1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : البيئة :

البيئة في القرآن الكريم

المؤلف:  الشيخ خليل رزق

المصدر:  الاسلام والبيئة

الجزء والصفحة:  ص50-58

20-1-2016

26236

افادنا القرآن الكريم في الكثير من آياته عن النظرة القرآنية لمفهوم البيئة حيث استوعبت آياته الكريمة جميع مجالات علم البيئة التي هي مورد ابحاث العلماء المهتمين بشؤون البيئة.

فقد اعطتنا احدى آيات القرآن المفهوم الشامل والكامل للبيئة.

فاذا تأملنا الآية السادسة من سورة طه حيث يقول سبحانه وتعالى:

{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}[طه: 6]. فأننا نجد ان هذه الآية الكريمة افادت من ضمن ما تعني : شمولية المعنى والحصر لمكونات أي بيئة، حيث السماوات وما فيها من اشياء وموجودات لا يحيط بعلمها الا الله سبحانه وتعالى، ثم الارض وما فيها من عناصر يمكن ايجازها فيما يلي (1) :

العنصر الاول : طبيعة سطح الارض وتشمل الجبال والاودية والانهار والغابات والبحيرات والتلال والصحاري ومجاري السيول، وغير ذلك من عناصر الطبيعة التي تكوّن مع العامل المناخي البيئة الطبيعية.

العنصر الثاني : الانسان والحيوان والنبات وكل الكائنات الحية الاخرى.

العنصر الثالث : البيئة العمرانية وهي من صنع الانسان، وتشمل مواقع العمران بما فيها من مباني وطرق وغير ذلك من المكونات العمرانية اما{وَبَيْنَهُمَا}(2) ، أي ما بين السماوات والارض فنستدل منها على المؤثرات الطبيعية والجغرافية والمناخية التي تشمل الشمس والهواء والرياح والرطوبة النسبية والسحاب ودرجة الحرارة والامطار... وغير ذلك من عناصر المناخ.

ونستدل من:{وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}[طه: 6] (3) على المكونات الموجودة في باطن الارض سواء كانت مكونات جيولوجية او خامات معدنية وثروات طبيعية يمكن استخراجها واستثمارها اقتصاديا، او مياها جوفية يمكن استخراجها لأغراض الزراعة والاستيطان.

لقد حصرت الآية السابقة مكونات وعناصر البيئة بدقة وشمولية كاملة، ثم جاءت العديد من الآيات القرآنية لتوضح وتشير بالتفصيل إلى مصادر الثروة الطبيعية (4)، وتنوّع المواد الطبيعية المتوافرة في بيئة الارض والغلاف الجوي.

فعن الثروة والموارد المائية يقول الله سبحانه وتعالى:{وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30] .

وتتمثل هذه الثروة المائية في المسطحات المائية كالمحيطات والبحار، والمسطحات المائية العذبة كالأنهار والبحيرات العذبة، ويمكن الحاق مياه الامطار والمياه الجوفية بهما كمصدر من مصادر المياه العذبة، والآيات التالية تبين بعض الخيرات والمنافع التي يمكن الحصول عليها من الموارد المائية.

يقول سبحانه وتعالى:{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ *وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[النحل: 14-15] .

كما يقول سبحانه وتعالى:{وَآَيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ}[يس:33-35] .

اما عن الثروات والموارد النباتية فقد جاء ذكرها في بعض الآيات الكريمة توضيحا لبعض النعم التي تعود على الانسان من استخدامها، حيث يقول الله سبحانه وتعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل:10-11] .

كما يقول سبحانه وتعالى:{وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُون}[النحل67]

كما اوضحت بعض الآيات الكريمة المنافع التي تعود على الانسان من الثروات والموارد الحيوانية، حيث يقول سبحانه وتعالى:{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ *وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[النحل:5-8] .

كما يوضح لنا الله سبحانه وتعالى احد المنافع التي تعود على البشر من استخدام جلود الحيوانات في انشاء بيوت النقلة والترحال في قوله تعالى:{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إلى حِينٍ}[النحل:80] .

اما عن الثروات والموارد الأرضية فقد حوت الارض وقشرتها وما تحت الثرى من الثروات والمعادن التي لا تعد ولا تحصى، ولقد نبه القرآن الكريم على أهمية الثروات المعدنية وفوائدها للبشر بل ان الله سبحانه وتعالى قد سمى احدى سور القرآن باسم معدن (الحديد)، وعنه يقول سبحانه {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}[الحديد: 25] ، ومن هذه المنافع ما ورد ذكره في قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}[سبأ: 10، 11] .

