أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2017
2149
التاريخ: 2024-10-18
311
التاريخ: 2024-10-15
242
التاريخ: 24-1-2022
2742
|
فسيولوجيا تكوين المني في الماشية
يعتبر المني إنتاج بعض الغدد الجنسية ويحتوي على المكونات التالية:
1 - الخلايا الذكرية الجنسية أي الحيوانات المنوية الناضجة مختلطة بالبلازما المنوية.
2- إفرازات الغدد الجنسية المساعدة Accessory glands (الغدد المنوية seminal glands غدة البروستات prostate gland وغدد كوبر cowpers glands).
وتختلف العلاقة بين حجم الجزء السائل من المني (البلازما) والحجم الكلي للحيوانات المنوية في مختلف أجناس الحيوانات الزراعية، والثور يعطى منى سميك القوام ويتكون بصفة أساسية من حيوانات منوية وسوائل إضافية بحجم ليس كبيرا.
التركيب الكيماوي للمني
يتكون المني من أكثر من 90% ماء والمني يحتوي على 25 % مواد جافة وتتكون بصفة أساسية من البروتين، ويحتوي المني أيضًا على كمية كبيرة من الليبيدات وبصفة أساسية أسيتال فوسفاتيد acetal phosphatide (أحد مجموعات المركبات الدهنية)، وأملاح معدنية (الصوديوم - كالسيوم - بوتاسيوم - مغنسيوم). وفى تكوين الأحماض الأمينية يدخل الكبريت والفوسفور في تكوين الأحماض النووية وأسيتايل فوسفاتيد (الفوسفور)، ويوجد البوتاسيوم بصفة أساسية في سائل البلازما المنوية ويُوجد الصوديوم في إفرازات الغدد الجنسية المساعدة.
ويتحد بروتين رأس الحيوان المنوي مع الأحماض النووية، ويشغل الحامض الأميني الأرجنين المكان الأول بين الأحماض الأمينية التي تكون بروتين المني، ولأجل التكوين الطبيعي لابد من وجود الأحماض الأمينية لايسين وليوزين وسيستين واسبراجين، ويوجد في منى الثور كمية وافرة من سكر فركتوز بمعدل يصل إلى 700-1000 مللجرام.
ولأجل التكوين الطبيعي للمني لابد أن تحتوى عليقة الثور على كمية كافية من مواد سهلة التحلل ومنها بصفة خاصة وهامة البروتين عالي القيمة الغذائية والفوسفور وعناصر معدنية أخرى وفيتامينات وخاصة فيتامينيE ، A. وفي حالة عدم توفر هذه الفيتامينات لإعطائها للطلايق لا تتكون الحيوانات المنوية، وأحسن مصدر لفيتامين A (الكاروتين) الذي يُوجد في الجزر الأحمر والحشائش الخضراء والدريس الجيد، وتوجد البروتينات والمركبات الفوسفورية بكميات كبيرة في لبن الفرز وبيض الدجاج والدم ومسحوق اللحم والسمك، ولابد من الأخذ في الاعتبار أن وجود هذه المكونات في العليقة لا يحسن مباشرة صفات المني ولكن بعد 15 - 30 يوما، وأبعاد الحيوان المنوي ليست كبيرة جدا حيث يصل طوله للثور حوالى 70 ميكرون وطول الرأس لا يزيد عن 8 ميكرون، ومن حيث حجمه تقريبا 40 ألف مرة أقل من البويضة وهو عبارة عن خلية مخطوطة في الطول تحتوى على الرأس والعنق والجسم وذيل طويل والرأس لها شكل صفيحة ملتوية وبيضاوية لحد ما، وفى الجزء الخلفي تُوجد النواة، ويتكون جسم الحيوان المنوي من شبكة محورية وتحيط بها شبكة حلزونية من البروتوبلازم، ويتكون الذيل من شبكة محورية محاطة بالبروتوبلازم، وتحمل الحيوانات المنوية الناضجة على سطحها شحنة كهربائية سالبة التي تعمل على عدم اصطدام الحيوانات المنوية ببعضها.
وفي المحاليل التي تحتوي على أيونات عديدة التكافؤ multivalency (الكالسيوم، المغنسيوم وألومنيوم) وأيضًا مع زيادة كمية الأيونات الايدروجينية (عند pH من 5 - 6) فإن الحيوانات المنوية تفقد سريانها وتصطدم ببعضها كما أن الاصطدام يمكن أن يحدث نتيجة لتأثير الأجسام المناعية التي توجد في المسارات الجنسية للأنثى.
