أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-06-2015
![]()
التاريخ: 10-05-2015
![]()
التاريخ: 18-5-2016
![]()
التاريخ: 8-12-2015
![]() |
قال تعالى : { خَتَمَ
اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ } [البقرة : 7] أي شهد
عليها بأنها لا تقبل الحق ، يقول القائل : أراك تختم على كل ما يقول فلان ، أي
تشهد به وتصدقه ، وقد ختمت عليك بأنك لا تعلم ، أي شهدت ، وذلك استعارة. وقيل ان
ختم بمعنى طبع فيها أثراً للذنوب كالسمة والعلامة لتعرفها الملائكة فيتبرءوا منهم
، ولا يوالوهم ، ولا يستغفروا لهم مع استغفارهم للمؤمنين. وقيل : المعنى في ذلك
أنه ذمهم بأنها كالمختوم عليها في انها لا يدخلها الايمان ولا يخرج عنها الكفر ،
قال الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حياً |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي |
أي كأنه لا حياة فيه. والختم آخر الشيء
ومنه قوله تعالى : { خِتَامُهُ مِسْكٌ }
[المطففين : 26] ومنه : {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }
[الأحزاب : 40] أي آخرهم. ومنه : ختم الكتاب لأنه آخر حال الفراغ منه والختم
الطبع والخاتم الطابع.
وما يختم اللَّه على القلوب من السمة
والعلامة التي ذكرناها ليست بمانعة من الايمان كما أن ختم الكتاب والظرف والوعاء
لا يمنع من أخذ ما فيه.
وحكي عن مجاهد أنه قال : الرّين أيسر من
الطبع والطبع أيسر من الختم ومن الاقفال والقفل أشد من ذلك.
وقيل : إن قوله تعالى : { خَتَمَ
اللَّهُ }
إخبار عن تكبرهم وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا اليه من الحق كما يقال : فلان أصم
عن هذا الكلام إذا امتنع عن سماعه ورفع نفسه عن تفهمه.
والغشاوة : الغطاء وفيها ثلاث لغات : فتح
الغين وضمها وكسرها وكذلك غشوة فيها ثلاث لغات. ويقال : تغشاني السهم إذا تجلله
وكل ما اشتمل على شيء مبني على فعالة كالعمامة والقلادة والعصابة وكذلك في
الصناعة كالخياطة والقصارة والصباغة والنساجة وغير ذلك وكذلك من استولى على شيء
كالخلافة والامارة والاجارة وغير ذلك.
قال ابو عبيدة : {وَعَلَى
سَمْعِهِمْ}
[البقرة : 7] معناه على أسماعهم ووضع الواحد موضع الجمع لأنه اسم جنس كما قال : { يُخْرِجُكُمْ
طِفْلًا }
[غافر : 67]. يعني أطفالا. ويجوز ان يكون أراد موضع سمعهم فحذف لدلالة الكلام
عليه. ويجوز ان يكون أراد المصدر لأنه يدل على القليل والكثير ، فمن رفع التاء قال
: الكلام الأول قد تم عند قوله :
{وَعَلى سَمْعِهِمْ}
واستأنف : {وَعَلى
أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} وتقديره : وغشاوة على أبصارهم ، ومن نصب
قدّره ، يعني : جعل على أبصارهم غشاوة ، كما قال الشاعر :
علفتها تبناً وماء باردا |
وقال الآخر :
متقلداً سيفاً ورمحا |
لما دل الكلام الأول عليه ، فإذا لم يكن في
الكلام ما يدل عليه ، لا يجوز إضماره ، ولا يجوز أن ينصب بالفعل الأول الذي هو
الختم ، لأن الختم لا يطلق على البصر ، كما ذكر في قوله تعالى : {وَخَتَمَ
عَلى سَمْعِهِ وقَلْبِهِ} ثم قال : { وَجَعَلَ
عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً } [الجاثية : 23] فلم يدخل المنصوب في
معنى الختم. وقال قوم : إن ذلك على وجه الدعاء عليهم ، لا للأخبار عنهم ، وهذا
يمكن في قوله تعالى : {خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وعَلى
سَمْعِهِمْ}
وفي قوله {وَعَلى
أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} فيمن نصب غشاوة ، فاما من رفع ذلك ، فلا
يكون دعاء. والأقوى أن ذلك خبر ، لأنه خرج مخرج الذم لهم والإزراء عليهم ، فكيف
يحمل على الدعاء ؟
ويحتمل أن يكون المراد (بختم) أنه سيختم ،
ويكون الماضي بمعنى المستقبل ، كما قال : { وَنَادَى أَصْحَابُ
الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ } [الأعراف : 44] وعلى
هذا يسقط سؤال المخالف والقلب جعل الشيء على خلاف ما كان. يقال : قلبه يقلبه
قلباً ، والقليب البئر لأن الماء ينقلب اليها ، وما به قلبة : أي انقلاب عن صحة ،
وفلان حوّل قلب : إذا كان يقلب الأمور برأيه ويحتال عليها ، والقلوب الذئب لتقلبه
في الحيلة على الصيد بخبثه ، وسمي القلب قلباً لتقلبه بالخواطر. قال الشاعر :
ما سمي القلب إلا من تقلبه |
|
والرأي يعزب والإنسان أطوار |
والبصر : مصدر بصر به يبصر بصراً ، بمعنى
أبصره ابصاراً. والبصيرة : الأبصار للحق بالقلب. والبصائر قطع الدم لأنها ترى
كثيرة للغسل.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|