كما جاء ذكر معدن النحاس في قوله تعالى:{وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}[سبأ: 12] ،وعين القطر هو النحاس المذاب (5)، وقد سخر الله هذا المعدن المهم للنبي سليمان(عليه السلام) وجعله من اسباب الحضارة العظيمة التي كانت على عهده.

كما تحدّثت العديد من الآيات القرآنية عن الثروات والموارد الجوية، فقد سخر الله سبحانه وتعالى الشمس، المصدر الاساسي للطاقة، وغيرها من النجوم لمنفعة البشر ويتضح ذلك من قوله تعالى:{وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[النحل: 12] .

ومن الموارد الجوية المهمة ايضا الرياح التي كانت من دعائم ملك سيدنا سليمان، وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}[سبأ: 12]، وقوله :{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ}[ص: 36] .

لقد فهم المسلمون من هذه الآيات السابقة وغيرها ان الله سبحانه وتعالى عندما اودع هذه الثروات والموارد في بيئة الارض كان ذلك من اجل غاية عظيمة ألا وهي عمارة الارض والكون، والتي تدخل تحت الغاية الاساسية من خلق الانسان وهي عبادة الله الواحد الاحد، ويمكن ان نلمح الامر الالهي بوجوب عمارة الارض في قوله تعالى:{وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ}[هود:61] ،وقيل في تفسير هذه الآية : امركم بعمارة ما تحتاجون اليه من بناء مساكن وغرس واشجار.

وقال ابن العربي : قال بعض علماء الشافعية: الاستعمار طلب العمارة والطلب المطلق من الله تعالى على الوجوب.

وقال الجصّاص : وفيها للدلالة على وجوب عمارة الارض للزراعة والابنية (6).

وقد اتسمت المعطيات التي انطلقت منها النصوص القرآنية بالشمول والاستيعاب لكل مكونات البيئة، وثمّة نصوص متعددة، تتعامل مع الحقائق البيئية، في الكون الذي يعيش فيه الانسان، وفيما لا يقع تحت مدركاته وقدراته، ونجتزيء في هذا الموضوع الآيات الكريمة التي تتحدث عن مراحل تشكل الكون ونشاته الاولى، ومنها قوله تعالى:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[فصلت:9-12] .

تقدم هذه الآيات الاربع كما يقول موريس بوكاي جوانب متعددة بإيجاز شامل، لمراحل تكون الكون الذي يكشف عنه العلم الحديث وتؤكدها حقائقه، فهي تبين مراحل خلق الارض وما تشمله من الجبال الرواسي، ومصادر الاقوات المختلفة للإنسان، كما تبين مراحل خلق السماوات وهي دخان، أي كتلة غازية دقيقة، مزيّنة بالنجوم والشموس والاقمار، وهي مصدر للطاقة والانارة والارشاد والعمران، وهكذا تتكامل عناصر الكون بعضها مع بعض على مستوى السماوات والارض، وهو المحور الذي يدور حوله المفهوم الاسلامي للبيئة (7).

كما يتحدث القرآن الكريم عن عناصر مرئية للبيئة، واخرى غير مرئية في الكائن الحي وفي غيرها من المكروبات والكائنات الدقيقة، وعن العناصر التي يكتشفها العلم في باطن الارض او في قاع البحار او في الفضاء الخارجي.

ففي قوله تعالى:{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}[الذاريات: 21] ، وقوله تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}[فصلت: 53]

ما يشير إلى ان الله سبحانه وتعالى سيكشف لنا في المستقبل آياته، في الارض وفي الافاق المحيطة بها، ولعل وصول الانسان إلى القمر ومحاولة وصوله إلى المريخ، وكل ما يحدث من محاولات للكشف عن اسرار الكون في الافاق المحيطة بالأرض، يأتي مصداقا لهذه الآية الكريمة.

كما تناول القرآن الكريم المعالم الرئيسة، التي تشكل العوامل المختلفة المكونة للبيئة وعناصرها، ويبدو هذا بجلاء في العديد من الآيات. قال تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}[الطلاق: 12] ، وقوله تعالى:{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}[طه: 6] ، وقوله تعالى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[ق: 38] .

وهي آيات تشير إلى ثلاث مجموعات من المخلوقات، تلك التي توجد في السماء، وتلك التي

توجد في الارض، وتلك التي توجد بين السموات والارض، مما اثار دهشة قارئ القرآن في القرن العشرين (8).

ولقد تناول القرآن الكريم تفصيلات سابقة للعصر الذي نزل فيه، وتكلّم على كل من عالم السماء وعالم الارض، وعالم ما بين السماء والارض، معطيا كل شيء قدره وحقيقته في الكون، بما يكشف عنه العالم الحديث، من مثال الدخان الذي ذكره القرآن الكريم، للدلالة على الحالة الغازية الغالبة على المادة، التي كونت الكون في المرحلة الاولى.

وتكلم القرآن الكريم عن طبيعة الاجرام السماوية، من الشمس والقمر والنجوم الكواكب، وعن تعاقب الليل والنهار، وعن توسّع الكون، وعن البحار وتضاريس الارض، وعن اصل الحياة، وعن عالمي النبات والحيوان.

واشار القرآن الكريم إلى ان ما خلقه الله سبحانه وتعالى قد خلقه بمقادير محدودة، وصفات معينة، مما يكفل توفير سبل الحياة الملائمة للإنسان وغيره من الكائنات الحية الاخرى، التي تشاركه في الحياة على الارض.

ومن دلائل القرآن الكريم على العناية والاهتمام بالبيئة :

أولاً : أن تجد عدداً من السور يسمى بأسماء للحيوانات والحشرات وبعض النباتات والمعادن ، وبعض الظواهر الطبيعية .

فنجد من اسماء السور : سورة البقرة، وسورة الانعام، وسورة الفيل وسورة العاديات وهي الخيل، وكلها من الحيوانات.

ونجد سورة النحل، وسورة النمل، وسورة العنكبوت، وكلها من الحشرات وهذا ما جعل المشركين او اليهود يعجبون من ذلك ويقولون : أي قدر للذباب وللعنكبوت، حتى يضرب الله بهما الامثال؟! ، ورد القرآن عليهم بقوله:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}[البقرة: 26] (9).

ثانيا : اننا نجد في القرآن سورة التين، وهو من النباتات، وسورة الحديد، وهو من المعادن.

ثالثا : نجد سورة الرعد، وهو من الظواهر الطبيعية، وسورة الذاريات، وهي الرياح التي تذور الاشياء، وسورة النجم، وقد اقسم الله به اذا هوى، وسورة الفجر، وسورة الشمس، وسورة الليل، وسورة الضحى، وسورة العصر، وكلها خواطر طبيعية.

رابعا : نجد سورة الطور، وهو يعني الجبل مطلقا او جبلا معينا وسورة البلد، والمراد به مكة البلد الحرام، وسورة الاحقاف، وهي في الجزيرة العربية، وسورة الحجر، وسورة الكهف، وكلها اماكن فهذه التسميات للسور القرآنية لها دلالاتها وايحاؤها في نفس الانسان المسلم، وربطه بالبيئة من حوله، بحيث لا يكون في عزله او غفلة عنها (10).

________________

1ـ ابراهيم، حازم، الخواطر القرآنية وشمولي الحصر، مجلة عالم البناء، عدد : يوليو – اغسطس ص26-27، القاهرة. 1985م.

2- نفس المصدر، ص26-27.

3- نفس المصدر، ص76-27.

4- انظر، دليل الشباب في رعاية البيئة، باب2، مصادر الثروة في البيئة، المجلس الاعلى للشباب والرياضة، ص24-79 القاهرة، 1987م.

5- انظر تفسير الآية 12 من سورة سبأ في الجامع لأحكام القران، للإمام القرطبي.

6- انظر تفسير الآية 61 من سورة هود في الجامع لأحكام القران، للأمام القرطبي.

7- بوكاي، موريس، القرآن الكرين والتوراة والانجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة، دار المعارف، 1979م.

8- القران الكريم والتوراة والانجيل، م.س، ص165. وراجع البيئة مفهومها العلمي المعاصر، م. س، ص35.

9- انظر القرضاوي، د. يوسف، رعاية البيئة في شريعة الاسلام، ص53-54، دار الشروق، القاهرة، ط1، 1421هـ-2001م.

10- المصدر السابق نفسه.