المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) / اسوة الشباب في القران الكريم  
  
1643   10:19 صباحاً   التاريخ: 26/9/2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص215 ـ 221
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ـ الكتاب

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: 21].

الحديث

1ـ رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به؛ إني قد جئتكم بخير الدنيا والاخرةِ(1).

2ـ الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن أعرابياً أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فخرج إليه في رداءٍ ممشقٍ(2).

فقال: يا محمد، لقد خرجت إلي كأنك فتىً.

فقال (صلى الله عليه وآله): نعم يا أعرابي، أنا الفتى، ابن الفتى، أخو الفتى.

فقال: يا محمد، أما الفتى فنعم، وكيف ابن الفتى وأخو الفتى؟

فقال: أما سمعت الله (عز وجل) يقول: {قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} [الأنبياء: 60]، فانا ابن إبراهيم، وأما أخو الفتى فإن منادياً نادى في السماء يوم أحد: (لا لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي، فعلي أخي وأنا أخوه(3).

3ـ الإمام الحسن (عليه السلام): سألت خالي هِندَ بن أبي هالة عن حلية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان وصافاً للنبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: كان رسول الله فخماً مفخماً، يتلألأُ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب(4)، عظيم الهامة، رجل الشعرِ إذا انفرقت عقيقته(5)، فرق وإلا فلا يجاوز شعرُهُ شحمة أذنيه إذا هو وفرة، أزهر اللونِ، واسع الجبين، أزج(6)، الحاجبين سوابغ في غير قرنٍ بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العِرنينِ له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله، أشم، كث اللحيةِ، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب(7)، مفلج الأسنان، دقيق المسربة(8)، كأن عنقه جيد دميةٍ في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادناً متماسكاً، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديينِ والبطن وما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطرافِ، سبط العصب(9).   خمصان الأخمصين، فسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زالَ زالَ تقلعاً يخطو تكفياً ويمشي هوناً، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفتَ التفتَ جميعاً، خافض الطرفِ نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يبدر من لقيه بالسلام.

قال: قلت: صف لي منطقهُ.

فقال: كان (صلى الله عليه وآله)، متواصل الأحزان، دائم الفكرة ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير، دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، تعظم عنده النعمة وإن دقت لا يذم منها شيئاً غير أنه كان لا يذم ذواقاً ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، وإذا أشارَ أشارَ بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث قارب يده اليمنى من اليسرى فضرب بإبهامه اليمنى راحة اليسرى، وإذا غضب أعرض بوجهه و أشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام، قال الحسن (عليه السلام): فكتمت هذا الخبر عن الحسين (عليه السلام)، زماناً، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه وسأله عما سألته عنه فوجدته قد سأل أباه عن مدخل النبي (صلى الله عليه وآله)، ومخرجه ومجلسه وشكله فلم يدع منه شيئاً.

قال الحسين (عليه السلام): سألت أبي (عليه السلام)، عن مدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله).

فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك فإذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءاً لله تعالى، وجزءاً لأهله، وجزءاً لنفسه، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم منه شيئاً وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنهِ وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل ويشغلهم فيما أصلحهم وأصلح الأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره(10)، يدخلون رواداً ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلةً فقهاء، فسألته عن مخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كيف كان يصنع فيه ؟

فقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يخزن لسانه إلا عما يعنيه ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهنه، معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس خيارهم أفضلهم عنده وأعمهم نصيحة للمسلمين وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.

قال: فسألته عن مجلسه.

فقال: كان (صلى الله عليه وآله)، يجلس ولا يقوم إلا على ذكرٍ ولا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك ويعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب أحد من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه وصار لهم أباً رحيماً وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم.

ولا تثنى(11)، فلتاته، متعادلين متواصلين فيه بالتقوى متواضعين، يوقرون الكبير ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب.

فقلت: كيف كان سيرته في جلسائه؟

فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مزاح ولا مداح يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه مؤمليه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره ولا يطلب عثراته و لا عورته ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جُلساءه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث، وإذا تكلم عنده أحد أنصتوا له حتى يفرغ من حديثه، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في المسألة والمنطق حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم ويقول: إذا رأيتم طالب حاجةٍ يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوزه فيقطعه بنهي أو قيام.

قال: فسألته عن سكوت رسولِ الله (صلى الله عليه وآله).

فقال (عليه السلام): كان سكوته على أربع: الحلم والحذر والتقدير والتفكر، فأما التقدير ففي تسوية النظر والإستماع بين الناس.

وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى.

وجمع له الحلم في الصبر فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه.

وجمع له الحذر في أربع: أخذه الحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرأي في إصلاح أمته والقيام فيما جمع لهم من خير الدنيا والآخرة(12).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الأمالي للطوسي: ص583، ح1206.

(2) ثوب ممشّق: مصبوغ بالمشق وهو طين أحمر يستعمل للصبغ (راجع: تاج العروس: ج13، ص447).

3ـ معاني الأخبار: ص119.

4ـ المشذب: هو الطويل البائن الطول مع نقص في لحمه، وأصـلـه مـن النخلة الطويلة التـي شذب عنها جريدها: أي قطع و فرق (النهاية: ج2، ص453).

5ـ عقيقته: العق في الأصل الشق والقطع، سمّيت الشعرة التي يخرج الولود من بطن أمه وهـي عليه عقيقة. (لسان العرب: ج10، ص 257).

6ـ أزج الحواجب؛ الزجج: تقوس في الحجاب مع طول في طرفه وامتداد. (النهاية: ج2، ص296).

7ـ الشنب: البياض والبريق والتحديد في الأسنان (النهاية: ج2، ص503).

8ـ المسربة: الشعر المستدق، النابت وسط الصدر إلى البطن (لسان العرب: ج1، ص465).

9ـ في معاني الأخبار وبحار الأنوار: سبط القصب.

10ـ في معاني الأخبار وبحار الأنوار: لا يقيد من احدٍ عثرةً.

11ـ في معاني الأخبار: (لا تنثى) ولعله هو الاصح.

12ـ عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج1، ص316، ح1، معاني الاخبار: ص80، ح1، بحار الانوار: ج16، ص148، ح4. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.