مـدخـل هيـكـل الصنـاعـة Industry Structure approach
المؤلف:
أ . د . علاء فرحان طالب م . م زينب مكي محمود البناء
المصدر:
استراتيجية المحيط الازرق والميزة التنافسية المستدامة
الجزء والصفحة:
ص210 - 213
2025-11-24
19
رابعاً: مدخل هيكل الصناعة Industry Structure approach
ان شيوع حالة المنافسة وانفتاح البيئة العالمية وازدياد ظاهرة العولمة والارتقاء بتقنيات المعلومات واستخدامها الواسع في العصر الحديث ولدت قيود ومحددات على الافتراضات الاساسية المعروفة للمنافسة الاقتصادية التقليدية، وبهذا فقد انتقل التحليل من التركيز على التحليل البيئي العام الى التحليل الصناعي التنافسي و الهدف من تحليل بيئة الصناعة هو تحديد درجة جاذبية صناعة ما للمنتجين الحاليين والمتوقعين وكذلك لغرض التعرف على عوامل النجاح الرئيسة في هذه الصناعة. وتمثل بيئة الصناعة مجموعة المتغيرات التي تمتلك تأثيراً مباشراً على جميع المنظمات العاملة في صناعة ما والصناعة هي مجموعة المنظمات التي تقدم منتجات او خدمات متماثلة او قابلة للاحلال فيما بينها. وتشمل هذه المتغيرات حالة المنافسة بين المنظمات الموجودة في الصناعة. والميزة التنافسية عامل مهم ويعتمد تحقيق هذه الميزة على قدرة الادارة في اختيار الاستراتيجية التي تحقق هذه الميزة في ضوء معرفة وتحليل العوامل المؤثرة في البيئة الان وفي المستقبل.
ويشير (1996 ,Thompson &Strickland) الى ان الاستراتيجيات التنافسية لاية منظمة تشتمل على المبادرات والطرائق التي تلجأ اليها المنظمة لجذب زبائنها وتقوية موقعها التنافسي في السوق.
فقد عرف (1996 ,Bennett) الاستراتيجية التنافسية بأنها ربط المنظمة بالبيئة الاقتصادية التي تعمل بها وتعد الاستراتيجية التنافسية بأنها خلق واستغلال المزايا التي هي اكثر ديمومة، والتي من الصعب تقليدها.
وبين (1998,Mintzberg, etal (الاستراتيجية التنافسية) بأنها فن تحقيق واستغلال المزايا التنافسية التي يصعب اتباعها او تقليدها وتتميز بالديمومة.
وهناك خمس قوى اساسية لبورتر تحدد قواعد المنافسة ومدى قدرة المنظمة على تحقيق الارباح وهي:
(1999 ,Macmillan & Tampoe, 2000) (Kotler&Armstrong) و( Horngeren, etal 2000,) و(2005 ,Dess, etal ) و (الدوري، 2005) و (2008,Wheelen&Hunger ) و( & Carpenter .(Sanders, 2009
1) دخول منافسين جدد المنافسين المحتملين (New Entrants) يجلب المنافسون الجدد عند دخولهم في الصناعة زيادة في الطاقة اذ ان اية منظمة تعد عملية الدخول الى المنظمات المعنية بأنها طريقة لكسب المزيد من الحصة السوقية والارباح، وان الصناعة الناجحة تكون ذات جاذبية واضحة اذا كانت الفرص للدخول متاحة امامهم وهذا من شأنه ان يزيد من التهديد للمنتجين الحاليين بأضافة اعداد جديدة من المنافسين في ذات الصناعة وهذا ما ينعكس على الحصة السوقية والارباح لان الحصة السوقية المتاحة ستتوزع على عدد اكبر مما كان عليه في السابق.وان رواد الصناعة المعنية يحاولون جاهدين وضع عوائق صعبة التجاوز امام الداخلين الجدد.
(2) القوة التفاوضية للمشترين Bargaining Power of Buyers: المشتري قد يهدد الصناعة من خلال تخفيض الاسعار والتفاوض على الجودة العالية والخدمات الاضافية. وهذه النشاطات تقلل من ربحية المنظمة. وقوة جماعة المشترين الكبيرة تعتمد على خصائص السوق واهمية الشراء لهذه الجماعة تكون قوية اذا توافرت فيه الظروف التالية:
أ- عندما يقوم المشتري بشراء الحجم الاكبر نسبياً من مبيعات البائع.
