المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

المورفينات الكازينية β- casomorphins
27-3-2017
في هذه الحكمة توجيه مهم نحتاج إليه؟
18-2-2021
معنى كلمة نصح‌
10-1-2016
القاء المخلفات الصلبة في البحار والمحيطات
24-4-2016
الافتخار
30-9-2016
نطاق سلطة محكمة الموضوع في اثبات العذر
29-3-2016


جمال الشباب  
  
1233   03:59 مساءً   التاريخ: 2023-05-08
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص36 ــ 37
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إن جمال وروعة عهد الشباب يعتبران من الجمال الطبيعي للإنسان، وهذا الجمال لا يتمتع به سوى جيل الشباب، فالحماس والعنفوان وانحب والأمل والجد والنشاط والظرافة واللطافة وتناسق الجسم وتفتح الوجه وجمال الشعر وغير ذلك من الصفات تعتبر من جمال عهد الشباب.

إن كافة شعوب العالم سواء كانت متطورة أم متخلفة تدرك قوة وعنفوان الشباب ، وتعلم جيداً أن للشباب قوة تفوق قوة ومقدرة الكهول، ولكن جمال الشباب لا يمكن أن يدركه جميع الناس، لأن السبيل الوحيد لتشخيص جمال هذه المرحلة ورقتها يكمن في تنمية المشاعر وتفتح العواطف لدى الإنسان .

مصدر إدراك الجمال :

إن الشعوب التي تفتقر إلى العلم والمعرفة والأمم التي لم تتمتع بتربية سليمة ولم تتفتح في وجدانها عواطف حب الجمال تعجز عن إدراك روعة الطبيعة ، كما أنها لا تستطيع إدراك جمال الشباب كما هو عليه ، وليس بمقدورها أن تشخص جمال ورقة أيام الشباب . وإذا ما كان العالم المتحضر اليوم ينظر إلى جمال مرحلة الشباب من منظار شاعري، وإذا ما كان الأدباء يتحدثون في خطاباتهم ومؤلفاتهم عن جمال الشباب، وإذا ما كان الكتاب من أصحاب الذوق الرفيع يكتبون فيما يكتبون عن جمال وروعة الشباب ، وخلاصة القول : إذا ما كان العالم المتحضر اليوم ينظر بعواطفه وأحاسيسه المحبة للجمال إلى جيل الشباب، فذلك لأن الحضارة الجديدة قد أوجدت تحولاً عظيماً في ذوق الإنسان وعواطفه ، كما أن تقدم العلم وزيادة المعرفة أحدثا ثورة عظيمة في وجدان الإنسان ساهمت في تفتح عواطف حب الجمال لديه وإدراكه للجمال.

رغبة الشباب في إبراز جمالهم :

مما لا يخفى على أحد أن رغبة التجمل والتزين تولد بشكل طبيعي لدى الشباب مع انتقالهم من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب وفور بروز جمال الشباب مما يجعلهم يعشقون التجمل وإبراز الجمال . وبعبارة أوضح : إن الجمال الطبيعي يختلط ويتناسق مع الجمال المصطنع والتجمل والتزين خلال عهد الشباب ، فمن جهة تساهم عوامل البلوغ في إعطاء الشباب جمالاً طبيعياً ، ومن جهة أخرى يولد في باطنهم حب التجمل وإبراز النفس وهذ ما يمنحهم مزيداً من الجمال . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.