المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

TEREPHTHALIC ACID
14-9-2017
دولة بني بويه (أو دولة الديلم)
2024-01-08
التفسير في عصر الرسول (صلّى الله عليه وآله) *
13-10-2014
قتل حجر واخبار الحسن بذلك قبل وقوعه
7-03-2015
Proof Theory
8-2-2022
حكم من كان معه إناء من الماء الطاهر وشك في نجاسته.
22-1-2016


دعاء الإمام علي ليلة هجرة النبي  
  
4036   11:09 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص216-217
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

أنفق الإمام (عليه‌ السلام) ليله ساهرا يدعو الله تعالى لينقذه وأخاه من هذه المحنة الحازبة وهذا دعاؤه : يا من ليس له ربّ يدعى يا من ليس فوقه خالق يخشى يا من ليس دونه إله يتّقى يا من ليس له وزير يرشى يا من ليس له نديم يغشى يا من ليس له حاجب ينادى يا من لا يزداد على كثرة السّؤال إلاّ كرما وجودا يا من لا يزداد على عظيم ذنوب عباده إلاّ رحمة وعفوا .

وأثر عنه أنّه دعا في تلك الليلة الحازبة بهذا الدعاء أيضا وهو : أمسيت اللهمّ معتصما بذمامك المنيع الّذي لا يحاول ولا يطاول من شرّ كلّ غاشم وطارق من سائر من خلقت وما خلقت من خلقك الصّامت والنّاطق في جنّة من كلّ مخوف بلباس سابغة بولاء أهل بيت نبيّك محمّد صلواتك عليه وعليهم محتجبا من كلّ قاصد لي بأذيّة بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقّهم والتّمسّك بحبلهم موقنا أنّ الحقّ لهم ومعهم وفيهم وبهم ومنهم وإليهم اوالي من والوا وأعادي من عادوا واجانب من جانبوا فصلّ على محمّد وآل محمّد وأعذني اللهمّ بهم اتّقي من شرّ كلّ ما اتّقيه يا عظيم حجزت عنّي الأعادي ببديع السّماوات والأرض وجعلنا من بين ايديهم سدّا ومن خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون يا أرحم الرّاحمين .

وظلّ الإمام راقدا في فراش النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ولمّا اندلع نور الصبح هجم الطغاة شاهرين سيوفهم على سرير النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فطلع منه الإمام أمير المؤمنين (عليه‌ السلام) كالأسد الضاري شاهرا سيفه فلمّا رأوه ذهلوا وجبنوا وصاحوا به : أين محمّد؟

فقابلهم الإمام بعنف قائلا : جعلتموني حارسا عليه؟.

ونكصوا على أعقابهم يجرّون رداء الخيبة والخسران فقد فلت من قبضتهم الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) الذي جاء ليحرّرهم من ويلات الجاهلية وخرافاتها وحقدت قريش على الإمام كأشدّ ما يكون الحقد ورمته بنظرات حادّة فقد أفلت منها بسببه محمّد وصفعها الإمام بتلك الصفعة المذلّة وتحدّاها واستخفّ بها وجعل يغدو ويروح أمامها ساخرا ومستهزئا بها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.