حركة الحيوانات المنوية:
الحيوانات المنوية لها صفة مميزة وهى سرعة الحركة في وسط سائل، وأعضاء الحركة هما جسم وذيل الحيوان المنوي، ويبقى الجسم أثناء الحركة مستقيما ويبذل مجهود لأجل تحريك الذيل الذى يؤدى ضربات سريعة في اتجاه واحد مما يؤدى إلى تقدم الحيوان المنوي إلى الأمام، ولذلك الرأس لها شكل مائل (غير مستقيم) يلتف حول محورها الطولي، كما لو كانت تتلوى في سائل، ونتيجة لذلك يتحرك الحيوان المنوي إلى الأمام في خط مستقيم، وهذه الحركة تسمى حركة في خط مستقيم progressive movement، والحيوانات المنوية الضعيفة نتيجة المحافظة عليها مدة طويلة يحدث لها تغير في شكل رأس الحيوانات المنوية نتيجة لانتفاخها، وتبدأ في الحركة في دائرة مغلقة mange movement (أي خطوة الفرس المراد ترويضه) أو تهتز الحيوانات المنوية في مكان واحد (حركة اهتزاز shake movement).
وتعتمد سرعة حركة الحيوانات المنوية بدرجة كبيرة على درجة الحرارة للوسط المحيط بها وتتراوح من صفر (عند درجة حرارة مئوية فأقل) إلى 10-15 مللي متر في الدقيقة، وتتميز الحيوانات المنوية بأن لها صفة القدرة على الحركة ضد سريان السوائل، ولذلك مع اصطدامها بقوة الدفع في السائل تزداد سرعتها من 2 - 5.2 مرة. والسريان البطيء من إفراز الرحم يحدد حركة الحيوانات المنوية في اتجاهها من المهبل إلى المبيض.
شكل يبين حركة الحيوانات المنوية
أ- كثيفة، ب - متوسطة الكثافة، ج- ضعيفة الكثافة
طاقة ونشاط الحيوانات المنوية :
لكي تحافظ الحيوانات المنوية على حياتها ويكون لديها القدرة على الحركة لابد أن يكون لديها احتياطي من الطاقة. وقد أثبت الدارسون في هذا المجال أن مصادر الطاقة للحيوانات المنوية هي اثنان من العمليات الحيوية الكيماوية التنفس واحتراق الفركتوز ومصدر الطاقة الثالث مرتبط بهاتين العمليتين وهو تحلل مادة adenosinetriphosphatase التي تلعب دورًا مساعدًا في الاستفادة من نتائج التنفس واحتراق الفركتوز في التأثير على جهاز الحركة للحيوانات المنوية. وبالنسبة للتنفس تمتص الحيوانات المنوية الأكسجين من الوسط السائل المحيط بها ويؤكسد الأكسجين الكربوهايدرات والدهون والليبيدات وكذلك فوسفاتيد اسيتايل والبروتينات. ويتأكسد أولا السكر (الفركتوز والجلوكوز) ثم المواد الأخرى. ورغم أن فوسفاتيد اسيتايل يدخل في تركيب البروتوبلازم (واحتمال دخوله في تكوين أغشية الحيوان المنوي) فإن تحلله يعتبر غير مرغوباً، ولذلك 1939 V.K. M. lovanov اقترح إضافة حامض ليسيتين Lecithine في الوسط السائل المحيط بالحيوانات المنوية. وحديثا ذكر لاردي وفيلبس إضافة صفار البيض إلى المني حيث يحتوي صفار البيض على كمية من هذا الحامض تصل إلى 7% مع إضافة محلول فوسفات أوسترات صوديوم، وتؤدى هذه الإضافات إلى إمكانية احتفاظ الحيوانات المنوية بحيويتها بدرجة أحسن بالمقارنة بالوسط الطبيعي المحيط بها حيث أن سترات الصوديوم تشترك كملطف buffering للعمليات التي تقوم بها الحيوانات المنوية.
