أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/11/2022
1742
التاريخ: 15-11-2017
2518
التاريخ: 29-1-2020
14448
التاريخ: 26/9/2022
1582
|
ــ الكتاب
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[الممتحنة: 4، 6].
ـ تحطيم الأصنام
ــ الكتاب
{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}[الأنبياء: 51 - 67].
ـ الحديث
1ـ تفسير القمي : فلما نهاهم إبراهيم (عليه السلام)، واحتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا فحضر عيد لهم، فخرج نمرود وجميع أهل مملكته إلى عيدٍ لهم وكره أن يخرج إبراهيم معه فوكله ببيت الأصنام فلما ذهبوا عمد إبراهيم إلى طعام فأدخله بيت أصنامهم فكان يدنو من صنمٍ صنمٍ، ويقول له كل وتكلم فإذا لم يجبه أخذ القدوم فكسر يده ورجله حتى فعل ذلك بجميع الأصنام، ثم علق القدوم في عنقِ الكبير منهم الذي كان في الصدرِ فلما رجع الملك ومن معه من العيد نظروا إلى الأصنام مكسرة، فقالوا: {مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ}[الأنبياء: 59 - 62]، وهو ابن آزر فجاؤوا به الى نمرود.
فقال نمرود لآزر: خنتني وكتمت هذا الولد عني.
فقال: أيها الملك هذا عمل أمه وذكرت أني أتقوم بحجته، فدعا نمرود أم إبراهيم، فقال: ما حملكِ على أن كتمتني أمر هذا الغلام حتى فعل بآلهتنا ما فعل.
فقالت: أيها الملك نظراً مني لرعيتك.
قال: وكيف ذلك.
قالت: رأيتك تقتل أولاد رعيتك، فكان يذهب النسل! فقلت: إن كان هذا، الذي تطلبه دفعته إليك لتقتله وتكف عن قتلِ أولاد الناس وإن لم يكن ذلك بقي لنا ولدنا وقد ظفرت به فشأنك فكف عن أولاد الناس فصوب رأيها، ثم قال لإبراهيم (عليه السلام): من فعل هذا بآلهتنا يا ابراهيم؟
قال إبراهيم: {فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63].
فقال الصادق (عليه السلام): والله ما فعله كبيرهم، وما كذب إبراهيم فقيل وكيف ذلك؟
قال: إنما قال فعله كبيرهم هذا إن نطق، وإن لم ينطق فلم يفعل كبيرهم هذا شيئاً(1).
ـ خليل الرحمن
ــ الكتاب
{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}[النساء: 125].
ــ الحديث
2ـ رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما اتخذ الله إبراهيم خليلاً إلا لإطعامه الطعام، وصلاته بالليل والناس نيام(2).
3ـ الإمام الباقر (عليه السلام): اتخذ الله (عز وجل) إبراهيم خليلاً، لأنه لم يرد أحداً، ولم يسأل أحداً غير الله (عز وجل)(3).
ـ الامتحان بالإلقاءِ في النار
ـالكتاب
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 68، 69].
ـ الحديث
4ـ تفسير القمي: إستشار نمرود قومه في إبراهيم {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ}، فقال الصادق (عليه السلام): كان فرعون إبراهيم لغير رشد وأصحابه لغير رشد... فإنهم قالوا لنمرود: حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين وكان موسى وأصحابه رشدةً، فإنه لما استشار أصحابه في موسى، قالوا: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} [الأعراف: 111، 112]، فحبس إبراهيم وجمع له الحطب حتى إذا كان اليوم الذي ألقى فيه نمرود إبراهيم في النار، برز نمرود وجنوده وقد كان بُنيَ لنمرود بناء لينظر منه إلى إبراهيم كيف تأخذه النار، فجاء إبليس واتخذ لهم المنجنيق؛ لأنه لم يقدر واحد أن يقرب من تلك النار عن غلوة سهم وكان الطائر من مسيرة فرسخ يرجع عنها إن يتقارب من النار، وكان الطائر إذا مر في الهواء يحترق، فوضع إبراهيم في المنجنيق وجاء أبوه(*) فلطمه لطمة، وقال له: ارجع عما أنت عليه.
