المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Binary Acids
5-7-2020
ابن أسلم ( ابن زيد)
14-11-2014
اتجاهات السكان والتحولات الاجتماعية والحضرية في الوطن العربي- السكان والتحضر
24-11-2019
نبات بلاد العرب.
2023-12-10
HOW ARE THE ELECTROMAGNETIC WAVES GENERATED?
17-3-2021
مقومات إقامة مناطق التجارة الحرة
2023-02-04


هجرة الإمام عليّ ( عليه السّلام )  
  
1764   08:30 مساءً   التاريخ: 17-4-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 2، ص68-71
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

وصل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) إلى ( قبا ) بسلام ، واستقبلته جموع الأنصار ، ومن هناك بعث بكتابه إلى عليّ ( عليه السّلام ) يأمره فيه بالمسير إليه والإسراع في اللحاق به ، وكان قد أرسل إليه أبا واقد الليثي ، وحين وصل اليه كتاب رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) اشترى عليّ ( عليه السّلام ) الركائب وأعدّ العدّة للخروج ، وأمر من بقي معه من ضعفاء المسلمين أن يتسلّلوا ويتخفّفوا[1] إذا ملأ الليل بطن كلّ واد إلى ذي طوى [2]، وبدأت المهمّة الشاقّة الثالثة أمام عليّ ( عليه السّلام ) وهي الرحيل برفقة النساء نحو يثرب ، وخرج هو ومعه الفواطم : فاطمة بنت رسول اللّه ، وامّه فاطمة بنت أسد ، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب ، وفاطمة بنت حمزة ، وتبعهم أيمن مولى رسول اللّه وأبو واقد الليثي[3].

وتولّى أبو واقد الليثي سوق النياق ، ولشدّة خشيته كان يحثّ الخطى سريعا حتى لا يلحق بهم الأعداء .

وعزّ على عليّ ( عليه السّلام ) أن يرى نساء بني هاشم على تلك الحالة من الجهد والعناء من سرعة الحركة ، فقال ( عليه السّلام ) : ارفق بالنسوة أبا واقد ، إنّهن من الضعائف .

وأخذ ( عليه السّلام ) بنفسه يسوق الرواحل سوقا رقيقا ، وهو ينشد ليبعث الطمأنينة في نفوس من معه :

وليس إلّا اللّه فارفع ظنّكا * يكفيك ربّ الناس ما أهمّكا

واستمرّ عليّ ( عليه السّلام ) على هدوئه في قيادة الركب حتى شارف على قرية في الطريق تسمى « ضجنان » وهناك أدركته القوّة التي أرسلتها قريش للقبض عليه ومن معه وإعادتهم إلى مكّة ، وكانوا سبعة فوارس من قريش ملثّمين معهم مولى لحرب بن أمية اسمه « جناح » ، فقال عليّ ( عليه السّلام ) لأيمن وأبي واقد : أنيخا الإبل واعقلاها ، وتقدّم هو فأنزل النسوة ثمّ استقبل الفوارس بسيفه ، فقالوا له : أظننت يا غدّار أنّك ناج بالنسوة ، إرجع لا أبا لك .

فقال ( عليه السّلام ) : فإن لم أفعل ؟ . . فازدادوا حنقا وغيظا منه ، فقالوا له : لترجعنّ راغما أو لنرجعنّ بأكثرك شعرا وأهون بك من هالك .

ودنا بعضهم نحو النياق ليفزعوها حتى يدخلوا الخوف والرعب إلى قلوب النسوة ، فحال عليّ ( عليه السّلام ) بينهم وبين ذلك ، فأسرع نحوه جناح وأراد ضربه بسيفه فراغ عنه عليّ ( عليه السّلام ) وسارعه بضربة على عاتقه فقسمه نصفين حتى وصل السيف إلى كتف فرس جناح [4]، ثمّ شدّ على بقية الفرسان وهو راجل ، ففرّوا من بين يديه فزعين خائفين .

وقالوا : احبس نفسك عنّا يا ابن أبي طالب ، فقال لهم : فإنّي منطلق إلى أخي وابن عمّي رسول اللّه ، فمن سرّه أن أفري لحمه وأريق دمه فليدن منّي ، فهرب الفرسان على أدبارهم خائبين .

ثمّ أقبل ( عليه السّلام ) على أيمن وأبي واقد وقال لهما : أطلقا مطاياكما ، فواصل الركب المسير حتّى وصلوا « ضجنان » فلبث فيها يوما وليلة حتى لحق به نفر من المستضعفين ، وبات فيها ليلته تلك هو والفواطم يصلّون ويذكرون اللّه قياما وقعودا وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر ، فصلّى بهم عليّ ( عليه السّلام ) صلاة الفجر ، ثمّ سار لوجهه يجوب منزلا بعد منزل لا يفتر عن ذكر اللّه حتى قدموا المدينة .

وقد نزل الوحي قبل قدومهم بما كان من شأنهم وما أعدّه اللّه لهم من الثواب والأجر العظيم بقوله تعالى : الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ . . . فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ . . . فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا . . . وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ . . . وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ[5].

وكان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في « قباء » نازلا على عمرو بن عوف ، فأقام عندهم بضعة عشر يوما يصلّي الخمس قصرا ، يقولون له : أتقيم عندنا فنتّخذ لك منزلا ومسجدا ؟ فيقول ( صلّى اللّه عليه وآله ) : لا ، إنّي أنتظر عليّ بن أبي طالب ، وقد أمرته أن يلحقني ، ولست مستوطنا منزلا حتى يقدم عليّ ، وما أسرعه إن شاء اللّه [6]!

وحين وصل عليّ ( عليه السّلام ) ؛ كانت قدماه قد تفطّرتا من فرط المشي وشدّة الحرّ ، وما أن رآه النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) على تلك الحالة ؛ حتى بكى عليه إشفاقا له ، ثمّ مسح يديه على قدميه فلم يشكهما بعد ذلك[7].

ثمّ إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) لمّا قدم عليه عليّ ( عليه السّلام ) ؛ تحوّل من قباء إلى بني سالم ابن عوف وعلي معه ، فخطّ لهم مسجدا ، ونصب قبلته ، فصلّى بهم فيه ركعتين ، وخطب خطبتين ، ثمّ راح من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها وعليّ لا يفارقه ، يمشي بمشيه ، وأخيرا نزل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) عند أبي أيوب الأنصاري وعليّ معه حتى بنى له مسجده وبنيت له مساكنه ، ومنزل عليّ ( عليه السّلام ) فتحوّلا إلى منازلهما[8].

 

[1] يتخفّفوا : لا يحملوا معهم شيئا يثقل عليهم .

[2] ذي طوى : موضع قرب مكة .

[3] أمالي الطوسي : 2 / 84 ، وعنه بحار الأنوار : 19 / 64 .

[4] بحار الأنوار : 19 / 65 .

[5] آل عمران ( 3 ) : 191 - 195 ، راجع بحار الأنوار : 19 / 66 - 67 .

[6] روضة الكافي : 339 .

[7] بحار الأنوار : 19 / 64 ، والمناقب لابن شهرآشوب : 1 / 182 ، والكامل لابن الأثير : 2 / 106 .

[8] روضة الكافي : 339 - 340 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.