ونتيجة تنفس الحيوانات المنوية يتكون ثاني أكسيد الكربون وماء وأمونيا (وذلك في حالة تحلل البروتين) وتنطلق كمية كبيرة من الطاقة التي تستخدمها الحيوانات المنوية في حركتها، وتحدث عملية التنفس المعقدة في وجود عدد من الانزيمات مثل انزيم cytochromoxidase وانزيم carboxylase وانزيمات أخرى. وتحدث عملية التنفس بكثافة عالية في منى ذكر الخنازير وبدرجة أقل كثافة في منى الكبش وبصفة خاصة في منى الثور. كما أن أغلب العمليات الحيوية والتنفس تقوى مع ارتفاع درجة الحرارة وتضعف مع انخفاضها حيث يزداد التنفس أو يضعف بمقدار مرتين كل عشرة درجات في درجة الحرارة. كما يزيد الوسط القاعدي من كثافة التنفس، والوسط الحامضي يضعفه.
ويوجد مصادر أخرى لتوفير الطاقة للحيوانات المنوية وهي تحلل السكر بدون وجود الأكسجين مثل عملية تحلل سكر الفاكهة fructolysis أو سكر الكبد glycolysis، وفى هذه الحالة تنطلق طاقة أقل بمقدار عشرون مرة بالمقارنة بالطاقة التي تنتج من عملية التنفس. ويوجد السكر في بروتوبلازم الحيوانات المنوية وكذلك في السائل المحيط بها، ومن هنا تستطيع الحيوانات المنوية امتصاصه، ويمتاز الفركتوز والجلوكوز بسرعة اختراقه جدار الحيوانات المنوية، وتشغل عملية احتراق سكر الفاكهة أو سكر الكبد كمصدر للطاقة المركز الثاني للطاقة بالمقارنة بعملية التنفس، ولكن في حالة عدم توفر الأكسجين تصبح هي العملية الوحيدة لتوفير الطاقة، ويُلاحظ عدم كفاية الأكسجين في الجزء العميق من أعضاء الأنثى الجنسية (وخاصة قناتي البيض oviducts)، وأيضًا عند حفظ المني خارج الجهاز التناسلي في أوعية ضيقة، وفي الحالة الأخيرة يحدث التنفس فقط في الطبقة الرقيقة السطحية للحيوانات المنوية بينهما يحدث تحلل سكر الفاكهة fructolysis في الطبقات الأكثر عمقا ويتم تحلل سكر الفاكهة في وجود الأكسجين ولكن بكثافة أقل بالمقارنة بعدم كفاية الأكسجين، وكلما زادت كثافة الحيوانات المنوية كلما أدى هذا إلى زيادة معدل تحلل سكر الفاكهة دون تحلل سكر الفاكهة يبدو معقدا نتيجة حدوث عملية كيميائية حيوية متدرجة كثيرا وتؤدى هذه العملية إلى تكوين حامض لاكتيك
C6H12O6 → 2C3 H6 O3
ويفرز الحيوان المنوي في الوسط المحيط به حامض اللاكتيك من خلال جدار جسمه، ولا يؤثر الحامض تأثيرًا كبيرًا على الحيوانات المنوية في المسارات الجنسية نظرًا حركتها السريعة إلى الأمام، ومع حفظ المني فإن وجود حامض اللاكتيك يؤدى إلى وضع الحيوانات المنوية في حالة الإنهاك المفرط، كما أن زيادة مدة الحفظ تؤدى إلى موتها.
في عمليات إنتاج الطاقة التي تنتجها الحيوانات المنوية تلعب مادة adenosinetriphosphate دورًا كبيرًا وتقوم بنقل الطاقة التي تنتج نتيجة لعمليتي التنفس وتحلل سكر الفاكهة مما يؤدى إلى تقليل بروتين الحيوانات المنوية الذي يؤدي أيضًا إلى تقليل ذيل الحيوانات المنوية الذي يقوم بالحركة، ولذلك فإن خاصية الحيوانات المنوية في التحرك تتوقف نسبيًا على وجود مادة adenosinetriphosphate في تكوين الحيوانات المنوية.
تأثير الظروف المحيطة على الحيوانات المنوية :
تأثير الظروف المحيطة على الحيوانات المنوية كبير جدا، ويتطلب العمل مع هذه الحيوانات المنوية المعرفة الجيدة لكيفية الظروف الخارجية على حيوية الحيوانات المنوية حتى نتجنب الوقوع في أخطاء كبيرة، كما يؤثر الضغط الاسموزي تأثيرًا كبيرًا على الخلايا المنوية في الوسط السائل المحيط بها، ومن المعروف أن الضغط الاسموزي يتناسب طرديا مع تركيز المحاليل في الوسط السائل (أي عدد حبيبات هذه المواد في وحدة واحدة من حجم السائل).