وأنزل الرب ملائكته إلى السماء الدنيا ولم يبق شيء الا طلب إلى ربه، وقالت الأرض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره فيحرق!
وقالت الملائكة: يا رب خليلك إبراهيم يحرق!
فقال الله (عز وجل): أما إنه إن دعاني كفيته.
وقال جبرئيل: يا رب، خليلك إبراهيم ليس في الأرض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوه يحرقه بالنار.
فقال: اسكت إنما يقول هذا عبد مثلك يخاف الفوت هو عبدي آخذه إذا شئت فإن دعاني أجبته، فدعا إبراهيم (عليه السلام)، ربه بسورة الإخلاص (يا الله يا واحد يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، نجني من النار برحمتك).
فالتقى معه جبرئيل في الهواء وقد وضع في المنجنيق، فقال: يا إبراهيم، هل لك إلي من حاجة.
فقال إبراهيم: أما إليك فلا، وأما إلى رب العالمين فنعم، فدفع إليه خاتماً عليه مكتوب: (لا إله إلا الله محمد رسول الله ألجأت ظهري إلى الله أسندت أمري إلى الله وفوضت أمري إلى الله، فأوحى الله إلى النار كوني برداً، فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال. {وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69] وانحط جبرئيل وجلس معه يحدثه في النار.
ونظر إليه نمرود، فقال: من اتخذ إلهاً فليتخذ مثل إلهِ إبراهم(4).
5ـ رسول الله (صلى الله عليه وآله): اُتي بإبراهيم يوم النار إلى النار، فلما بصر بها قال. حسبنا الله ونعم الوكيل(5).
6ـ عنه (صلى الله عليه وآله): إن قولنا: إن إبراهيم خليل الله فإنما هو مشتق من الخلةِ أو
الخُلةِ، فأما الخَلةُ فإنما معناها الفقر والفاقة، وقد كان خليلاً إلى ربه فقيراً وإليه منقطعاً وعن غيره متعففاً معرضاً مستغنياً، وذلك لما أريد قذفه في النار فرمي به في المنجنيق فبعث الله تعالى جبرئيل (عليه السلام)، فقال له: أدرك عبدي.
فجاءه فلقيه في الهواء، فقال: كلفني ما بدا لك قد بعثني الله لنصرتك.
فقال: بل حسبي الله ونعم الوكيل، إني لا أسال غيره ولا حاجة لي إلا إليه، فسماء خليلهُ، أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمن سواهُ(6).
ـ الابتلاء بذبح الولدِ
ـ الكتاب
{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}[الصافات: 101 - 107].
ـ الحديث
7ـ الطبرسي في مجمع البيان: {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}، أي شب حتى بلغ سعيه سعي إبراهيم، والمعنى: بلغ إلى أن يتصرف ويمشي معه ويعينه على أموره، قالوا: وكان يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة(7).
8ـ الكافي عن أبان عن أبي بصير انه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهم السلام): يذكران أنه لما كان يوم التروية قال جبرئيل لإبراهيم (عليهم السلام): تروه من الماء فسميت التروية، ثم أتى منى فأباته بها، ثم غدا به إلى عرفات فضرب خباه بنمرة دون عرفة فبنى مسجداً بأحجار بيض وكان يعرف أثر مسجد إبراهيم حتى اُدخل في هذا المسجد الذي بنمرة حيث يصلي الإمام يوم عرفة فصلى بها الظهر والعصر، ثم عمد به إلى عرفات، فقال: هذه عرفات فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك فسمي عرفات، ثم أفاض إلى المزدلفة فسميت المزدلفة، لأنه ازدلف إليها، ثم قام على المشعر الحرام فأمره الله أن يذبح ابنه وقد رأى فيه شمائله وخلائقه وأنس ما كان إليه.
