أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
5711
التاريخ: 23-10-2014
11764
التاريخ: 9-05-2015
6381
التاريخ: 26-11-2015
5566
|
ينقل السيد قطب في تفسيره في ظلال القرآن قصة عجيبة من حياته، وذلك في ذيل قوله تعالى : {امْ يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ}. (يونس/ 38)
يقول : اذكر حادثاً وقع لي وكان عليه معي شهود ستة، وذلك منذ نحو خمسة عشر عاماً ... كنّا ستة مسلمين على ظهر سفينة مصرية تمخر عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك، من بين 120 راكباً وراكبة أجانب ليس فيهم مسلم ... وخطر لنا يوم الجمعة أن نقيم صلاة الجماعة في المحيط على ظهر السفينة ! واللَّه يعلم- أنّه لم يكن بنا أن نقيم الصلاة لذاتها أكثر ممّا كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان يقوم بمزاولة عمله على ظهر السفينة، وحاول أن يزاول تبشيره معنا ! ... وقد يسَّر لنا قائد السفينة- وكان انجليزياً- أن نقيم صلاتنا، وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمتها- وكلهم نوبيون مسلمون- أن يصلي معنا من لا يكون في (الخدمة) وقت الصلاة ! وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً، إذ كانت المرة الاولى التي تقام فيها صلاة الجماعة على ظهر السفينة ... وقمت بخطبة الجمعة وإمامة الصلاة، والركاب الأجانب معظمهم- متحلقون يرقبون صلاتنا، وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح (القدّاس) ! فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا ! ولكن سيدة من هذا الحشد- عرفنا فيما بعد أنّها يوغسلافية مسيحية هاربة من جحيم تيتو وشيوعيته !- كانت شديدة التأثر والانفعال تفيض عيناها بالدمع ولا تتمالك مشاعرها جاءت تشد على أيدينا بحرارة، وتقول :- في انجليزية ضعيفة- أنّها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه وما فيها من خشوع ونظام وروح ! ... وليس هذا موضع الشاهد في القصة ... ولكن ذلك كان في قولها : أي لغة هذه التي يتحدث بها (قسيسكم) ! فالمسكينة لا تتصور أن يقيم (الصلاة) إلّا قسيس- أو رجل دين- كما هو الحال عندها في مسيحية الكنيسة ! وقد صححنا لها هذا الفهم ! وأجبناها : فقالت : إنّ اللغة التي يتحدث بها ذات ايقاع موسيقي عجيب، وإن كنت لم أفهم منها حرفاً ... ثم كانت المفاجأة الحقيقية لنا وهي تقول : ولكن هذا ليس الموضوع الذي أريد أن أسأل عنه ... إنّ الموضوع الذي لفت حسي، هو أن (الإمام) كانت ترد في أثناء كلامه- بهذه اللغة الموسيقية- فقرات من نوع آخر غير بقية كلامه ! نوع أكثر موسيقية وأعمق ايقاعاً ... هذه الفقرات الخاصة كانت تحدث فيَّ رعشة وقشعريرة ! إنّها شيء آخر ! كما لو كان الإمام- مملوءاً من روح القدس ! حسب تعبيرها المستمد من مسيحيتها ! وتفكرنا قليلًا، ثم أدركنا أنّها تعني الآيات القرآنية التي وردت في أثناء خطبة الجمعة وفي أثناء الصلاة ! وكانت- مع ذلك- مفاجأة لنا تدعو إلى الدهشة، من سيدة لا تفهم مما نقول شيئاً (1) !
____________________
(1) تفسير في ظلال القرآن، ج 4، ص 422.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|