المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

المساهمون والعائد على الأموال المستثمرة Shareholders and Shareholder Activism
2023-07-17
Robert Boyle
25-1-2016
Electrical resonance
2024-03-13
Urbanization
2024-04-27
التركيب الكيمياوي لنبات فول الصويا
2023-06-15
الاشجار التي تنمو على سلسلة جبال الهملايا
19-6-2017


أهمية الماء من وجهة نظر الاسلام  
  
23495   01:46 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص250-252
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-28 1044
التاريخ: 21-1-2016 2112
التاريخ: 20-1-2016 2308
التاريخ: 21-1-2016 1665

للماء أهمية قصوى في الاسلام، اذ يعتبر نعمة من الله تهب الحياة وتديمها وتطهر البشر والارض.

وثمة اشارات عدة في القرآن الكريم إلى المياه وما يتصل بها من ظواهر، فعلى سبيل المثال تتكرر فيه كلمة (ماء) ثلاثا وستين مرة، وكلمة (نهر) و(أنهار) اثنين وخمسين مرة (1)، وكذلك فان كلمات مثل (العيون) و(الينابيع) و(المطر) و(البرد) و(الغيوم) و(الرياح) ترد مرارا عديدة وان بدرجة اقل.

اما الجنة التي يعتبر المسلمون انها الدار الابدية للذين امنوا وعملوا الصالحات، فأنها تضم بين طياتها:{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}[البقرة: 25].

ويوصف عرش الله بانه قائم على الماء، ويذهب القرآن إلى اكثر ذلك فيذكر في الآية التي ربما كانت اكثر اية يتم الاستشهاد بها بين الآيات:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}[الأنبياء: 30]، هذه الآية شهادة على مركزية المياه في الحياة ضمن النظام البيئي العام وعلى كونها المجال المشترك بين جميع الكائنات. فالماء على ماء جاء ذكره في القرآن، يعتبر اثمن شيء خلقه الله بعد البشر.

اما صفة الماء كواهب للحياة فتظهر بالإضافة إلى الآية المتقدمة في قوله تعالى:{وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا}[النحل: 65].

ويعتمد البشر جميعهم على الماء للحياة والصحة الجيدة، وللماء في نظر المسلمين اهمية خاصة لأنه يستخدم في الوضوء والغسل ايضا، وقد شبه النبي (صلى الله عليه واله) في حديث شريف فائدة الصلاة، وهي من أركان الاسلام الخمسة، بالماء الذي يغتسل به : فقال :(يا علي انما منزلة الصلوات الخمسة لامتي كنهر جار على باب أحدكم، فما ظنُّ احدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله والصلوات الخمس لامتي)(2).

ومع غض النظر عن قيمة واثارها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية ومنافعها للإنسان لكونها تعتبر مصدرا اساسيا من المصادر التي يحتاج اليها البشر في حياتهم اليومية، سواء على المستوى الفردي حيث تستعمل للشرب وحفظ الذات، أو لمنافعها المتعددة في مختلف جوانب الحياة.

الا انها تكتسب بُعدا مميزا في الفقه الاسلامي كونها احد اهم عوامل الطهارة التي يحتاج اليها الانسان لممارسة عبادته مع الله. وانطلاقا من قوله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48].

وما جاء في الاحاديث الشريفة كما عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كان يقول عند النظر إلى الماء : (الحمد لله الذي جعل الماء طهورا، ولم يجعله نجسا). وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : (كل ماء طاهر الا ما علمت انه قذر)، وغيرها من الروايات. فقد اعتبر الاسلام ان كل ماء جاءت به الطبيعة نازلا من السماء، او نابعا من الارض، او ذائبا من الثلج، عذبا كان او مالحا، على اهل خلقته يسميه الفقهاء (ماء مطلق)، أي يصدق عليه لفظ (ماء) فقط من دون ان تضيف اليه اية لفظة اخرى تبين المراد منه.

ومن مصاديق الماء المطلق : المياه المعدنية، كعيون الكبريت، وما اليه، ومنه ايضا ماء النهر المتغير ايام الفيضان بما يجرفه من تراب أو عشب، وماء البرك وغير ذلك...

ويكتسب الماء المطلق اهمية في الفقه الاسلامي لكونه يزيل النجاسة المادية كالدم والبول، ويرفع النجاسة المعنوية، أي يجوز الوضوء به، والغسل من الجنابة والحيض، ويغسل به الميت...

وهذا معنى قول الفقهاء : الماء المطلق طاهر بنفسه، مطهر لغيره من الحدث، كما هو مفاد قوله سبحانه وتعالى:{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}[الأنفال: 11] .

__________________

1ـ عبدالباقي، محمد فؤاد. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، انتشارات بيدار ،قم، 1314هـ- 1372هـ.ش.

2- غوالي اللئالي، ج2، ص24، ح54.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.