فلما أصبح أفاض من المشعر إلى منى فقال لامه: زوري البيت أنتِ واحتبس الغلام، فقال: يا بني هاتِ الحمار والسكين حتى أقرب القربان.
فقال أبان: فقلت لأبي بصير: ما أراد بالحمار والسكين.
قال: أراد أن يذبحه، ثم يحمله فيجهزه ويدفنه، قال: فجاء الغلام بالحمار والسكين، فقال: يا أبت أين القربان؟
قال: ربك يعلم أين هو؟ يا بني أنت والله هو إن الله قد أمرني بذبحك، فانظر ماذا ترى؟
قال: {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}، قال: فلما عزم على الذبح. قال: يا أبتِ، خمر وجهي وشد وثاقي.
قال: يا بني، الوثاق مع الذبح والله لا أجمعهما عليك اليوم.
قال أبو جعفر (عليه السلام): فطرح له قرطان الحمار، ثم أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه، قال: فأقبل شيخ فقال: ما تريد من هذا الغلام؟
قال: أريد أن أذبحه.
فقال: سبحان الله! غلام لم يعص الله طرفة عين تذبحه؟
فقال: نعم، إن الله قد أمرني بذبحه.
فقال: بل ربك نهاك عن ذبحه، وإنما أمرك بهذا الشيطان في منامك، قال: ويلك! الكلام الذي سمعت هو الذي بلغ بي ما ترى، لا والله لا أكلمك، ثم عزم على الذبح.
فقال الشيخ: يا إبراهيم، إنك إمام يقتدى بك فإن ذبحت ولدك، ذبح الناس أولادهم، فمهلاً فأبى أن يكلمه.
قال أبو بصير: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: فأضجعه عند الجمرة الوسطى، ثم أخذ المدية فوضعها على حلقه، ثم رفع رأسه إلى السماء، ثم انتحى عليه فقلبها جبرئيل (عليه السلام)، عن حلقه فنظر إبراهيم فإذا هي مقلوبة، فقلبها إبراهيم على خدها وقلبها جبرئيل على قفاها ففعل ذلك مراراً، ثم نودي من ميسرة مسجد الخيفِ: يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا واجتر الغلام من تحته، وتناول جبرئيل الكبش من قلة ثبيرٍ فوضعه تحته.
وخرج الشيخ الخبيث حتى لحق بالعجوز حين نظرت إلى البيت، والبيت في وسط الوادي فقال: ما شيخ رأيته بمنىً؟ فنعت نعت إبراهيم.
قالت: ذاك بعلي.
قال: فما وصيف رأيته معه، ونعت نعتهُ.
قالت: ذاك ابني.
قال: فإني رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه.
قالت: كلا ما رأيتُ إبراهيم إلا أرحم الناس وكيف رأيته يذبح أبنهُ.
قال: ورب السماء والأرض، ورب هذه البَنيةِ، لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه.
قالت: لم؟
قال: زعم أن ربه أمرهُ بذبحه.
قالت: فحق له أن يُطيع ربهُ(8).
ـ كثرة الدعاء
ـ الكتب
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ}[التوبة: 114].
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}[هود: 75]
ـ الحديث
9ـ الإمام الباقر (عليه السلام): - في قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} -: الأوّاه هو لدَّعّاء(9).
10ـ الإمام الصادق (عليه السلام): - في قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ}:ـ دَعّاء(10).
11ـ الإمام الباقر (عليه السلام): خرج إبراهيم (عليه السلام)، ذات يوم يسير في البلاد ليعتبر فمر بفلاةٍ من الأرض فإذا هو برجل قائمٍ يصلي قد قطع إلى السماء صوته ولباسه شعر، فوقف عليه إبراهيم (عليه السلام) فعجب منه وجلس ينتظر فراغه، فلما طال ذلك عليه حركه بيده وقال له: إن لي حاجة فخفف، قال: فخفف الرجل وجلس إبراهيم، فقال له إبراهيم (عليه السلام): لمن تصلي؟
فقال: لإله إبراهيم.
