أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/12/2022
1474
التاريخ: 2024-03-13
892
التاريخ: 10/12/2022
1699
التاريخ: 24/11/2022
2150
|
الطيّار (1):
روى الكليني (2) عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن أبان عن الطيار عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ((لا يأكل المحرم طير الماء)).
وهذه الرواية يمكن أن يدعى ـ في بادئ النظر ـ اعتبارها من جهة أن المراد بالطيار في سندها هو حمزة بن محمد الطيار، بقرينة كون الراوي عنه أبان، وهو أبان بن عثمان الأحمر الذي تكرر نقله عن حمزة كما في الكافي والمحاسن والتوحيد (3). والرجل وإن لم يوثق في كتب الرجال ولكنه من مشايخ صفوان بن يحيى ــ كما يظهر من رجال الكشي (4) ــ فهو ثقة على المختار.
نعم استظهر السيد الأستاذ (قدس سره) (5) أن المراد بالطيار في سند الرواية هو محمد بن عبد الله الطيار والد حمزة ــ الذي لم يرد فيه توثيق ــ لأنه عُدَّ من أصحاب الصادقين (عليهما السلام) والرواية منقولة عن أحدهما. وأما ولده حمزة فهو لم يدرك الباقر (عليه السلام) فلا يسعه الرواية عن أحدهما (عليهما السلام) بهذا العنوان.
ولكن ربما يناقش في هذا البيان بأن الشيخ (قدس سره) (6) قد عدَّ حمزة كأبيه من أصحاب الباقر (عليه السلام) فلا يتم ما ذكر من القرينة.
إلا أنّ هذه المناقشة غير تامة، فإنّ الظاهر أنّ عدَّه في أصحاب الباقر (عليه السلام) غير صحيح، إذ أن ملاحظة طبقة من روى عنهم وطبقة من رووا عنه تقتضي أن يكون من الطبقة الخامسة دون الرابعة أي هو من أصحاب الصادق (عليه السلام) الذين أدركوا ولده الكاظم (عليه السلام) وليس ممن أدركوا أباه الباقر (عليه السلام).
وبالجملة: إن القرينة التي استند إليها السيد الأستاذ (قدس سره) تامة في حدِّ نفسها.
ولكن يمكن أن يقال: إنه لما كان المتداول في الأسانيد هو رواية أبان عن الابن (حمزة) دون الأب (محمد بن عبد الله) فهو أقوى قرينة على كون المراد بالطيار هنا هو الابن، فيُحمل إسناد الرواية إلى (أحدهما) (عليهما السلام) على كونه من سهو بعض الرواة، والصحيح عن (أبي عبد الله (عليه السلام) ) كما هو المتعارف في رواياته.
اللهم إلا أن يقال: إنه يدور الأمر بين السهو على النحو المذكور وبين سقوط اسم الأب من السند بأن كان هكذا: (عن الطيار عن أبيه عن أحدهما)، كما يوجد نظيره في بعض الأسانيد (7). ولا مرجّح لأحدهما على الآخر.
هذا كله بناءً على ثبوت أمرين.
1 ــ أنّ (الطيار) كان لقباً لكل من الأب والابن، كما عليه جماعة منهم السيد الأستاذ (قدس سره) (8).
2 ــ أنّ أبان بن عثمان لم يرو إلا عن الابن دون الأب.
ولكن كلا الأمرين غير تام:
أما الأول فلأن (الطيار) لقب للأب خاصة، وأما الابن فيقال له: (ابن الطيار) كما في كثير من الأسانيد (9).
وأما الثاني فلأنّه قد وردت رواية أبان عن الأب في بعض المواضع، فقد روى الكشي (10) بإسناده عن أبان الأحمر عن الطيار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): بلغني أنك كرهت منا مناظرة الناس وكرهت الخصومة؟ فقال: ((أما كلام مثلك للناس فلا نكرهه، من إذا طار أحسن أن يقع وإن وقع يحسن أن يطير، فمن كان هكذا فلا نكره كلامه)).
ومن الواضح أنّ المراد بالطيار في هذه الرواية هو محمد بن عبد الله الذي كان من المتكلمين، وله دور بارز في الدفاع عن المذهب دون ابنه حمزة.
ولا بعدَ في رواية أبان بن عثمان عنه، فإن أبان من الطبقة الخامسة، وذاك من الرابعة وتوفي في أيام الصادق (عليه السلام) فيكون قد أدركه أبان. وعلى ذلك يتعيّن أنّ يكون المراد بالطيّار في سند الرواية المبحوث عنها هو الأب أي محمد بن عبد الله، وأما ما تقدّم من أنّه لا توثيق له فهو وإن كان صحيحاً، ولكن ورد في بعض النصوص المعتبرة (11) أنّه لمّا مات قال الصادق (عليه السلام): ((رحمه الله ولقاه نضرة وسروراً، فقد كان شديد الخصومة عنّا أهل البيت)). ولكن في اقتضائه لاعتبار روايته تأمّل. كما أنّ ما مرَّ في وثاقة حمزة ابنه من جهة رواية صفوان عنه غير ثابت؛ لأنّ الطريق إلى تلك الرواية ضعيف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|