ب- عندما يكون المنتج في الصناعة معيارياً او غير متمايز.
ج عندما يواجه المشتري القليل من عمليات تحويل الكلف.
3) القوة التفاوضية للمجهزين Bargaining Power of Suppliers: تعتمد قوة تفاوض المجهزين على عدد من خصائص وموقف السوق الذي يتعاملون معه، وعلى درجة اهمية مبيعاتهم في الصناعة ومقارنتها بالاعمال الكلية للمنظمة. والمجهزون قد يملكون قوة تفاوضية على المساهمين في الصناعة من خلال التهديد برفع الاسعار او تقليل الجودة للسلع والخدمات المشتراة. ويكون المجهز قوي اذا طبق بعض العناصر التالية:
أ- صناعة المجهز مسيطر عليها من شركات قليلة ولكنها تبيع للكثيرين من المشترين.
ب- المنتج او الخدمة فريدة في نوعها وكلف ابدالها تكون عالية.
ج ـ المنتجات البديلة غير متوفرة.
د - المجهزين قادرين على التكامل الامامي ومنافسة الزبائن بشكل مباشر.
هـ - المشتري لا يمثل الا نسبة قليلة من سلع وخدمات المجهز.
(4) تهديد المنتجات البديلة Threats of Substitute: وتتمثل في التهديد من قبل المنتجات البديلة وهي تلك المنتجات الخاصة بصناعات اخرى والتي يمكنها اشباع حاجات مماثلة للزبائن. فالمنتج البديل هو المنتج الذي يبدو مختلفاً ولكنه يستطيع ارضاء نفس الحاجات كما لمنتج اخر. مثلاً الايميل كبديل للفاكس والانترنت كبديل للفيديو.
اذ إن كل المنظمات داخل اي صناعة تنافس منتجات بديلة لصناعات اخرى والبدائل تحد من قدرة المنظمة على تحقيق العائدات والمنتجات البديلة تتضمن المنتجات التي تؤدي وظيفة المنتج نفسه الذي تعرضه الصناعة.
(5) شدة المنافسة بين المنظمات الحالية Rivalry among Existing Firms: في اغلب الصناعات تكون لمنظمات فيها معتمدة بصورة تبادلية والمنافسة تتحرك من خلال منظمة تستطيع التنبؤ بأمتلاك اثر كبير على منافسيها وهذا قد يسبب حالات الثأر والمواجهة.
وتخدم المنظمات اشكالاً متعددة من ادوات التنافس مثل المنافسة السعرية وزيادة الخدمات للزبائن او تقديم التعهدات للزبائن. فالمنافسة السعرية تؤثر بشكل كبير على مستوى الربحية في الصناعة وهناك عوامل عدة تؤثر على شدة المنافسة منها:
أ- كثرة المتنافسين او توازن قواهم.
ب- بطىء نمو الصناعة.
ج- ارتفاع الكلف الثابتة او كلف الخزن.
د- الافتقار الى التمايز.
هـ - ارتفاع حواجز الدخول للسوق.
فقوة المشترين وبدائل السلع والخدمات تؤثر على مستوى الاسعار والتكاليف والارباح وتؤثر قوة المنافسين الحاليين على تكاليف البحوث والتطوير والاعلان والبيع، وتهديدات دخول منافسين جدد تؤثر على الاسعار والاستثمارات، بينما تؤثر قوة الموردين على التكاليف، وتعتبر مدى قوة كل عنصر دالة في هيكل الصناعة وخصائصها التكنولوجية والاقتصادية.
وان التفاعل بين هذه القوى يؤثر سلباً او ايجاباً في القدرة التنافسية للمنظمات العاملة في الصناعة ومن ثم الحصص السوقية لكل منها فضلاً عن العوائد والارباح التي يمكن ان تحققها. وان التحدي الحقيقي امام المنظمات هو ان تختار مركزاً في الصناعة التي تعمل فيها يسمح لها بأغتنام الفرص التي توفرها تلك الصناعة، ويجنبها التهديدات التي يمكن ان تفرضها عليها او التخفيف من آثارها.
لذلك فان حالة التنافس في الصناعة تعتمد على هذه القوى التي تحدد ربحية الصناعة وكما موضح في الشكل (20)

الاكثر قراءة في تحليل البيئة و الرقابة و القياس
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة