x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الدور والمساكن في الروايات الشريفة
المؤلف: الشيخ خليل رزق
المصدر: الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة: ص221-231
20-1-2016
13045
خصصت كتب الحديث والروايات أبوابا مستقلة للحديث عن المساكن وما يتعلق بها، وتناولت القضايا المستحبة والمكروهة في بناء المساكن نعرض منها ما يتوافق مع بحثنا هذا ومنها:
أ- سعة الدار وبركتها وشؤمها :
منزل الانسان موضع استقراره ومكان اقامته والسبيل إلى راحته بعد العناء والتعب، وبقدر ما تكون اسباب الراحة متوفرة فيها بقدر ما ينعكس ذلك على روح الانسان من طمأنينة، واول مظاهر الراحة في السكن والدار هو كونها واسعة فسيحة لذا شجع الانسان على ان تكون ذات سعة، وحث الناس على التوجه إلى الله والدعاء والتضرع اليه ليرزقهم دارا واسعة.
وهذا ما جاءت به بعض الروايات منها : فيما اوصى به النبي (صلى الله عليه واله) عليا (عليه السلام) : (يا علي العيش في ثلاثة : دار قوراء(1)، وجارية حسناء، وفرس قباء)(2).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : (ثلاثة للمؤمن فيهن راحة : دار واسعة تواري عورته وسوء حاله من الناس، وامرأة صالحة تعينه على امر الدنيا والاخرة...)(3).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : (من شقاء العيش ضيق المنزل)(4).
وعن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال : (ان من سعادة المرء المسلم ان يشبهه ولده، والمرأة الجملاء ذات دين، والمركب الهنيء، والمسكن الواسع)(5).
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه تذاكر الشؤم عنده، فقال (عليه السلام):(الشؤم في ثلاثة: في المرأة والدابة والدار.
فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها.
واما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها.
واما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها)(6).
وفي حديث اخر :(فأما الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها)(7).
وعن الانسان الذي يبني بيتا صغيرا وله القدرة على بناء البيت الواسع ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال :(من بنى فاقتصد في بنائه لم يؤجر)(8).
وعن الصادق (عليه السلام) انه قال: من سعادة المسلم المسكن الواسع (9).
ب- حدود المسكن وذم بناءه للسمعة والرياء :
شجع الاسلام ورغب – كما تقدم- على بناء الدار الواسعة، ولكن قيد ذلك إلى حدود المتعارف عليه من حيث بناء الانسان لدار تتوفر فيها اسباب الراحة، ولكن نظرا لوجود من يبني الدار الواسعة متجاوزا للحدود الشرعية لتكون الدار من اسباب الوجاهة والسمعة في دار الدنيا فان الاسلام ذم البناء للدار على هذا الاساس، لذلك ورد في الاحاديث الشريفة النهي عن بناء الدار الواسعة اذا كانت على الاسس التالية.
1ـ البناء للرياء والسمعة : في خبر المناهي قال النبي (صلى الله عليه واله) : (من بني بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الارض السابعة، وهو نار تشتعل، ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار، فلا يحسبه شيء منها دون عقرها الا ان يتوب، قيل : يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة؟ قال : يبني فضلا على ما يكفيه، استطالة منه على جيرانه ومباهاة لإخوانه)(10).
2- البناء للغرور والتكبر:
عن سليمان بن أبي شيخ يرفعه قال : (قام امير المؤمنين (عليه السلام) بباب رجل قد بناه من اجر فقال : لمن هذا الباب؟ قيل : لمغرور الفلاني ثم امر بباب اخر قد بناه صاحبه بالأجر قال : هذا مغرور اخر)(11).
3- البناء فوق حاجة الاسنان: عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال : (من بنى فوق مسكنه كلف حمله يوم القيامة)(12).
4- مقدار ارتفاع الدار : عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال : (إن الله وكل ملكا بالبناء يقول لمن رفع سقفا فوق ثمانية أذرع : أين تريد يا فاسق)(13).
وعنه (عليه السلام) انه قال : (اذا بنى الرجل فوق ثمانية أذرع نودي : يا أفسق الفاسقين أين تريد)(14).
جـ - توفير شروط الامن والسلامة في البناء:
ورد في الاحاديث الشريفة ما يرشد الانسان إلى ضرورة بناء المسكن الآمن ليسكن باطمئنان وينعم براحة البال ويحفظ نفسه من الخطر وما شابه ذلك، وهي امور بديهية يلتفت اليها كل من بنى بيتا منها :
1ـ تحجير السطوح :
وهو ما يتعارف عليه اليوم بوضع حدود لسطوح الابنية.
ورفع جدار إلى مقدار يؤمن منه من سطوح الناس من الاماكن الشاهقة عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : (نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يبات على سطح غير محجر)(15).
وروى العيص بن القاسم فقال : سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عن السطح ينام عليه بغير حجرة؟ قال : (نهى رسول الله (صلى الله عليه واله) عن ذلك)، فسالته عن ثلاثة حيطان؟ فقال : (لا الا الاربعة)، قلت : كم طول الحائك؟
قال : اقصره ذراع وشبر (16).
وعن ابي عبد الله (عليه السلام)قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) (من بات على سطح غير محجر فأصابه شيء فلا يلومن الا نفسه)(17)
ولعل السبب في اوامر الاسلام بتحجير السطوح هو ان العادة جرت على استغلال اسطح المنازل في معظم البلاد الاسلامية خاصة في الاغراض المعيشية وخصوصا في فصل الصيف الذي جرت العادة على ان يتحول السطح ليلا إلى مكان للنوم هربا من ارتفاع درجة الحرارة، وكمكان للنسوة اللواتي يستخدمنه للاستمتاع بالهواء الطلق والشمس نهارا والتحدث مع النساء الاخريات في البيوت المجاورة، ومع هذا الاستغلال المكثف للأسطح نتيجة للظروف المناخية وعوامل تحقيق الخصوصية تضمنت الاحكام الفقهية ما يوجه المطالع المؤدية إلى السطح وابوابه وسترته بحيث لا يكشف الصاعد إلى السطح او من يكون فوقه البيوت المجاورة أو أن تكشف البيوت المجاورة هذا السطح(18).
2- النهي عن المبيت في دار ليس له باب :
عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن أبيه، عن علي (عليه السلام) (انه كره ان يبيت الرجل في بيت ليس له باب ولا ستر)(19).
3- النهي عن المبيت في البيت الخراب :
عن النبي (صلى الله عليه واله) انه قال : (ثلاثة لا يتقبل الله عز وجل لهم بالحفظ. رجل نزل في بيت خرب ورجل صلى على قارعة الطريق، ورجل ارسل راحلته ولم يستوثق منها)(20).
4- النهي عن الخروج من المنزل بعد النوم ليلا :
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (اتقوا الخروج بعد نومة، فان لله دوابا يبثها يفعلون ما يؤمرون)(21).
د- كنس الدار والافنية :
اعتنى الاسلام بالبيئة الخاصة للإنسان فأمره بالاهتمام بداره والمحافظة على جمالها وتجنيبها كل انواع القذارة وما يلوث البيئة فيها، ومن مظاهر هذا الاعتناء ما ورد في الاحاديث الشريفة من اوامر بكنس الدور وافنيتها.
والافنية هي : الساحات على ابواب الدور.
ومن الوصايا والارشادات الاسلامية في هذا المجال :
عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : (ان الله تعالى يحب الجمال والتجمل ويكره البؤس والتباؤس، فان الله عز وجل اذا انعم على عبد نعمة احب ان يرى عليه اثرها، قيل : وكيف ذلك؟ قال : ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره ويكنس افنيته، حتى ان السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد من الرزق)(22).
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود)(23).
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) قال : (كنس البيوت ينفي الفقر)(24).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : (غسل الاناء وكسح الفناء مجلبة للرزق)(25).
هـ - نظافة المنزل من القمامة :
وهذه المسألة لها ارتباط وثيق بما تقدم من الحديث عن كنس الدار، فمن اجل استكمال عملية المحافظة على البيئة من كل الملوثات استوعب الاسلام في وصاياه جميع الجوانب المتعلقة بالنظافة المنزلية، ولذا وردت الاحاديث التي تشير إلى اهم قضية تتعلق بها وهي مسالة القمامة الناتجة عن الطعام والشراب وغير ذلك، في داخل المنزل لذا ورد في كتب الحديث بابا مستقلا تحت عنوان (باب كراهة مبيت القمامة في البيت) وحذر الاسلام في تعاليمه وارشاداته البيئية من تركها في البيت لما في ذلك من ضرر معنوي يتمثل في ايجاد منفذ الشيطان للدخول منه، فضلا عن الضرر المادي الذي يحلق الاذى بالصحة الجسدية للإنسان.
ومما جاء في هذا المجال:
في مناهي النبي (صلى الله عليه واله) انه قال : (لا تبيتوا القمامة في بيوتكم واخرجوها فأنها مقعد الشيطان)(26).
وعنه (صلى الله عليه واله) قال : (لا تذروا منديل الغمر في البيت فانه مربض للشيطان)(27)، ومنديل الغمر هو المنديل الذي يستعمل في الطبخ وتبقى عليه اثار اللحم وما شاكل ذلك.
وعنه (صلى الله عليه واله) انه قال : (لا تؤوا التراب خلف الباب فانه مأوى للشيطان)(28).
وفي بعض الاحاديث ان ترك القمامة في البيت يورث الفقر.
و- ابعاد المجاري الصحية عن المنزل :
وهذا ما جاء في الكثير من الاحاديث التي حثت على ضرورة الابتعاد الكنيف عن الدار باعتباره مصدرا اساسيا من مصادر تلوث البيئة، فضلا عما ينبعث منه من روائح كريهة لها اثار سيئة ومضرة على صحة الانسان.
ومن هذه الاحاديث ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) انه قال : (واجعلوا الحمام في اكناف الدار)(29)........ ، وقد كان لتوجيهات النبي (صلى الله عليه واله) في هذا المجال الاثر الكبير في نظافة المدينة المنورة، فتم تحديد مواضع لقضاء الحاجة تسمى (المناصع) اضافة إلى بيوت الخلاء الملحقة بالمنازل، كما انه دعا إلى اماطة الاذى عن الطريق باعتبار ان ذلك شعبة من شعب الايمان.
ز- حماية المنزل من الحشرات الضارة:
اعتنى الاسلام بالحيوان وجعل له حقوقا على البشر، ولكن ذلك في اطار ما يحفظ سلامة الانسان منه، فاذا لامس الانسان الضرر منه رخص الاسلام للإنسان بقتله، وخصوصا عند اقترابه من السكن.
لذا ورد في بعض الروايات ما يشير إلى حفظ البيئة المنزلية وتجنيبها كل ما يسبب الاذى والضرر والمرض لساكنيها فيما لو دخلها بعض الحشرات، ومن هذه الروايات :
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (نظفوا بيوتكم من حوك العنكبوت، فان تركه في البيت يورث الفقر)(30).
وفي حديث اخر يشير (عليه السلام) إلى تنظيف الفناء ايضا منه، حيث يقول : (نظفوا افنيتكم من حوك العنكبوت فان تركه في البيوت يورث الفقر)(31).
هذا بالإضافة إلى الكثير من الروايات التي اجازت للإنسان قتل الحيوانات الضارة والمؤذية بما يوجب او يتناسب مع حماية الانسان وحفظ سلامته.
حـ - حماية جار المنزل من الدار :
جهد الاسلام في حث المسلمين وترغيبهم في التآزر والتعاطف، ليجعلهم امة مثالية في اتحادها وتعاضدها على تحقيق اهدافها، ودفع الازمات والاخطار عنها.
ودأب على غرس تلك المفاهيم السامية في نفوس المسلمين ليزدادوا قوة ومنعة وتجاوبا في احاسيس الود ومشاعر الاخاء. وكان من ذلك تحريض المسلمين على حسن الجوار ورعاية الجار، لينشئ من المتجاورين جماعة متراصة متعاطفة تتبادل اللطف والاحسان اليه، وبذلك أوصت الاحاديث الشريفة.
وخلاصة حقوق الجار في الاسلام : ان يساس باللطف وحسن المدارة كابتدائه بالسلام وعيادته في المرض، وتهنئته في الافراح، وتعزيته في المصائب، وعدم التطلع إلى حرمه، والاغضاء عن هفواته، وكفّ الاذى عنه، واعانته ماديا اذا كان معوزا، واعارة ما يستعيره من الادوات المنزلية و.... ولأن حديثنا هنا يتناول احكام المساكن كان لابد من الاشارة إلى بعض ما ورد في الاحاديث عن حماية الجار وامنه من الضرر.
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقة)(32).
وقال (صلى الله عليه واله) : (حرمة الجار على الانسان كحرمة امه)(33).
هذه بعض النفحات من اريج عطر هذا الدين الذي ما ترك شيئا فيه سعادة الانسان وسببا لحفظه ورعايته الا وتحدث عنه.
وتوضيحا لمسألة عدم جواز الحاق الضرر بالجار في مسكنه نورد بعض الامثلة الفقهية التطبيقية.
فقد سئل ابي القاسم (المتوفى عام 191هـ 807م) عن احقية جيران احد الافراد ان يبني حماما وفرنا وطاحونا فوق ارض فضاء في ان يمنعونه اقامتها. فأفاد القاضي بحقهم في ذلك طالما انه يسبب لهم ضررا بليغا طبقا لأحكام المالك الذي اوصى بمنع الاذى عن الجيران.
كما سئل ايضا عن حدّاد اراد ان يبني كورا وفرنا لصهر الذهب والفضة او يبني طاحونا او يحفر بئرا او مرحاضا قرب حائط الجيران، فأفتى بان من حق جيرانه منعه لما يسببه لهم من ضرر، اما عن الادخنة المنبعثة من المخابز والافران بانه لم يسمع من مالك ما يخص هذه الحالات ولكنه يعتبره ضررا بسيطا.
ولهذا حدد بعض الفقهاء الضرر الذي يلحق الاذى بالجيران في ثلاثة انواع : الدخان والرائحة الكريهة والاصوات المزعجة(34).
_________________
1ـ القوراء : الواسعة.
2- الخصال، م.س، ج1، ص126، باب 3، ح122. والقبب : دقة الخصر.
3- م.ن، ص159، باب 3، ج306.
4- الوسائل، م.س، باب 2 من أبواب احكام المساكن، ح2.
5- قرب الاسناد، ص76 و77، ص248.
6- الخصال، م.س، ج1، ص100، باب الثلاثة، ح53 وراجع معاني الاخبار ص152، وأمالي الصدوق ص199، المجلس 42، ح7.
7- معاني الاخبار، ص52.
8- المحاسن ج2، ص446، ح2532.
9- م.ن، ص450، ح2549.
10- أمالي الصدوق، ص347، المجلس 66، حديث المناهي.
11- المحاسن، ج2، ص445، ح2529.
12- م.ن، ص446، ح2531.
13- م.ن، ص446، ح2533.
14- م.ن، ص446، ح2534.
15- وسائل الشيعة، م.س ج5، ص313 باب 7 من أبواب احكام المساكن، ح2.
16- م.ن، ص313، ح3.
17- م.ن، ص313، ح4.
18- عثمان، عبدالستار، المدينة الاسلامية، ص337، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1988م.
19- قرب الاسناد، 146، ح528.
20- الخصال: ج1، ص141، باب 3، ح161.
21- علل الشرائع، ج2، ص583. باب 385، ح23.
22- أمالي الطوسي ص275، المجلس 10، ح525.
23- المحاسن، ج2، ص463، ح2603.
24- الوسائل، باب 9 من أحكام المسكن، ح2.
25- الخصال، ج1، ص54، باب 2، ح73.
26- أمالي الصدوق ص345، المجلس 66، حديث المناهي.
27- المحاسن، ج2، ص234، ح1717.
28- م.ن، ص464، ح2607.
29- الوسائل، باب 5 من أبواب احكام المنازل، ح2.
30- قرب الاسناد، ص51، 52، ح168.
31- المحاسن، ج1، ص463، ح2606.
32- مكارم الاخلاق، ج1، ص274، الأحاديث 832 إلى 834.
33- نفس المصدر السابق.
34- عثمان، م.س، ص125.