أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-28
1775
التاريخ: 2024-04-05
803
التاريخ: 20-1-2016
1606
التاريخ: 21-1-2016
2151
|
على الرغم من ان كلمة (بيئة) (Environment) لم يرد ذكرها في القرآن الكريم او في السنة النبوية المشرفة، الا اننا اذا اخذنا مفهوم البيئة الذي يحددها بانها:
(الارض وما تضمنه من مكونات غير حية في مظاهر سطح الارض من جبال وهضاب وسهول ووديان، وصخور ومعادن وتربة وموارد مياه، ومكونات حية ممثلة في النبات والحيوانات برية النشأة سواء كانت على اليابسة او في الماء وما يحيط بالأرض من غلاف غازي يضم الكثير من العناصر الاساسية اللازمة لوجود الحياة على سطح الارض). نجد ان البيئة بهذا المفهوم:(الارض ومن عليها وما حولها) وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في (199) اية في سور مختلفة (1).
ويرى البعض ان اول من استخدم كلمة (البيئة) استخداما اصطلاحيا من علماء المسلمين هو ابن عبد ربه – صاحب كتاب العقد الفريد – في القرن الثالث الهجري، فهو اقدم من نجد عنده المعنى الاصطلاحي للكلمة في كتاب (الجمانة) أي للإشارة إلى الوسط الطبيعي (الجغرافي والمكاني والاحيائي) الذي يعيش فيه الكائن الحي بما في ذلك الانسان، وللإشارة إلى المناخ الاجتماعي (السياسي والاخلاقي والفكري) المحيط بالإنسان (2).
وفي قراءتنا للتعاريف التي وضعت البيئة عند الجميع، فأننا نجدها وان كانت متفقة جميعها في الاطار العام، الا انها كما ذكرنا تختلف في الكثير من المسائل وفقا لنوع الدراسة وواضعي التعريف، ووفقا لشمولية المفهوم وسعته او ضيقه وقصره على مسائل معينة.
فهناك من ينظر للبيئة على انها مستودع او مخزن للموارد الطبيعية والبشرية... كما ينظر البعض للبيئة نظرة اجمالية على اساس انها مورد للسلع الطبيعية والمنتزهات العامة والمناطق الترفيهية، وتقدير اهمية هذه الموارد بمدى اسهامها اضفاء الجمال على نوعية البيئة.
في حين ينظر البعض إلى البيئة من حيث تأثيرها في حياة ونمو الكائنات الحية وهناك من يهتم بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية للبيئة، من حيث كون البيئة مصدرا لعناصر الانتاج ووسيلة لتلبية الرغبات البشرية.
ويتمتع الاسلام بنظرة اعمق، واوسع للبيئة، حيث طالب الانسان ان يتعامل مع البيئة من منطلق انها ملكية عامة يجب المحافظة عليها حتى يستمر الوجود (3).
يقول الدكتور عبد الحكم الصعيدي في مجال بيانه لمفهوم البيئة في التصوير الايماني الاسلامي(4) ان مفهوم البيئة في التصوير الايماني يعني جملة الاشياء التي تحيط بالإنسان، بدءا من الارض التي تقله، وصعودا إلى السماء التي تظله، وما بينهما من العوامل والمؤثرات المختلفة، كما انها تتعمق داخل النفس البشرية تضبط ما فيها، مستعلية على غرائز الشر، بل وساعية إلى تهذيبها، وذلك لان شريعة التوحيد لا تقف بالإنسان عند حدود الماديات وشكلها، وانما تجعلها وسيلة لبلوغ الهدف الاسمى، والمقصد الأسنى، الا وهو تزكية النفس وتطهيرها، واعادة صياغتها على نحو خال من العقد والانفصامات، وهو ما تنفرد به الحنيفية السمحة عما سواها من شرائع البشر وقوانينهم الوضعية، التي ان سيطرت حينا على الجوارح, فلا سلطان لها البتة على الجوانح، وصدق الله اذ يقول:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: 9، 10].