المواد الذائبة (أملاح وسكريات) في بروتوبلازم السائل المنوي في داخل الخلايا المنوية لها ضغط اسموزي محدد وثابت، ولأجل توفر الحياة الطبيعية للحيوانات المنوية من الضروري أن يكون الضغط الاسموزي في الوسط السائل المحيط بها يساوى الضغط الأسموزي الداخلي أي أن الوسط لابد أن يكون متوازن، ففي محاليل السائل المنوي ذات الضغط الأسموزي العالي والمنخفض تصاب الحيوانات المنوية بالضرر أو تموت ولذلك يحدث الموت سريعا كلما يبتعد الضغط الاسموزي عن التوازن، فإذا أضيف إلى حجم غير كبير من السائل المنوي محلول كلوريد صوديوم (في ما مقطر) وكانت تركيزات الملح 5. 0، 1 2، 3 %. لوحظ أن الحيوانات المنوية يمكن أن تعيش وتتحرك فقط في محلول 1٪، أما في محلول 0.5، 2 % تبقى فقط كمية ليست كبيرة من الخلايا الحية، وفي محلول تركيزه 3 وفي الماء المقطر تموت الحيوانات المنوية، وفى المحاليل منخفضة الضغط الاسموزي يحدث انتفاخ للحيوانات المنوية أما في المحاليل عالية الضغط الاسموزي يحدث جفاف لها. ومن الأهمية القول إنه مع الانحراف القليل عن التوازن فإن الموت لا يحدث فورًا ولكن يحدث خلال بعض الوقت إلى أن تدخل في حالة الموت وتركيز المحلول المتوازن للحيوانات المنوية للثور الجلوكوز به نسبته 6٪.
والحيوانات المنوية تستطيع الحياة ليس فقط في الوعاء الناقل Vas Deferens ولكن يمكن أيضًا أن تعيش في المحاليل المحضرة صناعيا من السكريات والأملاح، وهذه المحاليل تسمى الوسط الصناعي ولابد أن تكون متوازنة جدًا.
ونظرا لاختلاف تركيز الأملاح في الماء العادي سواء من الصنابير أو الآبار لذلك لابد من إضافة الماء المقطر، ويجب الحذر الشديد والدقة عند قياس الماء ووزن الكشافات الكيماوية reagent، ويمكن الاستعاضة عن ما سبق باستخدام محلول كلوريد الصوديوم لأجل تنظيف وغسل الأواني والأجهزة المرتبطة بالسائل المنوي، وإن تجهيز هذا المحلول يحتاج إلى ماء عادى مغلى وسبق تصفيته بفلتر (فلترته).
تأثير التكوين الأيوني للسائل المنوي على حياة الحيوانات المنوية:
تأثير التكوين الأيوني للوسط المحيط بالحيوانات المنوية له أهمية كبيرة على حياتها، والأملاح المتحللة بالكهرباء electrolytes تدخل في تكوين السائل المنوي في وجود إفرازات الغدد الجنسية المساعدة والأملاح الكيتونية (وخاصة ثنائية وثلاثية التكافؤ) تعادل التيار الكهربائي السالب للحيوانات المنوية حتى لا يحدث التصاقها ببعضها، وبعض الأيونات (مثالاً لذلك ايون الكلور) يعمل على تفكيك وتحطيم الغطاء البروتيني الدهني للحيوانات المنوية التي تموت نتيجة لذلك، وعلى العكس فإن الأيونات مثل الفوسفات والكبريتات والسترات تقوى من غطاء الحيوانات المنوية وتعمل على تحسين قدرتها على الحياة ولذلك هذه الكايتونات تدخل في بعض الأحيان في تركيب المخففات للسائل المنوي.
وحيث أن إفرازات الغدد الجنسية المساعدة تحتوي بصفة أساسية على ايون الكلور والذي له تأثير ضار على الحيوانات المنوية لذلك تموت الحيوانات المنوية سريعا بالمقارنة بالسائل المنوي المضاف إليه المخففات. ويؤثر رد فعل الوسط المحيط بالحيوانات المنوية على حيويتها قبل كل شيء، وتقوى حيوية الحيوانات المنوية في الوسط القلوي الضعيف بينما الوسط الحامضي الضعيف يوقف الحيوية، وتؤدى الأحماض القوية مثل حامض الكبرتيك والهيدروكلوريك والقلويات القوية مثل الصودا الكاوية ومواد أخرى إلى موت الخلايا الجنسية.
والسائل المنوي الذي نحصل عليه حديثاً يكون متعادلا (pH7) أو تأثيره حامضي ضعيف ومع حفظ السائل المنوي فإن pH تتغير في اتجاه الحموضة.
والحيوان المنوي له خاصية القدرة على الحفاظ على مقاومته وتفاعله في مستوى أعلى أو على الأقل ثابت. ويتكون الوسط اللازم للحفاظ على كفاءة الحيوانات المنوية من أملاح حامضية ضعيفة (حامض ستريك - لاكتيك - فوسفوريك - كربونيك) وبروتينات.
ويمكن أن يتغير اتجاه العمليات الكيميائية الحيوية التي تحدث في السائل المنوي تبعا للظروف الخارجية، وهذا التغير بالتالي يمكن أن يؤثر في صفات النسل، وقد ثبت هذا من الأبحاث التي أجرتهاChergina P.N ، Milovanova V.K وآخرون حيث ذكر هؤلاء العلماء أنهم حصلوا على نسل أقوى قدرة على الحياة من السائل المنوي لذكر الأرانب والكباش المحفوظ في جو أكسجين aerobic بالمقارنة بالسائل المنوي المحفوظ في جو ايدروجين.
درجة الحرارة للحيوانات المنوية :
تعتبر أحد أهم الظروف الخارجية المحيطة بالحيوانات المنوية، وتأثيرها قويًا على كــل العمليات الحيوية التي تقوم بها، وكقاعدة عامة تزداد حيوية هذه العمليات مع ارتفاع درجة الحرارة المحيطة إلى حد متفق عليه وتبطؤ مع انخفاضها.
وقد أوضحت الأبحاث الأولى في مجال التلقيح الصناعي أن درجة حرارة جسم الحيوان هي درجة الحرارة المثلى لأجل حياة والحفاظ على الحيوانات المنوية، ولكن E.E. Ivanov أثبت إمكانية المحافظة على صفة الحيوية للحيوانات المنوية في ظل انخفاض درجة حرارة السائل المنوي حيث تستطيع مقاومة درجة الحرارة المنخفضة حتى درجة الصفر المنوي، وإذا أعيد وضعها في درجة حرارة منخفضة بعد ارتفاع في درجة الحرارة يمكن أن تحتفظ بحيويتها وقدرتها على الإخصاب ولمدة طويلة، ولكن عندما يُراد رفع درجة الحرارة لابد من مراعاة التبريد بالتدريج وببطء حيث مع سرعة خفض درجة الحرارة تموت الحيوانات المنوية أو تتشوه وتفقد صفة الخصوبة، وهذا التأثير يسمى صدمة التبريد (صدمة حرارية)، وأكبر صدمة تبريد قوية هي التي تحدث نتيجة الانخفاض السريع لدرجة الحرارة إلى أقل من 18 - 20 م ، ولذلك في محطة التلقيح الصناعي لابد أن تكون درجة حرارة الحجرة التي تجرى بها الدراسة وتخفيف السائل المنوي لا ينصح أن تكون أقل من الحدود السابق ذكرها وذلك لأن الحيوانات المنوية أكثر حساسية لسرعة التبريد خاصة التي أخذت حديثا من الذكور ، والسائل المنوي الذي له رد فعل قلوي أو متعادل أكثر تعرضا لصدمة البرودة بالمقارنة بالسائل المنوي الذي له بعض رد الفعل الحامضي.
والتغيرات التي تحدث في الخلايا المنوية عند تعرضها لصدمة البرودة مازالت غير واضحة، ويُوجد افتراض أنه في ظل البرودة الشديدة يحدث خلل في الوظائف الطبيعية لغطاء الحيوانات المنوية الذي من خلاله تحدث المواءمة بين الحيوانات المنوية والوسط المحيط بها.
إن ارتفاع درجة الحرارة في محيط الحيوانات المنوية لا يؤدى إلى إيذائها، ولكن في مثل هذه الظروف يحدث استهلاك سريع للمواد الغذائية، وتتراكم النواتج الضارة للتمثيل الغذائي، ويؤدى ارتفاع درجة الحرارة أعلى من 42 م إلى تحطيم كبير في حيوية الحيوانات المنوية، وفي ظل درجة الحرارة 47-48 م يبدأ تخثر بروتين البروتوبلازم وتموت الحيوانات المنوية، ولذلك عند الرغبة في الحصول على السائل المنوي عن طريق المهبل الصناعي لابد من مراعاة أن تكون درجة حرارة المهبل الصناعي لا تزيد بأي حال من الأحوال عن 42 م.
