1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : البيئة :

احكام البيئة في الفقه الاسلامي

المؤلف:  الشيخ خليل رزق

المصدر:  الاسلام والبيئة

الجزء والصفحة:  ص130-133

20-1-2016

7057

إن العلاقة بين علم الفقه والنظام البيئي واحكامه وتشريعاته هي جزء من هذا المدى الواسع والرحب لعلم الفقه وشموليته الذي يستحيل ان يفقد جزءا من مكوناته فلا يتحدث عن البيئة فلو لم يبين الفقه الاسلامي هذه الاحكام البيئية لكان التشريع الاسلامي ناقصا، وبالتالي يكون الاسلام دينا فاقدا لمزاياه وخصوصياته كخاتم للديانات والتشريعات السماوية، ولتناقض ذلك مع قولنا ومدعّانا بشمولية الاسلام لجميع جوانب الحياة الانسانية.

وبهذا تتوضح العلاقة بين الفقه الاسلامي وعلم البيئة لتكون واضحة المعالم ولا لبس فيها.

فليست وظيفة علم الفقه محصورة في بيان احكام العبادات كالطهارة والصلاة والصوم والحج والخمس وغيرها من المسائل الفقهية.

بل ان الدور الاساس له هو مواكبة ومتابعة كل المستجدات والامور الطارئة والاحكام الابتدائية للمكلف في أي عصر وزمان، والاجابة عن كل القضايا المستحدثة، ليضع لها الحلول بما يمتلكه من قواعد عامة، ومبادئ تمكنه من التكيف مع تطور الحياة البشرية، وتطور الزمن.

وهنا يكمن دور الفقيه والصلاحيات المعطاة له من خلال عملية الاجتهاد التي سنها التشريع الاسلامي ولم يجعلها حكرا على فقيه دون اخر، ولم يربطها بزمان وعصر دون اخر، حيث يقوم كل مجتهد او فقيه بممارسة عملية الاجتهاد واستنطاق الروايات والنصوص لتطبيقها على حياة المكلف ويراعي خصوصية الزمان والمكان بحسب فهمه لدور الدين في الحياة وامساكه باليات الاجتهاد كقوة محركة للفقه الاسلامي تجعله دائما مواكبا للأحداث والتطورات. والا فان القول بان الفقه الاسلامي لم يتضمن احكاما للبيئة او غيرها يندرج في اطار مقولة فصل الدين عن الحياة الانسانية وشؤونها وحصر وظيفته بالشؤون العبادية، وهذا مما لا ينسجم مع الفهم الصحيح لهذا الدين، بل انك لا تجد عالما او فقيها لأي مذهب انتمى يقبل بفكرة كون الدين تنحصر وظيفته في تنظيم عملية العلاقة بين الانسان وخالقه، بل هو بالاجماع بالإضافة إلى هذا الدور العظيم يقوم بتنظيم علاقة الانسان بمجتمعه وبالطبيعة من حوله، وبالبيئة التي يحيا ويعيش فيها.

ولا يمكن ايضا القبول بوجود مساحة فراغ في المجال التشريعي الاسلامي، اذ انه وبحسب النصوص والروايات لا يوجد واقعة او حادثة في حياة البشر الا ولها في الاسلام حكم، حتى (أرش الخدش).

وهذه المزايا والخصوصيات هي التي جعلت من الاسلام الدين الخاتم للرسالات السماوية والتشريعات الالهية للبشر، الذي سيبقى بحلاله وحرامه إلى ان يرث الله الارض ومن عليها.

ومن له ادنى صلة او اطلاع على ابواب الفقه وموضوعاته التي ذكرها الفقهاء في كتبهم يرى هذه الصلة الواضحة والعميقة والواسعة.

فأول ما يتصل بالبيئة من الفقه تجده في كتاب (الطهارة) كما يتضح ذلك في جملة احكام ثبتت بالقرآن الكريم والسنة النبوية واحاديث اهل بيت العصمة (عليهم السلام).

كما ونجد للبيئة ورعايتها والمحافظة عليها علاقة بالصلاة واحكامها، وعلى سبيل المثال : الوضوء واحكام المياه، واحكام التخلي وسننه وآدابه، واحكام الانهار، واحكام لباس المصلي و..

ونجد للبيئة ورعايتها علاقة بالحج والحرم والاحرام، وتحريم الصيد وقطع النباتات ونحوها مما يتصل بما يسمى (البيئة المحمية).

ونجد للبيئة ورعايتها علاقة بالغرس والزرع والمزارعة والمساقاة. ونجد للبيئة ورعايتها علاقة بالبيوع وما يتصل بها، وبيع الماء ونحوه، وتملك الماء والكلأ والنار والملح وما فيها من احكام.

ونجد للبيئة علاقة بكتاب النفقات، وخصوصا على البهائم ومالها من حقوق على ملاكها، وما الواجب اذا اضاعوها واهملوا فيها. ونجد للبيئة علاقة بالجهاد، وماذا يباح فيه من اتلاف وما لا يباح. ونجد للبيئة علاقة بأحكام الصيد وشروطه وما هو المباح منه والمحرم. ونجد للبيئة علاقة بأحكام المنافع المشتركة وهي عبارة عن الطرق والاوقاف والمقابر والمساكن والاماكن الدينية، وكيفية الانتفاع بها. إلى اخر هذه الابحاث المتصلة بالبيئة ، وتدخل في ابواب متفرقة من ابواب الفقه الذي ينظم الحياة الاسلامية كلها بأحكام الشرع، ويقود الدورة الحضارية للامة المسلمة، باعتبارها امة صاحبة رسالة ومنهج متميز.

على ان الفقه لا يتصل بالبيئة بوصفه (احكاما) فقط، بل يتصل بالبيئة اتصالا وثيقا بوصفه (قواعد كلية) كذلك(1).

حتى انه يمكن القول بان الفقه الاسلامي لم يترك نظاما او حكما من احكام البيئة الا وتحدث عنه وشرع له النظم والقوانين وهنا تكمن الوظيفة والمهمة الاساسية للفقه والعالم ولكل باحث ومفكر في المساهمة في عملية استنباط هذه الاحكام والقواعد الفقهية البيئية وبيانها وتطبيقها على مواردها لتأتي منسجمة مع متطلبات الحياة ورفع المشاكل البيئية في عصر التلوث البيئي الذي يغزو الحياة البشرية في هذا العصر.

وبناءً على تعريف الفقه المتقدم نلاحظ ان التشريع لم يوضع ليقوم المجتمع على خدمته وحراسته، بل على العكس من ذلك تماما، فقد أُنزل ليكون في خدمة البشرية، والارتفاع بها إلى مستوى اهدافه السامية.

وايّ خدمة اعظم واجل من خدمة الانسان في تأمين مستلزمات العيش وتوفير الطمأنينة له على مستوى ايجاد البيئة النظيفة وحمايتها من خلال تشريع الاحكام الملزمة لحماية البيئة والموجبة للحفاظ عليها؟.

______________

1ـ راجع القرضاوي، د. يوسف، رعاية البيئة في شريعة الاسلام، ص38-39- دار الشروق، ط1، مصر – القاهرة.