وهو اذ يعطينا صورة واضحة المعالم عن النظرة الاسلامية لمفهوم البيئة الذي يتسع ليتعدى حدود المسائل المادية التي اهتم بها الباحثون من علماء البيئة لتشمل واقع الانسان وروحه ونفسه، اذ انه لا يمكن الحفاظ على البيئة الخارجية والبيئة الداخلية غير نقية او مطهرة، فكانت دعوة الاسلام إلى طهارة الروح وتهذيب النفس اولى المنطلقات التي تدفع الانسان نحو تطهير وتنظيف كل ما هو حوله في الطبيعة.
وليس ثمة شك ان الرسالة الاسلامية من منطلق كونها خاتمة الرسالات السماوية إلى البشرية كافة، اهتمت بالبيئة اهتماما كبيرا من منطلق انها ميراث الاجيال المتلاحقة حيث اودع الله فيها كل مقومات الحياة للإنسان المستخلف فيها كما ارسى الاسلام الاسس والقواعد والمبادئ التي تضبط وتقنن الانسان ببيئته لتتحقق من خلالها العلاقة السوية والمتوازنة التي تصون البيئة من ناحية، وتساعدها على اداء دورها من قبل الخالق العليم في اعالة الحياة من ناحية اخرى.
وينبغي الاشارة هنا في الحديث عن مفهوم البيئة في الاسلام إلى ان عنصري الثقافة والدين يغيبان عادة عن كتابات معظم الاكاديميين حول الموارد الطبيعية وامور البيئة.
وهذا ما جعل الدين عموما والاسلام خصوصا بعيدا عن كتابات هؤلاء وبالتالي ادى ذلك إلى حرمان هذه المسألة من ابداعات ونتاجات الفكر الاسلامي في موضوع البيئة وحمايتها.
ولان الدين والثقافة على مسافة قريبة جدا من موضوع البيئة فان احد الكتاب الواعين لموضوع البيئة يقول : ان كلمة (البيئة) تشمل الجوانب البيولوجية والفيزيولوجية والاقتصادية والثقافية متداخلة كلها في النسيج الايكولوجي المتغير باستمرار.
فالقيم الدينية والثقافية والاجتماعية و.. لدى البشر لها اثرها في النظرة إلى البيئة والموارد الطبيعية واستخدامها وادارتها، وهي الارض الخصبة والمكون الاساس لثقافة الشعوب في قضية البيئة ، والسبب في ذلك هو الدور الهام الذي يمكن ان يلعبه الدين في عقول الناس وتأثيره الخاص على ثقافتهم وحياتهم.
ولعل نقطة الانطلاق نحو فهم طبيعة الدين الاسلامي في تعامله مع الانظمة البيئية تتمثل في النظرة القرآنية لهذه الانظمة التي يعتبرها القرآن الكريم والروايات الشريفة مسخرة للإنسان من جهة، وانها من صنع الله وخلقه وتدبيره من جهة أخرى.
فاذا كان الله تعالى قد صنع وخلق البيئة وسخرها لخدمة الانسان فمن الطبيعي ان يشرّع القوانين ويضع النواميس التي تكفل حفظ التوازن البيئي، وترشد الانسان إلى طريقة حماية البيئة وكيفية التعاطي مع انظمتها وقوانينها. وقد شرع الاسلام الضوابط ووضع السلوكيات وانتج الادبيات التي تكفل عملية التعاطي بين الانسان وبيئته، وكان المبدأ الاساس والحاكم فيه هو ضرورة (عدم الافساد في الارض) والدعوة إلى البناء لا إلى الدمار، والى العمران بدل الخراب، والى الصيانة بدل الافساد.
________________
1ـ البيئة من منظور اسلامي (مقال مأخوذ من موقع www.islamset.com).
2ـ صابر سليم، محمد واخرون، علوم البيئة، ج1، ص3، وزارة التربية والتعليم بالاشتراك مع كلية التربية بجامعة عين شمس، القاهرة، 1983-1984م.
3ـ قضايا البيئة من منظور اسلامي –م.س-ص32.
4ـ البيئة في الفكر الانساني والواقع الايماني – ص101- م.س.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|