1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : البيئة :

الطهارة في امور العبادة

المؤلف:  الشيخ خليل رزق

المصدر:  الاسلام والبيئة

الجزء والصفحة:  ص305-311

20-1-2016

7891

ترتبط نظافة البيئة في الاسلام ارتباطا مباشرا بمفهوم الطهارة، كما ورد في القرآن والسنة، حيث يغطي هذا المفهوم الاحتياجات الخاصة بالنظافة، اضافة إلى جملة اشتراطات ومواصفات اخرى تؤهل البيئة وعناصرها لأداء مهام محددة تتعلق بحياة الانسان الدينية والدنيوية.

فالطهارة لغة : هي النظافة والنزاهة من الادناس والاقذار، وشرعا هي الطهر من النجاسات ورفع الاحداث.

وبمعنى اخر هي رفع ما يمنع الصلاة من حدث، أو نجاسة بالماء، أو رفع حكمه بالتراب.

وتكتسب الطهارة أهمية خاصة في الدين الاسلامي لارتباطها بأهم الواجبات الدينية للمسلم المتمثلة بالصلاة، فالطهارة مفتاح العبادة اليومية (الصلاة) كما ان الصلاة مفتاح الجنة.

وقد وردت مادة الطهارة واشتقاقاتها المختلفة في احدى وثلاثين موضعا في القرآن الكريم. وساد مفهوم التطهر من النجاسات والاقذار ما يقرب من نصف تلك المواضع مثل قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة: 222] .{فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}[التوبة: 108]. {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ}[المدثر: 4، 5].

ويمثل هذا المفهوم قول الرسول (صلى الله عليه واله):(الطهور شطر الايمان)(1)، أي ان الطهور نصف الايمان نظرا لاشتراطه لصحة الصلاة.

واذا كانت الصلاة اول ما يحاسب عليه العبد، فبطريق اولى ان يكون الحساب على شروطها ومقدماتها وهذا معنى قول الرسول(صلى الله عليه واله):(أول ما يحاسب به العبد طهوره..)(2).

وتظهر أهمية الطهارة في الاسلام ومدى اهتمامه بها من خلال مجموعة من التشريعات المرتبطة بها اما على نحو الوجوب أو على الاستحباب ومن هذه نذكر :

أ‌- أحكام المياه وطهوريتها :

فالماء في الفقه الاسلامي طاهر مطهر، ويزيل النجاسة المادية كالدم والبول، ويرفع النجاسة المعنوية، أي يجوز الوضوء به، والغسل من الجنابة والحيض، ويغسل به الميت، وهذا معنى قول الفقهاء:(الماء المطلق طاهر بنفسه، مطهر لغيره من الخبث، والحدث)، والخبث هو النجاسة المادية، والحدث النجاسة المعنوية (3)، قال الله تعالى:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا}[الفرقان: 48] .

وفي الحديث عن الإمام علي (عليه السلام) انه قال:(الماء يطهِّر ولا يطهَّر)(4).

ب‌- أعيان النجاسات :

تطلق النجاسة في اللغة على سوء السريرة، وقبح الاعمال، وعند الفقهاء وهي القذارة المادية التي يجب ازالتها لأجل الصلاة او الطواف الواجب، وهي انواع : (البول – الغائط – المني – الدم – الميتة – الكلب – والخنزير البريّان – الخمر...) على تفصيل مذكور في الكتب الفقهية.

وقد امر الاسلام بالاجتناب عن هذه النجاسات والقذارات، وحكم بوجوب التطهير منها اما مطلقا او في حال الصلاة وما شابه ذلك.

جـ - تشريع المطهرات :

في قبال الاعيان النجسة وامكانية تعرّض بدن الانسان او ثوبه للنجاسة جعل الاسلام مجموعة من المطهرات التي تطهر غيرها من النجاسة وهي على انواع:(التطهير من الكلب والخنزير والجرذ والبول وتطهير الاناء والثوب والبدن) ، وذلك عن طريق المطهر الاول الذي هو الماء والاصل في التطهير بشروط ذكرها الفقهاء في كتبهم.

ومن المطهرات الارض التي تطهر باطن القدم والنعل بالمشي عليها، او بالمسح بها..

وكذلك الشمس فأنها تطهر كل ما أشرقت عليه من الاشياء الثابتة.

وايضا الانقلاب كما اذا انقلب الخمر خلا.

وكذلك الاستحالة كالعذرة التي تستحيل ترابا او رمادا...

وهنا نلاحظ ان الاسلام اعتبر البيئة وعناصرها الطبيعية النظيفة هي الاصل في التطهير. فالأرض والشمس والماء هي مطهرات طبيعية لا علاقة للإنسان بها.

د- طهارة البدن والثوب والمكان لأجل الصلاة :

الصلاة كما انها صلة بين الله والانسان فأنها في الوقت نفسه مقابلة الهية سامية، ولابد لهذه المقابلة من أهبة واستعداد وتمهيد بإخلاص النية، وأخذ الزينة بنظافة الجسم والثوب.

لهذا اشترط الاسلام في الصلاة : نظافة الثوب والبدن والمكان من الاخباث والقاذورات، فقال تعالى:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}[المدثر: 4].

والخبث هو النجاسة العالقة بجسم الانسان، أو في ثوبه او في مصلاه، ولابد من ازالتها بالطهور. وازالة النجاسة عن جسم الانسان وثوبه شرط في صحة الصلاة عند جمهور العلماء.

