مقا- مسد : أصل صحيح يدلّ على جدل شي‌ء وطيّه. فالمسد : ليف يتّخذ من جريد النخل. والمسد : حبل يتّخذ من أوبار الإبل. وامرأة ممسودة : مجدوله الخلق كالحبل الممسود , غير مسترخية. وعبارة بعضهم في أصله أنّه الفتل. والمسد : الليف , لأنّ من شأنه أن يفتل للحبل.

صحا- المسد : الليف , يقال حبل من مسد. والمسد أيضا : حبل من ليف أو خوص. وقد يكون من جلود الإبل أو من أوبارها. ومسدت الحبل أمسده مسدا : أجدت فتله. ورجل ممسود , وجارية حسنة المسد والعصب والجدل والأرم , وهي ممسودة.

لسا- المسد : الليف. ابن سيده : المسد : حبل من ليف أو خوص أو شعر أو وبر أو صوف أو جلود الإبل أو جلود أو من أي شي‌ء كان.

فرهنگ تطبيقي- سرياني- مازدا طناب از ليف خرما.

والتحقيق‌

أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو الحبل من أي شي‌ء معمول , والمسلّم هو الحبل من ليف نخل أو خوصه المعمول في الحجاز , وأمّا التعميم : فانّ اللغة مأخوذة من السريانيّة , والحبل المتداول فيما بين أهل الشام وما حوله , هو المطلق.

{وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} [المسد : 4، 5] الحطب : ما يتوقّد إمّا ظاهراً أو معنا. والجيد : القدّام من العنق وهو ما فوق الصدر. والحبل : شي‌ء طويل ممتدّ يتوسّل اليه.

وهذا الحبل في قبال الآية-. { وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} [آل عمران : 103].

والتعبير بكون الحبل في العنق : إشارة الى ربط العنق ومحدوديّته وشدّة بحبل من ليف وأمثاله ضعيفة في غاية الضعف , في قبال التعلّق والاعتصام بحبل اللّٰه الّذى لا انفصام له.

وحقيقة هذا الحبل هو التعلّق بالدنيا الّتى هي متحوّلة زائلة لا اعتماد بها بوجه , وهذا ينتهى الى الكفر بالحقّ.

ولا يخفى أنّ التعلّق بهذا الحبل الضعيف هو الموجب لأي خلاف وعصيان وانحراف , وهي الحطب المتوقّد. وقد ورد - إنّ حبّ الدّنيا رأس كلّ خطيئة.

______________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.

- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ ‏هـ .

- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .