الأئمّة عليهم السلام يعلمون الغيب
المؤلف:
السيّد محمّد الحسين الحسينيّ الطهرانيّ
المصدر:
معرفة الإمام
الجزء والصفحة:
ج3/ص15-17
2025-11-26
24
كان الأئمّة عليهم السلام يعلمون الغيب[1]. وقد اعترف بهذه الحقيقة كثير من كبار أهل السنّة ومشاهيرهم. فهذا ابن الأثير الجزريّ يقول بسلسلة إسناده عن عثمان بن صُهيب، عن أبيه، أنَّه قال: قَالَ عَلِيّ: «قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ مَن أشْقَى الأوَّلينَ؟ قُلْتُ عَاقِرُ النّاقَةِ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَمَنْ أشقى الآخِرينَ؟ قُلتُ: لَا عِلمَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، قالَ: الذي يَضْرِبُكَ على هَذَا- وأشارَ بِيَدِهِ إلى يَافُوخِهِ- وكَانَ يَقُولُ: وَدِدْتُ أنَّهُ قَدِ انْبَعَثَ أشْقَاكُمْ فَخَضَبَ هَذِهِ مِن هَذِهِ، يَعْنِي؛ لِحْيَتَهُ مِن دَمِ رَأسِهِ»[2]. ثمّ يقول ابن الأثير: إنَّ عَلِيّاً جَمَعَ النَّاسَ لِلْبَيْعَةِ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مُلْجَمٍ الْمُرادِيّ فَرَدَّهُ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: «مَا يَحْبِسُ أشْقَاهَا؟! فَوَ اللهِ، لَيَخْضِبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ»، ثُمَّ تَمَثَّلَ:
اشْدُدْ حَيَازِيمَكَ لِلْمَوتِ *** فَإنَّ الْمَوتَ لَاقِيكَ
وَلَا تَجَزَعْ مِنَ الْقَتلِ *** إذَا حَلَّ بِوَادِيكَ[3]
ثمّ يقول: قال عثمان بن المُغيرة: لَمّا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ جَعَلَ عَلِيّ يَتَعشّى لَيْلَةً عِندَ الْحَسَنِ، ولَيْلَةً عِندَ الْحُسَيْنِ، ولَيْلَةً عِندَ عَبدِ اللهِ بنِ جَعْفَرٍ لَا يَزِيدُ على ثَلَاثِ لُقَمٍ، ويَقُولُ: «يَأتى أمْرُ اللهِ وأنَا خَمِيصٌ، وإنَّمَا هِيَ لَيْلَةٌ أو لَيْلتَانِ».[4]
ثمّ يقول: خَرَجَ عَلِيّ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَاسْتَقبَلَهُ الإوَزُّ يَصِحنَ في وَجْهِهِ، قَالَ: فَجَعَلْنَا نطرُدُهُنَّ عَنْهُ، فَقَالَ: «دَعُوهُنَّ فَإنَّهُنَّ نَوائِحٌ»، وخَرَجَ فَاصيبُ. وهَذَا يَدُلُّ على أنَّهُ عَلِمَ السّنَةَ والشَّهْرَ واللَّيلَةَ التي يُقْتَلُ فِيهَا، واللهُ أعْلَمُ.[5]
ويقول ابن حجر الهيثمي: فَلَمّا كَانَتِ اللَّيلَةُ التي قُتِلَ في صَبِيحَتِهَا أكْثَرَ الْخُرُوجَ والنَّظَرَ إلى السَّماءِ، وجَعَلَ يَقُولُ: "وَاللهِ؛ مَا كَذَبْتُ ولَا كُذِبْتُ وإنَّهَا اللَّيْلَةُ التي وُعِدْتُ"[6].
[1] نفس المصدر السابق(الهامش) ولكن الإمام الباقر عليه السلام نقل أيضاً عن جابر عن طريق الخاصّة كالحديث المنقول في «غاية المرام» ص 327 (الحديث الثالث).
[2] «اسد الغابة» ج 4، ص 35.
[3] «المصدر السابق» ج 4، ص 35.
[4] «المصدر السابق» ج 4، ص 36، ووردت بعض العبارات المذكورة أيضاً في مكانين من «الصواعق المحرقة» ص 80.
[6] «الصواعق المحرقة»، ص 80.
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة