تربية الأبقار وتسويقها في الوطن العربي
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 88 ـ 94
2025-11-16
64
تولد معظم العجول في فصل الربيع وتقضي العجول الصغار الصيف مع الأبقار في مراع مسرة أو في مرعى مفتوح وفي الولايات المتحدة الأمريكية يتم وضع علامة (وسم) على معظم العجول بوساطة حديد ساخن لتحديد ملكيتها. وفي الخريف تفطم العجول.
في حظيرة العلف تأكل الأبقار أغذية منتقاة بعناية تكسبها الوزن بأسرع مما لو رعت طليقة في المرعى، وهذه الحظائر وسيلة فعالة لتسمين الأبقار قبل نقلها وذبحها ومن خلال التعرف على انواع الابقار في الدول العربية لابد ان نوضح أهم انواعها المربأة في هذه الاقطار، فالبلاد العربية متباينة جدًا في طبيعتها الجغرافية حيث إنها تغطي مساحات شاسعة في قارتي آسيا وإفريقيا ، والمناطق الجافة الصحراوية تمثل نسبة كبيرة في أراضيها ؛ فهي لذلك لا تصلح إلا للمرعى ، فالرعي وتربية الحيوانات والاستفادة من منتجاتها (اللحوم والألبان) جزء لا يتجزأ من حياة سكان وقبائل البلاد العربية، ولذلك نجد أن الإنتاج الحيواني من الدعامات الأساسية في اقتصاد معظم البلدان العربية ، ونتيجة للاختلافات الجغرافية والبيئية تختلف كذلك أنواع الحيوانات التي يقوم بتربيتها سكان كل منطقة في الوطن العربي.
أ- المملكة العربية السعودية
اهتمت المملكة العربية السعودية بمنتجات الالبان في الفترة الاخيرة من خلال استخدام بعض الشركات الاجنبية المتخصصة في إنتاج الألبان أو اللحوم ، بتشجيع ودعم سخي من قبل الحكومة بإنشاء العديد من المزارع المتخصصة في إنتاج الألبان ، فبلغ عدد ما ترعاه من أبقار حوالي 210 آلاف رأس من أفضل السلالات العالمية مثل الفريزيان والجيرسي وغيرهما، وتربى في مزارع مزودة بأفضل الطرق التقنية والعلمية في مجال تربية الأبقار.
ب - مصر
هي خليط من مجموعة سلالات مثل السلالة الهندية ذات السنام والإفريقية ضخمة التكوين والعظام، وكذلك اختلطت هذه السلالات حديثا بالسلالات الأوروبية تختلف الأبقار المصرية في ألوانها رغم أنه يغلب عليها اللون الأصفر الرملي وعديمة القرون أو ذات قرون صغيرة، وهي حيوانات عمل أكثر منها إنتاجا للحليب أو اللحوم ، وهي لذلك ذات صبر على العمل وسهلة القيادة وهادئة الطبع واطلق عليها تسميات محلية حسب المنطقة التي تربى فيها مثل الدمياطي و المنوفي أو البلدي و الصعيدي والبحيري و المنزلاوي وغيرها ، وهي ليست سلالات بالمعنى المفهوم إذ لا توجد سلالة نقية وإنما هي خليط من السلالات البقرية المستوردة ويمكن تقسيم السلالات المصرية إلى الأقسام التالية : -
1- الدمياطي : وتعتبر أقل الأبقار حجمًا وإنتاجها من الحليب يقدر 4000 رطل في العام ونسبة الدهن 5% وهي أبقار الحليب الأولى في مصر إلا إن عددها قليل.
2 ـ المنوفي أو البلدي : هي أبقار العمل الأولى فهي أكبر حجما من الدمياطي وأقل إدرارا للحليب.
3ـ الصعيدي. تسمى بهذا الاسم أبقار الوجه القبلي وهي صغيرة الحجم ويعتقد أنها قابلة للتسمين رغم أن إدرارها للحليب يعتبر جيدًا.
4- الصحراوي: وهي دائما هزيلة لقلة الغذاء ولا تصلح للعمل أو إنتاج الحليب وتربى فرادى حيث يمتلك المزارع عددا قليلا منها وذلك بسبب ندرة الأراضي التي تصلح كمراع للحيوانات ، وينقل أصحاب القطعان المتنقلة . مع أبقارهم بحثا عن الماء والعشب.