قال صاحب المدارك:(ويدل على اعتبار الطهارة في الثوب والجسد لأجل الصلاة واجماع العلماء، والاخبار المستفيضة المتضمنة للأمر بغسل الثوب والجسد من النجاسات، اذ من المعلوم ان الغسل لا يجب لنفسه، وانما هو لأجل العبادة)(5).

فلا يقبل من المسلم ان يقف للصلاة بين يدي ربه تعالى – سواء كان في المسجد أو في بيته أو في أي مكان اخر – وهو يلبس ثيابا متلوثة بشيء من النجاسات والقذارات المعروفة.

وفي الحديث:(أن الله تبارك وتعالى يحب الجمال والتجمل، وبغض البؤس والتباؤس، وان الله عز وجل يبغض من الرجال القاذورة، وانه اذا انعم على عبده نعمة أحب ان يرى أثر تلك النعمة)(6).

وكما اشترط في الصلاة طهارة الثوب والبدن، كذلك الحال بالنسبة إلى مكان المصلي ، فلابد ان يكون طاهرا من النجاسات المتعدية، وهذه الشروط التي ينبغي توفرها في الصلاة لجهة نظافة البدن والثوب والمكان نشير إلى ان الاسلام يحرص على أن تكون العبادة طاهرة نظيفة نقية خالية من كل أنواع النجاسات والقذارات، والى مدى الارتباط بين البيئة والعباد في الدين.

هـ - الوضوء والغسل للعبادة :

قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}[المائدة: 6].

ولا تصح صلاة المسلم ما لم يتطهر من الحدث الاصغر بالوضوء ومن الحدث الاكبر بالغسل، والوضوء يتكرر في اليوم عدة مرات، تغسل فيه الاعضاء التي تتعرض للاتساخ والعرق والاتربة، مثل الوجه واليدين ومسح الرأس والرجلين.

وعن الوضوء كشرط من الصلاة جاء في الحديث : قال رسول الله (صلى الله عليه واله):(مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم، ولا يقبل الله صلاة بغير طهور)(7).

وعنه (صلى الله عليه واله) انه قال:(لا صلاة الا بطهور)(8).

وعنه (صلى الله عليه واله) ايضا:(الوضوء نصف الايمان)(9).

وعن علة الوضوء ورد في الحديث.

عن الفضل بن شاذان عن الإمام الرضا (عليه السلام) في جوابه عن سؤال:(فان قال : لم امر بالوضوء وبدأ به؟ قيل : لان يكون العبد طاهرا اذا قام بين يدي الجبار في مناجاته اياه، مطيعا له فيما امره، نقيا من الادناس والنجاسة، مع ما فيه من ذهاب الكسل، وطرد النعاس، وتذكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار)(10).

وذكر الفقهاء بناءً على العديد من الروايات استحباب الوضوء للكون على طهارة ولو لم يكن للدخول في صلاة او غيرها.

قال رسول الله(صلى الله عليه واله):(يا أنس اكثر من الطهور يزيد الله في عمرك، وان استطعت ان تكون بالليل والنهار على طهارة فافعل، فانك تكون اذا متَّ على طهارة شهيدا)(11).

وللأغسال في الشريعة الاسلامية حيّزا هاما حيث عني الاسلام بنظافة الانسان، فدعا إلى الاغتسال، وكان منها الواجب كغسل الجنابة، والحيض، والاستحاضة، والنفاس، والميت، ومن الميت بعد برده وقبل تطهيره.

ومنها المستحب الذي له موارد متعددة وكثيرة جدا ومنها : غسل الجمعة ويوم الفطر والاضحى، وأغسال ليالي شهر رمضان، وغسل الاحرام، وزيارة الرسول واله الاطهار (صلوات الله عليهم).

والاغسال المستحبة كثيرة. وقد انهاها بعض الفقهاء إلى مئة تسامحا منه في ادلة السنن، والمشهور بين الفقهاء 28 غسلا، كما قال صاحب الشرائع المحقق الحلي.

وذهب جماعة من فقهاء الشيعة إلى ان الغسل مستحب في نفسه دون ان يقصد المغتسل اية غاية من الغايات المنصوص عليها، كما في الوضوء المستحب، ولقوله تعالى:{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}[التوبة: 108] ، وقوله تعالى:{وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[البقرة: 222].

______________

1ـ كنز العمال، ح25998 وح26010.

2ـ كنز العمال، ح25998 وح26010.

3ـ وقيل ان الطهارة من الخبث متوجهة إلى الابدان دون القلوب، ولذا لم تحتج إلى نية القربة التي هي من صفات القلوب، اما الطهارة من الحدث فمتوجهة إلى الابدان والقلوب، ومن هنا افتقرت إلى نية القربة.

4ـ المحاسن، م. س، ج2، ص369، ح23790.

5ـ مدارك الاحكام، باب الطهارة.

6ـ فقه الرضا، م.س، ص354.

7ـ بحار الانوار، م.س، ج77، ص236، ح9.

8ـ م.ن، ص237، ح11 و12.

9ـ م.ن، ص237، ح11 و12.

10ـ م.ن، ص234، ح7 عن علل الشرائع ص257، باب 182، ح9.

11ـ م.ن،ص305،ح12.