المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

موت المنصور ووصيته
5-7-2017
Voltage across parallel resistances
12-4-2021
​Nim-Value
5-11-2021
معنى كلمة مسد‌
28-12-2015
character (n.)
2023-06-26
التواضع عند الحسين
16-3-2016


مات رسول الله ورأسه في حجر علي (صلوات الله عليهما)  
  
617   01:42 صباحاً   التاريخ: 2024-05-16
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج2، ص586-587
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

قال علي عليه السلام : " ولقد قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنّ رأسه لعلى صدري ولقد سالت نفسه في كفّي ، فأمررتها على وجهي ، ولقد وليّت غسله صلّى الله عليه وآله وسلّم والملائكة أعواني ، فضجّت الدار والأفنية ملأ يهبط وملأ يعرج ، وما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه في ضريحه فمن ذا أحق به مني حيا وميتاً "[1].

وروى ابن عساكر بإسناده عن جميع بن عمير : " إنّ أمه وخالته دخلتا على عائشة ، فقالتا : يا أم المؤمنين أخبرينا عن علي ، قالت : أيّ شئ تسألن عن رجل وضع يده من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم موضعاً فسألت نفسه في يده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه ، فقال : إنّ أحبّ البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه ، قالت : فلم خرجت عليه ؟ قالت ؟ أمر قضى ] و [ لوددت إن أفديه بما على الأرض "[2].

وروى محمّد صدر العالم بإسناده عن علي عليه السلام قال : " قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في مرضه : ادعوا إليّ أخي فدُعيت له ، فقال : ادن مني فدنوت منه فاستند إليّ ، فلم يزل مستنداً إلي وإنّه يكلمني حتى أن بعض ريق رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليصيبني ، ثم نزل برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وثقل في حجري فصحت : يا عباس أدركني فإني هالك ، فجاء العباس فكان جهدنا جميعاً إن أضجعناه " .

وروى بإسناده عن علي بن الحسين ، قال : " قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ورأسه في حجر علي عليه السلام " .

وروى بإسناده عن أبي غطفان ، قال : " سألت ابن عباس : أرأيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم توفي ورأسه في حجر أحد ؟ قال : توفّي وهو إلى صدر علّي ، قلت : حدثني عروة عن عائشة إنّها قالت : توفي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بين سحري ونحري ، فقال ابن عباس : أتعقل ، والله لتوفي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنّه لمسند إلى صدر علي ، وهو الّذي غسّله وأخي الفصل بن عباس وأبي أبي إن يحضر وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يأمرنا أن نستتر فكان عنده الستر "[3].

روى أبو نعيم بإسناده عن حذيفة بن اليمان ، قال : " دخلت على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في وجعه الذي توفي فيه وعلي بن أبي طالب مسندُهُ إلى صدره ، فقلت لعلي : دعني فقد سهرت منذ الليلة فقال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : دعه فهو أحقّ به "[4].

 

[1] نهج البلاغة ، طبعة الدكتور صبحي الصالح ، الخطبة 197 ص 311 .

[2] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 15 رقم 1028 ، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 112 ، والزمخشري في ربيع الأبرار ، باب الخير والصلاح وذكر الأخيار والصلحاء .

[3] معارج العلى في مناقب المرتضى ص 120 - 121 ، 121 .

[4] أخبار أصبهان ج 1 ص 131 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.