x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تعريف التلوث
المؤلف: الشيخ خليل رزق
المصدر: الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة: ص433-435
20-1-2016
2625
جاء في الصحاح : اللوثة بالضم - أي الاسترخاء والبطء، واللوثة ايضا مس جنون وايضا التهيج، ويقال : ناقة ذات لوثة أي كثيرة اللحم والشحم، ولوث ثيابه بالطين، أي لطخها ولوث الماء أي كدره.
وفي (محيط المحيط) : تلوث ثوبه بالطين تلوثا : تلطخ به... وفي(لسان العرب) : لوث وتلوث النبات بعضه على بعض وكل ما خلطته ومرسته فقد لثته ولوثته، كما تلوث الطين بالتبن(1).
وقول الفقهاء : باطن الخف لا يخلو عن لوث أي دنس ونجاسة.
أما (الصحاح في اللغة والعلوم) فقد قصر معنى التلوث فيها على التلوث الاشعاعي، فيقال: تلوثت المادة اذا تسربت اليها مادة مشعة، ولم يكن ذلك مقصودا او مرغوبا فيه.
ويطلق التلوث ايضا على انتشار المواد المشعة في الاماكن التي يخشى فيها من الاضرار بالإنسان او بالمواد المخزونة او يترتب على انتشارها الاخلال بالتجارب، او بالأجهزة، او ما اشبه.
اما المعنى الاصطلاحي للتلوث فهو أوسع من المعنى السابق الذي قصره على نوع واحد فقط من التلوث وهو التلوث الاشعاعي. فالهواء والماء والتربة والكائنات الحية يمكن ان يصيبها التلوث دون أن يكون ذلك بالضرورة بسبب وجود مواد مشعة، ويحدث ذلك عندما تفقد خاصيتها في تحقيق علمها التسخيري للإنسان.
ولذلك فان كل الاتفاقات الدولية التي تناولت مشكلة التلوث، لم تحدد المقصود من التلوث، فكانت تتحدث عن التلوث دون تعريفه.
وتناولت بعض المنظمات (مثل منظمة الصحة العالمية) والمؤسسات والاتفاقيات تعريفات متعددة للتلوث ولكنه دائما كان يتناول جانبا معينا، فتارة يوردون تعريف لتلوث المياه العذبة، واخرى للتلوث البحري وهكذا...
اما مؤتمر البيئة البشرية الذي انعقد عام (1972م) فقد حاول اعطاء تعريف عام للتلوث فذكر انه :(الانشطة الانسانية التي تدخل بطريقة حتمية ومتزايدة موادا او طاقة إلى البيئة عندما يؤدي ذلك إلى الاضرار او التهديد بالإضرار بصحة الانسان او رفاهيته او موارده، سواء كان ذلك بطريق مباشر او غير مباشر).
وحاول البعض ان يقدم تعريفا للتلوث فقال انه : (التدخل في نقاوة الهواء والماء والتربة بسبب امتزاجها بالمواد الكيمياوية المؤذية المتنوعة، وخاصة قذف الفضلات الصناعية فيها.
هذا الامتزاج وأي تغيير في خصائص الهواء والماء والتربة، يسمى تلوثا، عندما يؤدي إلى عدم نظافتها مسببا الاذى بدرجات متفاوتة، اعتمادا على تركيز المادة الملوثة)(2).
هذه التعريفات وغيرها تشير – وبصورة ضمنية- إلى حدوث خلل في القدر الذي خلق الله به مكونات البيئة. وهذا الخلل هو تغير كيفي في القدر يترتب عليه اعاقة النظام البيئي عن القيام بعمله التسخيري اما اعاقة جزئية، او اعاقة كلية، فالتلوث مشكلة بيئية ولكنه ليس المشكلة البيئية الوحيدة، فهناك ايضا مشكلات اخرى مثل نضوب او استنزاف الموارد وغيرها. وعلى ضوء هذه التعريفات يمكن بيان وتعريف التلوث وفقا لرؤية الاسلام ومنهجه البيئي بانه : (تغير كيفي في القدر الذي خلق الله به مكونات او عناصر النظام البيئي، والناتج عن التدخل غير الرشيد للإنسان ويترتب عليه الاختلال في توازن البيئة واعاقتها، او يهدد بإعاقتها عن اداء مهمتها التسخيرية للإنسان).
فالسلوك الانساني الذي يؤدي إلى الخلل والضرر في القدر الذي خلق الله به مكونات البيئة، سواء كان هذا الخلل ماديا او نفسيا (كالذي ينجم عن الصوت). او كان الضرر يلحق بالإنسان مباشرة او قد يلحق به بطريق غير مباشر (كالتلوث بالمبيدات الحشرية التي تسبب تسمما في الطيور او الحيوان او الاسماك ثم يتناولها الانسان في طعامه) كلها تدخل في نطاق احداث التلوث في البيئة ومكوناتها.
______________
1ـ انظر مادة (لوث) في المصادر المذكورة.
2- حميد، لطيف، التلوث الصناعي، ص26، العراق؛ أم الموصل، 1983م.