ولا تضر الإضاءة الطبيعية اليومية وكذلك الإضاءة الكهربائية واللمبات الكيروسينية الحيوانات المنوية بينها أشعة الشمس المباشرة تقتلها خلال 20-40 دقيقة أو تضرها (لقصر مدة تأثيرها)، ولأجل حماية الحيوانات من تأثير أشعة الشمس التي تدخل من خلال شباك حجرة التلقيح الصناعي التي موقعها في الشرق أو الجنوب يُنصح بوضع ستائر على هذه الشبابيك.
وجميع المواد المطهرة المقاومة للجراثيم تؤثر على الخلايا المنوية بالموت والهلاك وأكثر السموم تأثيرا سم Sublimate، كما يؤثر تأثيرًا ضارًا على الحيوانات المنوية الكريولين Creoline، زيت تربنتاين Turpentine وأمونيوم هيدروكسيد والاثير، والحامض ذو التأثير القوى (هيدروكلوريك وكبريتيك وآزوتيك وآخرون)، ولذلك في حجرة أخذ السائل المنوي يحظر الاحتفاظ بالأدوية الطبية والبيطرية ما عدا الحرص على وجود كحول مقطر rectifier، كما يُسمح فقط باستخدام طرق التعقيم مثل الغليان والحرق بالنار flambing، وأدوات خشبية للغسيل، وتدهن الجدران باللون الأبيض حديث الطلاء، مع ضرورة استخدام الطرق الأخرى للتعقيم لكي تصبح كل موجودات الحجرة معقمة.
والأجهزة المغسولة والمطهرة الأفضل أن تكون من الزجاج حيث أن الأوعية الألمنيوم والاينامل بها أملاح الحديد والنحاس والقصدير (الصفيح) والرصاص والمعادن الأخرى الثقيلة التي تؤثر تأثيرًا ضارًا على الخلايا المنوية.
ويجب معرفة أن بقايا الصابون في الأوعية وبقايا فوط التجفيف يمكن أن تؤدى إلى موت الحيوانات المنوية.
ومما سبق تتضح الحساسية الشديدة للحيوانات المنوية تجاه الظروف الخارجية المختلفة المحيطة بها، ولذلك يُنصح عند استلام وتخزين السائل المنوي وعند تلقيح الأنثى به لابد أن يقوم فنى التلقيح باتباع التعليمات السابق ذكرها لأن إهمال أي من هذه التعليمات يؤدى إلى خطأ كبير في أداء العمل مما يؤدى إلى ارتفاع العقم للأمهات وتقليل خصوبة الإناث وضعف صفات النسل.
ويؤثر كثيرا على الحيوانات المنوية حالة الجهاز التناسلي للإناث حيث توضع الحيوانات المنوية، فقد اتضح أن تكوين ولزوجة المخاط المغطى للغشاء المخاطي للمسارات التناسلية يؤثر بدرجة كبيرة على استمرار رغبة الأنثى في التلقيح في فترة الشبق، فمثلا المخاط الذي ينزل من قرني الرحم للبقرة يبقى أكثر سيولة خلال 10-12 ساعة بعد بداية فترة الشبق، وفى نهاية فترة الشبق تقل جدا سيولته لدرجة أنه يصبح غالبًا غير ملائم وعائق لمرور الحيوانات المنوية، وأحسن النتائج يمكن الحصول عليها من تلقيح الأبقار صناعيا عندما يكون المخاط أقل لزوجة.
ومع التغذية غير السليمة (وخاصة عند نقص فيتامين A) يُلاحظ بعض الأحيان جفاف المسارات التناسلية للبقر، ويصبح المخاط سميكا، ونتيجة لذلك ترتفع نسبة العقم بعد تلقيح الإناث حيث لا تتوفر الظروف لحركة وحياة الحيوانات المنوية، كما تتعرض المسارات التناسلية للأنثى لأمراض مختلفة مثل التهاب بطانة الرحم endometritis والتهاب عنق الرحم cervicitis، والتهاب المهبل vaginitis وأمراض أخرى، كما يمكن القضاء على الحيوانات المنوية نتيجة وضع المواد العلاجية في المسارات التناسلية للأنثى عند معالجة عدد من الأمراض، ولذلك قبل إدخال السائل المنوي في مهبل الأنثى لابد من اتخاذ الإجراءات العلاجية والوقائية من حيث الغسيل بدقة للمهبل باستخدام محلول كلوريد الصوديوم 1 %.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|