المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

اُسطورة الصّليب ؟
10-10-2014
رعمسيس الثاني (بنها)
2024-08-11
الغلط في شخصية المجني عليه
17-4-2017
اشتراط طهارة الثوب والبدن في الصلاة.
11-1-2016
البيئة الطبيعية
13-12-2020
المنهج الجغرافي وعلم الفلسفة
25/12/2022


[علي نصره وفداؤه النبي في صغره]  
  
5124   04:51 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد حسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص82-83
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

كان علي (عليه السلام) في صغره يدافع عن النبي (صلى الله عليه واله) فقد كانت قريش لا تستطيع أذاه لمكان عمه أبي طالب فكانوا يغرون به صبيانهم فيرمونه بالحجارة والتراب إذا خرج وليس من شأن أبي طالب ان يتبع الصبيان يذودهم عنه ، ولكن النبي (صلى الله عليه واله) أخبر بذلك صبيا مثلهم هو من أبطال الصبيان يستطيع ان يتبعهم ويذودهم وهو ابن عمه علي بن أبي طالب فذودهم ان لم يكن من شأن أبيه فهو من شأن صبي مثلهم هو بطل في صباه كما هو بطل في شبابه وفي كهولته وفي شيخوخته .

روى علي بن إبراهيم بن هاشم القمي بسنده عن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة العبدري لما برز إليه علي (عليه السلام) يوم أحد فسأله طلحة من أنت يا غلام قال أنا علي بن أبي طالب فقال قد علمت يا قضيم انه لا يجسر علي أحد غيرك ، ما معنى قوله يا قضيم فقال إن رسول الله (صلى الله عليه واله) كان بمكة لم يجسر عليه أحد لمكان أبي طالب وأغروا به الصبيان فكان إذا خرج يرمونه بالحجارة والتراب فشكا ذلك إلى علي (عليه السلام) فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله إذا خرجت فأخرجني معك فخرج معه فتعرض له الصبيان كعادتهم فحمل عليهم علي (عليه السلام) وكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم فكان الصبيان يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون قضمنا علي فسمي لذلك القضيم ، وفي ذلك يقول المؤلف من قصيدة علوية :

أبوك حمى الهادي فأصبح جهدهم  *  لصبيانهم بالمصطفى الطهر أن يغروا

حملت على صبيانهم فقضمتهم  *  فعادوا إلى الاهلين باكين قد فروا

لذلك سموك القضيم وانما  *  لأعناقهم من حد صارمك البتر

وكان علي (عليه السلام) يفدي النبي (صلى الله عليه واله) بنفسه وينيمه أبوه أبو طالب في مرقد رسول الله (صلى الله عليه واله) خوفا على النبي من البيات ويعرضه للقتل والاغتيال ويوطن علي نفسه على ذلك .

قال ابن أبي الحديد : قرأت في أمالي أبي جعفر محمد بن حبيب قال كان أبو طالب كثيرا ما يخاف على رسول الله (صلى الله عليه واله) البيات إذا عرف مضجعه وكان يقيمه ليلا من منامه ويضجع ابنه عليا مكانه ، فقال له علي ليلة يا أبت اني مقتول فقال له أبو طالب :

                     اصبرن يا بني فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب

قد بذلناك والبلاء شديد * لفداء الحبيب وابن الحبيب

لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب * والباع والكريم النجيب

ان تصبك المنون فالنبل تبرى * فمصيب منها وغير مصيب

كل حي وان تملى بعمر * آخذ من مذاقها بنصيب

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.