ج- السودان
تشمل سلالات متعددة مثل أبقار الكنانة وأبقار البطانة والأبقار النيلية والبقارة وأبقار قبائل التبوسا و المورل وأبقار النوير وأبقار أمبرارو و الفلاشي.
1- أبقار الكنانة : تربى هذه الأبقار في منطقة النيل الأزرق وأواسط السودان وتوجد منها مجموعتان إحداها كبيرة الحجم والأخرى صغيرة ، وأبقار الكنانة لونها عموماً رمادي وأبيض فضي ويكون غامقا ناحية الأطراف، وشعرها دقيق وقصير والجلد رقيق وللإناث والذكور سنام ولكن سنام الذكور أكبر، وتعتبر أبقار الكنانة من ماشية الحليب ، فهي تعطي 3000 - 5000 رطل من الحليب لمدة 250 يوماً وبنسبة دهن 5%.
2ـ أبقار البطانة : تتشابه هذه السلالة ، مع سلالة أبقار الكنانة وتماثلها في الحجم إلا إن لون أبقار البطانة أحمر ويعتقد أنهما ينتميان إلى سلالة واحدة ولكن لا توجد أدلة كافية وقاطعة، كذلك الأبقار قصيرة القرون وحمراء اللون وتربى هذه الأبقار في أواسط السودان وهي أبقار مزدوجة الاستخدام ( الحليب واللحوم ) تربى أبقار الكنانة والبطانة في مجموعات صغيرة في المزارع أو فرادى ولكنها غالبا تكون في مجموعات كبيرة وقطعان معتمدة على الرعي.
3ـ أبقار التبوسا والمورل : تربى هذه الأبقار في المنطقة الاستوائية وأعالي النيل في جنوب السودان وهي ماشية تملكها قبائل غير مستقرة أو متنقلة ، وتختلف طرق الرعاية وأساليب تربية الحيوان عند كل قبيلة ، اذ تربى الأبقار في قطعان كبيرة ويعتبرها زعماء القبائل دليلاً للثروة والجاه ويتبادلونها في مناسباتهم الخاصة مثل الزواج وغيره ، وهذه الأبقار ذات جسم طويل وقرونها متوسطة الطول والسنام دهني ويوجد في آخر الرقبة أكثر منه فوق الكتف ، ومعظم الأبقار لونها فاتح وتوجد أيضا أبقار سوداء ذات بقع بيضاء ، وتدل الأبحاث وبعض التقارير على أن إنتاجها من الحليب يتراوح بين 900 إلى 1000 لتر في موسم حليب قدره 255 يوماً.
4- أبقار قبائل النوير النيلية : وهي من أبقار اللحوم الجيدة وتربى في أعالي النيل ، وهي بنية اللون وسوداء في أجزاء كبيرة في الأطراف والرأس أبيض اللون، ولها قرون متوسطة وسنام كبير.
5- البقارة : في غرب السودان فهم رعاة ماشية محترفون ويتبعون الأبقار في رحلة إلى المراعي الغنية في منطقة أعالي النيل في موسم الجفاف في منطقتهم في وسط غرب السودان، ثم يعودون إلى الشمال بقطعانهم في موسم الخريف وتوافر المرعى في منطقتهم ، ويستفاد أبقار البقارة منها في إنتاج الحليب ومشتقاته واللحوم، ويستخدمونها في نقل أمتعتهم أثناء ترحالهم طلبا للمرعى، كما تتسم بالقرون الكبيرة.
د - الجماهيرية الليبية
الأبقار الليبية منحدرة من الأبقار عديمة السنام وهي قصيرة القرون وصغيرة الحجم ولونها يتراوح بين الأسود والبني الفاتح والأحمر، وشعرها ناعم ولامع في الصيف ، وفي الشتاء يكون الشعر خشنا والأبقار في ليبيا لا تربى في مجموعات أو اعداد كبيرة بل غالبا تربى بحالة فردية عند الأعراب حيث يمتلك المزارع الليبي ما بين رأس إلى رأسين من الأبقار فقط.
