الخيول
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 127 ـ 128
2025-11-17
33
أن الخيول لم تكن حيوانات مستأنسة دوماً بالنسبة للبشر، ففي الواقع، يعتقد العلماء أن أول استعمال وجده البشر للخيول كان صيدها للحصول على الطعام، فقد كانت الخيول البرية إحدى مصادر الغذاء للبشر في عصور ما قبل التاريخ، ومن المرجح أن الخيول استعملت لأول مرة كحيوانات مستأنسة، للركوب، أو أداء العمل قبل حوالي 6000 سنة، حيث كان أول الناس الذين استأنسوها هم القبائل الهندو - أوروبية المترحلة في المناطق المحصورة بي قارتي آسيا واوربا والتي عاشت حول منطقة البحر الأسود . ومع مرور الوقت تغيرت هيئة وخصائص الخيول بعض الشيء، وذلك بفعل نقلها إلى مناطق ذات مناخ مختلف، وتغير طعامها، وتفاعلها بطرق متنوعة مع البشر، وقد أدت الخيول وظائف متنوعة جداً للشعوب القديمة، فقد كانت وسيلة لحراثة الأرض، ونقل المسافرين من مكان إلى الآخر، وحمل الجنود على ظهورها إلى المعارك، كما وفرت التسلية عبر إقامة سباقات الخيول في ساحات المدن وممارسة ركوبها كنوع من الرياضة والحصان ، وهو حيوان عاشب أحادي الحافر، ينتمي إلى مجموعة الثدييات، المجموعة نفسها التي تضم القطط والكلاب والبشر أيضاً ، ويُصنف ضمن الفصيلة نفسها التي تضم الحمار الوحشي (ذو الخطوط البيضاء والسوداء) والحمار الشائع ، من ناحية علمية، تعتبر جميع الخيول الموجودة في العالم نوعاً واحداً من الحيوانات، إلا أنه ينقسم إلى سلالات نشأت على مر الوقت، إما نتيجة الاختلافات الطبيعية بين الخيول من منطقة إلى أخرى على الأرض، أو بسبب الدور الذي أذاه البشر بتهجين تلك السلالات مع بعضها بعضاً ، واستخدمت الخيول كثيراً منذ قديم الزمان في العديد من الاستعمالات، فهي واحدة من أهم الحيوانات بالنسبة للحضارة البشرية ، وقبل اختراع السيارات ووسائل النقل الحديثة ، اعتمد البشر لمئات السنين على العربات التي تجرها الخيول كوسيلة أساسية للتنقل والسفر ، وذلك فضلاً عن استعمالاتها المتنوعة في الحرب، والرياضة والتسلية، والفن ، وتعتبر الخيول حيوانات اجتماعية عالية الذكاء، وهي تعيش في قطعان بالأصل، ولا تُحِبُّ الوحدة أو الغزلة.
الاكثر قراءة في جغرافية الحيوان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة