنة عشر بعثه إلى اليمن إلى بلاد مذحج فقتل وسبى وغنم ثم أسلموا ومعه بريدة ثم قال فوفى النبي بمكة سنة عشر فعلم أنهما واقعة واحدة .

وروي الكليني في الكافي بسنده عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن (عليه السلام) قال سمعته يقول أهدي أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) أربعة أفراس من اليمن فقال سمها فقال هي ألوان مختلفة فقال ففيها أشقر قال نعم قال فامسكه علي قال وفيها كميتان أوضحان قال فأعطهما ابنيك قال والرابع أدهم بهيم قال بعه واستخلف به نفقة لعيالك إنما يمن الخيل في ذوات الأوضاح (اه) ولا يعلم أن ذلك في أي سفرة من أسفاره إلى اليمن .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.