هـ - دول المغرب العربي تنتشر الابقار في دول المغرب العربي في تونس والمملكة المغربية والجزائر يسود فيها غالبا نوع أبقار جبال الأطلسي والتي يختلف لونها حسب المنطقة فهي في الجزائر وتونس رمادية اللون ولونها غامق عند الأكتاف والعنق والرأس والأرجل ، أما في المملكة المغربية فهي داكنة اللون وشعرها قصير وعدم وجود السنام فيها ، وهي جيدة الإدرار للحليب حيث تعطي 8 لترات حليب يوميا في الجزائر ونسبة الدهن 4% خلال الشهرين التاليين للولادة ، أما إنتاجها في المملكة المغربية فيصل الى 12 لترا ، وهو مرتفع عما تنتجه في الجزائر.
و ـ موريتانيا
الابقار الموريتانية من الابقار ذوات السنام ، وأهم سلالاتها البلهوو المور وتستخدم الذكور في إنتاج اللحوم وفي العمل اما الإناث إنتاجها من الحليب قليل إلا إن كمية الحليب المنتج تفيض عن حاجة السكان نسبة لكثرة عدد الأبقار وقلة السكان ، وتعتمد تربية الأبقار على المراعي الطبيعية المتوافرة طوال العام في موريتانيا وفي حول نهر السنغال ضمن الأراضي الموريتانية.
ز - الصومال
تربى في الصومال نوع من الابقار تسمى التيريو ذات السنام شأنها شأن سلالات الأبقار في المناطق الحارة، ومن أهمها أبقار الجيدو ذات اللون المائل إلى الأبيض وأحيانا تكون غامقة اللون وهي متعددة الاستخدام للحليب واللحوم والعمل ، ومتوسط إنتاج الإناث من الحليب حوالي 2100 رطل في موسم الحليب ، أما السلالة الأخرى وهي أقل انتشاراً ، فهي أبقار البوران وتربى أسامنا لإنتاج اللحوم في شمال الصومال وجنوبي أثيوبيا .
ح ـ العراق وسوريا توجد كثير من سلالات الأبقار في العراق مثل الرستاجي والشرابي والكردي والبلدي، وتوجد فروق بين كل هذه السلالات من حيث الحجم ووجود السنام وشكل القرون ، وأبقار المناطق الجبلية الشمالية تدر حليبًا وتنتج لحما جيدًا وهي متوسطة الحجم وأرجلها قصيرة قوية، أما الأبقار المنتشرة في المحافظات الوسطى والجنوبية فلها سنام صغير وهي من سلالة الزيبو الأحمر الآسيوي ولها قرون قصيرة وأرجلها طويلة ، ويستفاد من الأبقار العراقية في إنتاج الحليب واللحم. وتستخدم قسم منها في الأعمال الزراعية المختلفة.
اما في سوريا فتوجد ثلاث سلالات محلية هي البلدي (الشامي) العكشي والجولائي ، وهي جميعها منحدرة من الأصل الآسيوي الذي يشتهر بالرأس القصير والجبهة العريضة المستقيمة.
وتتميز سلالة الشامي بقرون قصيرة والجبهة مقعرة قليلاً، وهي كبيرة الحجم وعظامها ضخمة إلا أنها غير مناسبة للتسمين وهي بقرة الحليب الأولى في بلاد الشام ، حيث تنتج ما بين 2500 إلى 3500 لتر في 280 يوما وتربى هذه السلالة في المنطقة الواقعة حول حمص وحماة والمنطقة الشمالية مثل قطنا حيث تتوفر الرطوبة والمرعى الغني الأخضر مما يؤدي إلى علو إدرارها للحليب ، ولا يمكن لهذه الأبقار العيش في المناطق الجافة الفقيرة المرعى والعلف ولا تصلح للعمل.
اما البقر العكشي ، فهو أكثر الأبقار عددًا في سوريا وتصل نسبته نحو 75 - 80% من مجموع الأبقار هناك، وهو سلالة تتحمل العيش في المناطق الجافة فقيرة المرعى وقليلة الغذاء ، وهو لذلك قليل الإدرار للحليب ولكنه يصلح للتسمين وإنتاج اللحوم ولا يصلح للعمل لصغر حجمه.
والبقر الجولاني ، يعتقد أنه هجين بين سلالة البقر العكشي والبلدي (الشامي) ولذلك فإن صفاته الإنتاجية وسط بين السلالتين ، وهذه السلالة تصلح في المناطق الجافة وتتحمل قلة العلف وسوء المرعى وإناثها تدر حليبًا قليلاً وتصلح الذكور للعمل.
الاكثر قراءة في جغرافية الحيوان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة