المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Photon Engine
19-10-2016
قد تتنافس الأحماض الدهنية - المفروقة مع الاحماض الدهنية - المقرونة
22-8-2021
مقدمة الواجب مسألة عقلية محضة
3-8-2016
قانون أور نمو
14-6-2022
معنى كلمة رطب
8-06-2015
Area of Plane Shapes
14-3-2017


البيئة في المفهوم الاسلامي  
  
3882   10:33 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص43-47
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-28 1775
التاريخ: 2024-04-05 803
التاريخ: 20-1-2016 1606
التاريخ: 21-1-2016 2151

على الرغم من ان كلمة (بيئة) (Environment) لم يرد ذكرها في القرآن الكريم او في السنة النبوية المشرفة، الا اننا اذا اخذنا مفهوم البيئة الذي يحددها بانها:

(الارض وما تضمنه من مكونات غير حية في مظاهر سطح الارض من جبال وهضاب وسهول ووديان، وصخور ومعادن وتربة وموارد مياه، ومكونات حية ممثلة في النبات والحيوانات برية النشأة سواء كانت على اليابسة او في الماء وما يحيط بالأرض من غلاف غازي يضم الكثير من العناصر الاساسية اللازمة لوجود الحياة على سطح الارض). نجد ان البيئة بهذا المفهوم:(الارض ومن عليها وما حولها) وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في (199) اية في سور مختلفة (1).

ويرى البعض ان اول من استخدم كلمة (البيئة) استخداما اصطلاحيا من علماء المسلمين هو ابن عبد ربه – صاحب كتاب العقد الفريد – في القرن الثالث الهجري، فهو اقدم من نجد عنده المعنى الاصطلاحي للكلمة في كتاب (الجمانة) أي للإشارة إلى الوسط الطبيعي (الجغرافي والمكاني والاحيائي) الذي يعيش فيه الكائن الحي بما في ذلك الانسان، وللإشارة إلى المناخ الاجتماعي (السياسي والاخلاقي والفكري) المحيط بالإنسان (2).

وفي قراءتنا للتعاريف التي وضعت البيئة عند الجميع، فأننا نجدها وان كانت متفقة جميعها في الاطار العام، الا انها كما ذكرنا تختلف في الكثير من المسائل وفقا لنوع الدراسة وواضعي التعريف، ووفقا لشمولية المفهوم وسعته او ضيقه وقصره على مسائل معينة.

فهناك من ينظر للبيئة على انها مستودع او مخزن للموارد الطبيعية والبشرية... كما ينظر البعض للبيئة نظرة اجمالية على اساس انها مورد للسلع الطبيعية والمنتزهات العامة والمناطق الترفيهية، وتقدير اهمية هذه الموارد بمدى اسهامها اضفاء الجمال على نوعية البيئة.

في حين ينظر البعض إلى البيئة من حيث تأثيرها في حياة ونمو الكائنات الحية وهناك من يهتم بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية للبيئة، من حيث كون البيئة مصدرا لعناصر الانتاج ووسيلة لتلبية الرغبات البشرية.

ويتمتع الاسلام بنظرة اعمق، واوسع للبيئة، حيث طالب الانسان ان يتعامل مع البيئة من منطلق انها ملكية عامة يجب المحافظة عليها حتى يستمر الوجود (3).

يقول الدكتور عبد الحكم الصعيدي في مجال بيانه لمفهوم البيئة في التصوير الايماني الاسلامي(4) ان مفهوم البيئة في التصوير الايماني يعني جملة الاشياء التي تحيط بالإنسان، بدءا من الارض التي تقله، وصعودا إلى السماء التي تظله، وما بينهما من العوامل والمؤثرات المختلفة، كما انها تتعمق داخل النفس البشرية تضبط ما فيها، مستعلية على غرائز الشر، بل وساعية إلى تهذيبها، وذلك لان شريعة التوحيد لا تقف بالإنسان عند حدود الماديات وشكلها، وانما تجعلها وسيلة لبلوغ الهدف الاسمى، والمقصد الأسنى، الا وهو تزكية النفس وتطهيرها، واعادة صياغتها على نحو خال من العقد والانفصامات، وهو ما تنفرد به الحنيفية السمحة عما سواها من شرائع البشر وقوانينهم الوضعية، التي ان سيطرت حينا على الجوارح, فلا سلطان لها البتة على الجوانح، وصدق الله اذ يقول:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10].

وهو اذ يعطينا صورة واضحة المعالم عن النظرة الاسلامية لمفهوم البيئة الذي يتسع ليتعدى حدود المسائل المادية التي اهتم بها الباحثون من علماء البيئة لتشمل واقع الانسان وروحه ونفسه، اذ انه لا يمكن الحفاظ على البيئة الخارجية والبيئة الداخلية غير نقية او مطهرة، فكانت دعوة الاسلام إلى طهارة الروح وتهذيب النفس اولى المنطلقات التي تدفع الانسان نحو تطهير وتنظيف كل ما هو حوله في الطبيعة.

وليس ثمة شك ان الرسالة الاسلامية من منطلق كونها خاتمة الرسالات السماوية إلى البشرية كافة، اهتمت بالبيئة اهتماما كبيرا من منطلق انها ميراث الاجيال المتلاحقة حيث اودع الله فيها كل مقومات الحياة  للإنسان المستخلف فيها كما ارسى الاسلام الاسس والقواعد والمبادئ التي تضبط وتقنن الانسان ببيئته لتتحقق من خلالها العلاقة السوية والمتوازنة التي تصون البيئة من ناحية، وتساعدها على اداء دورها من قبل الخالق العليم في اعالة الحياة من ناحية اخرى.

وينبغي الاشارة هنا في الحديث عن مفهوم البيئة في الاسلام إلى ان عنصري الثقافة والدين يغيبان عادة عن كتابات معظم الاكاديميين حول الموارد الطبيعية وامور البيئة.

وهذا ما جعل الدين عموما والاسلام خصوصا بعيدا عن كتابات هؤلاء وبالتالي ادى ذلك إلى حرمان هذه المسألة من ابداعات ونتاجات الفكر الاسلامي في موضوع البيئة وحمايتها.

ولان الدين والثقافة على مسافة قريبة جدا من موضوع البيئة فان احد الكتاب الواعين لموضوع البيئة يقول : ان كلمة (البيئة) تشمل الجوانب البيولوجية والفيزيولوجية والاقتصادية والثقافية متداخلة كلها في النسيج الايكولوجي المتغير باستمرار.

فالقيم الدينية والثقافية والاجتماعية و.. لدى البشر لها اثرها في النظرة إلى البيئة والموارد الطبيعية واستخدامها وادارتها، وهي الارض الخصبة والمكون الاساس لثقافة الشعوب في قضية البيئة ، والسبب في ذلك هو الدور الهام الذي يمكن ان يلعبه الدين في عقول الناس وتأثيره الخاص على ثقافتهم وحياتهم.

ولعل نقطة الانطلاق نحو فهم طبيعة الدين الاسلامي في تعامله مع الانظمة البيئية تتمثل في النظرة القرآنية لهذه الانظمة التي يعتبرها القرآن الكريم والروايات الشريفة مسخرة للإنسان من جهة، وانها من صنع الله وخلقه وتدبيره من جهة أخرى.

فاذا كان الله تعالى قد صنع وخلق البيئة وسخرها لخدمة الانسان فمن الطبيعي ان يشرّع القوانين ويضع النواميس التي تكفل حفظ التوازن البيئي، وترشد الانسان إلى طريقة حماية البيئة وكيفية التعاطي مع انظمتها وقوانينها. وقد شرع الاسلام الضوابط ووضع السلوكيات وانتج الادبيات التي تكفل عملية التعاطي بين الانسان وبيئته، وكان المبدأ الاساس والحاكم فيه هو ضرورة (عدم الافساد في الارض) والدعوة إلى البناء لا إلى الدمار، والى العمران بدل الخراب، والى الصيانة بدل الافساد.

________________

1ـ البيئة من منظور اسلامي (مقال مأخوذ من موقع www.islamset.com).

2ـ  صابر سليم، محمد واخرون، علوم البيئة، ج1، ص3، وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع كلية التربية بجامعة عين شمس، القاهرة، 1983-1984م.

3ـ قضايا البيئة من منظور اسلامي –م.س-ص32.

4ـ البيئة في الفكر الانساني والواقع الايماني – ص101- م.س.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.