فقال: ومن إله إبراهيم؟
قال: الذي خلقك وخلقني.
فقال له إبراهيم: لقد أعجبني نحوك وأنا أحب أن أؤاخِيك في الله (عز وجل)، فأين منزلك إذا أردت زيارتك ولقاءك؟
فقال له الرجل: منزلي خلف النطفةِ - وأشار بيده إلى البحر - وأما مصلاي فهذا الموضع تصيبني فيه إذا أردتني إن شاء الله، ثم قال الرجل لإبراهيم: لك حاجة؟
فقال إبراهيم: نعم.
فقال الرجل: وما هي؟
قال له: تدعو الله وأؤمن أنا على دعائك، أو أدعو أنا وتؤمن أنت على دعائي؟
فقال له الرجل: وفيم ندعو الله؟
قال له إبراهيم: للمذنبين المؤمنين.
فقال الرجل: لا.
فقال إبراهيم: ولم؟
فقال: لأني دعوت الله منذ ثلاث سنين بدعوة لم أر إجابتها إلى الساعة، وأنا أستحيي من الله (عز وجل)، أن أدعوه بدعوة حتى أعلم أنه قد أجابني.
فقال إبراهيم: وفيما دعوته؟
فقال له الرجل: إني لفي مصلاي هذا ذات يوم إذ مر بي غلام أروعُ، النور يطلع من جبهته، له ذؤابةٌ من خلفه، ومعه بقر يسوقها، كأنما دهنت دهناً، وغنم يسوقها كأنما دُخست دخساً، قال: فأعجبني ما رأيت منه، فقلت: يا غلام، لمن هذا البقر والغنم؟
فقال: لي.
فقلتُ: ومن أنت؟
فقال: أنا إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن (عز وجل)، فدعوت الله (عز وجل)، عند ذلك وسألته أن يريني خليله.
فقال له إبراهيم (عليه السلام): فأنا إبراهيم خليل الرحمن، وذلك الغلام ابني.
فقال له الرجل عند ذلك: الحمد لله رب العالمين، الذي أجاب دعوتي، قال: ثم قَبّل الرجل صفحتي وجه إبراهيم وعانقه، ثم قال: الآن فقم وادعُ حتى أؤمن على دعائك، فدعا إبراهيم (عليه السلام) للمؤمنين والمؤمنات المذنبين من يومه ذلك إلى يوم القيامة بالمغفرة والرضا عنهم، قال: وأمن الرجل على دُعائه.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): فدعوة إبراهيم بالغة للمؤمنين المذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة(11).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ تفسير القمي: ج2، ص71.
2ـ علل الشرائع: ص35، ح4.
3ـ علل الشرائع: ص34، ح2.
(*) لم يكن آزر أباً لإبراهيم (عليه السلام)، بل كان عمه، وقد عبر القرآن الكريم عن أبويه بالوالدين: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}[إبراهيم: 41]. ويطلق الأب على العم؛ لأنه يقوم ببعض شؤون ابن الأخ، وقد عبر القرآن بذلك في موضع آخر حيث سمى إسماعيل عم يعقوب أباً فقال: {إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}[البقرة: 133].
4ـ تفسير القمي: ج2، ص72.
5ـ حلية الاولياء: ج1، ص19.
6ـ الاحتجاج: ج1، ص32.
7ـ مجمع البيان: ج8، ص706.
8ـ الكافي: ج4، ص207، ح9.
9ـ الكافي: ج2، ص466، ح1.
10ـ تفسير العياشي: ج2، ص154، ح51.
11ـ كمال الدين: ص140، ح8. ، الكافي: ج8، ص392، ح591.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|