أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-2-2017
6348
التاريخ: 12-2-2017
7694
التاريخ: 14-2-2017
3819
التاريخ: 25-11-2016
2628
|
قال تعالى : {وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 101].
{ولما جاءهم} أي ولما جاء اليهود الذين كانوا في عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) {رسول من عند الله} يعني محمدا (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن أكثر المفسرين وقيل أراد بالرسول الرسالة كما قال كثير :
فقد كذب الواشون ما بحت عندهم *** بليلى وما أرسلتهم برسول
قال علي بن عيسى وهذا ضعيف لأنه خلاف الظاهر قليل في الاستعمال وقوله {مصدق لما معهم} يحتمل أمرين (أحدهما) أنه مصدق لكتبهم من التوراة والإنجيل لأنه جاء على الصفة التي تقدمت بها البشارة (والثاني) أنه مصدق للتوراة بأنها حق من عند الله لأن الأخبار هاهنا إنما هوعن اليهود دون النصارى والأول أحسن لأن فيه حجة عليهم وقوله {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب} أي ترك وألقى طائفة منهم وإنما قال {من الذين أوتوا الكتاب} ولم يقل منهم وقد تقدم ذكرهم لأنه يريد به علماء اليهود فأعاد ذكرهم لاختلاف المعنى وقيل أنه لم يكن عنهم للبيان لما طال الكلام وقوله {كتاب الله} يحتمل أن يريد به التوراة ويحتمل أن يريد به القرآن وقوله {وراء ظهورهم} كناية عن تركهم العمل به قال الشعبي هوبين أيديهم يقرءونه ولكن نبذوا العمل به وقال سفيان بن عيينة أدرجوه في الحرير والديباج وحلوه بالذهب والفضة ولم يحلوا حلاله ولم يحرموا حرامه فذلك النبذ هذا إذا حمل الكتاب على التوراة وقال أبو مسلم لما جاءهم الرسول بهذا الكتاب فلم يقبلوه صاروا نابذين للكتاب الأول أيضا الذي فيه البشارة به وقال السدي نبذوا التوراة وأخذوا بكتاب آصف وسحر هاروت وماروت يعني أنهم تركوا ما تدل عليه التوراة من صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وقال قتادة وجماعة من أهل العلم أن ذلك الفريق كانوا معاندين وإنما ذكر فريقا منهم لأن الجمع العظيم والجم الغفير والعدد الكثير لا يجوز عليهم كتمان ما علموه مع اختلاف الهمم وتشتت الآراء وتباعد الأهواء لأنه خلاف المألوف من العادات إلا إذا كانوا عددا يجوز على مثلهم التواطؤ على الكتمان وقوله {كأنهم لا يعلمون} أي لا يعلمون أنه صدق وحق والمراد أنهم علموا وكتموا بغيا وعنادا وقيل المراد كأنهم لا يعلمون ما عليهم في ذلك من العقاب وقيل المراد كأنهم لا يعلمون ما في كتابهم أي حلوا محل الجاهل بالكتاب .
_____________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج1 ، ص 319-320.
{ولَمَّا جاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} . وهو محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) الذي أرسله اللَّه سبحانه للناس كافة ، ومنهم اليهود الذين كانوا في عصره . {مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ}.
أي مصدق لما في التوراة من أصول التوحيد ، والبشارة بمحمد . {نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ} ، وهم علماء اليهود ، {كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ} .
المراد بكتاب اللَّه القرآن ، وقيل : بل التوراة ، لأن كفرهم بمحمد كفر بالتوراة التي بشرت بمحمد ( صلى الله عليه واله وسلم ). . ولا فرق في هذا الحكم بين اليهود والنصارى ، لأن كلا منهما قد حرّف كتابه فيما يتعلق بالبشارة بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) بل لا فرق بين اليهود ، وبين معمم يحرّف كلام اللَّه تبعا لأهوائه .
_____________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1،ص 159-160.
قوله تعالى: و لما جاءهم رسول، المراد به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا كل رسول كان يأتيهم مصدقا لما معهم، لعدم دلالة قوله: و لما جاءهم على الاستمرار بل إنما يدل على الدفعة، و الآية تشير إلى مخالفتهم للحق من حيث كتمانهم بشارة التوراة و عدم إيمانهم بمن يصدق ما معهم.
____________________
1- الميزان ، الطباطبائي ، ج1 ، ص194.
{وَلَمّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الّذينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ}.
كان أحبار اليهود يبشرون النّاس قبل البعثة النبوية بالرّسول الموعود ويذكرون لهم علاماته وصفاته، فلمّا بعث نبي الإِسلام، أعرضوا عمّا جاء في كتابهم، وكأنهم لم يروا ولم يقرأوا ما ذكرته التوراة في هذا المجال.
هذه هي النتيجة الطبيعية للأفراد الغارقين في ذاتياتهم، هؤلاء ـ حتى في دعوتهم إلى حقيقة من الحقائق ـ لا يتجردون عن ذاتياتهم، فإن وصلوا إلى تلك الحقيقة ووجدوها تنسجم مع أهوائهم، أعرضوا عنها ونبذوها وراء ظهروهم.
____________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص258.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|