تربية الجاموس في الوطن العربي
المؤلف:
د. كاظم عبادي حمادي
المصدر:
الثروة الحيوانية في الوطن العربي
الجزء والصفحة:
ص 96 ـ 98
2025-11-16
40
يكاد لا يخلو اي بيت من بيوت مناطق الاهوار من وجوده ، ولقد تعايش مع ظروف البيئة وكان ومازال المصدر الرئيس المعيشة سكان الاهوار ، ويعتبر بمثابة وثيقة تأمين للمربي ولعائلته في مواجهة المتطلبات العاجلة للأسرة في تلك المناطق ، ولم ينل الجاموس الاهتمام الكافي على مدى العقود السابقة سواء من المراكز البحثية او من الدوائر الزراعية والبيطرية.
يعتبر الجاموس أحد الحيوانات ذات الانتشار الواسع في مناطق الأهوار والمسطحات المائية القريبة من الانهار كما هو الحال في مصر وفي وسط وجنوب العراق ، ويكاد لا يخلو بيت من بيوت مناطق الاهوار من وجوده ولقد تعايش مع ظروف البيئة المائية ودرجات الحرارة العالية ، اذ يتركز وجوه في معظم المناطق الجنوبية من بلدان العالم لارتفاع درجة الحرارة ، فهو حيوان يتحمل الرطوبة العالية ويحتاج الى مصادر مائية وفية كالتي توفرها له الانهار والبحيرات والمسطحات المائية الواسعة.
وكان ومازال المصدر الرئيسي لمعيشة سكان الاهوار ، ويعتبر بمثابة وثيقة تأمين للمربي ولعائلته في مواجهة المتطلبات العاجلة للأسرة في تلك المناطق ، وفي العراق لم ينل الجاموس الاهتمام الكافي على مدى العقود السابقة سواء من المراكز البحثية او من الدوائر الزراعية والبيطرية ، لقد أولت الكثير من دول العالم اهتماماً واسعاً بهذه الثروة ذات المردود الاقتصادي الواسع و تم التخطيط لكثير من البرامج العلمية التي تهدف إلى تطوير وتحسين وتنمية هذه الثروة وهناك تجارب كثيرة في مصر وإيطاليا و رومانيا والهند وباكستان والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية ، ان تربية الجاموس و النهوض بواقع حال هذه الثروة سينعكس بشكل ايجابي في تنمية الاقتصاد الوطني لاسيما و نحن اليوم وخاصة في العراق ومصر، بأمس الحاجة للبحث عن قنوات أخرى لدعم القطاعات الاقتصادية من أجل تنمية الاقتصاد الوطني، ونعتقد أن النهوض بالثروة الحيوانية بشكل عام و الجاموس بشكل خاص سيوفر دعامة أساسية في توسيع قنوات النهوض باقتصاد البلد إن الواقع الحالي للثروة الحيوانية و الإنتاج الحيواني و تربية الجاموس في مناطق أهوار العراق ومصر بحاجة الى اعادة تأهيل حيث أن ما يواجه هذه الثروة من معوقات و مشاكل و تحديات منها ما يتعلق بالحفاظ على هذا النوع الحيواني.
ولقد اسرنا جميعاً في العراق بعد صدور وموافقة منظمة اليونسكو في 17 / تموز / 2016 خلال مؤتمرها الذي عقد في تركيا لضم اهوار العراق ضمن التراث العالمي عسى ان يفتح باباً جديداً للحفاظ على هذا الحيوان الذي عانى الكثير مقارنة ببقية الثروات الحيوانية خلال فترة تجفيف الاهوار التي قامت به الحكومة العراقية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي لأسباب سياسية واجتماعية بتجفيف مياه اهوار العراق وجعلها مناطق غير صالحة لسكن سكان الاهوار من جهة وتدمير حياة هذا الحيوان من جهة أخرى ، من خلال القضاء على نباتات الاهوار (القصب والبردي) بالدرجة الرئيسة باعتبارها من الاعلاف الخضراء الصالحة لعلف الجاموس والثروات الحيوانية الموجودة في هذه المناطق بالإضافة الى قلة مصادر المياه في هذه المنطقة الحيوية من العراق تنتشر حيوانات الجاموس في مناطق محددة من الوطن العربي والتي بلغ عددها في عام 2014 اكثر من (4288) الف راس ، وقد تركزت في مصر والعراق وسوريا واعداد قليلة في باقي الدول العربية ، وتصدرت مصر المرتبة الأولى بواقع (3949) الف راس وبنسبة قدرها (92.1% ) ، ويأتي العراق بالمرتبة الثانية بواقع (331) الف رأس بنسبة قدرها (7.7%) من مجموع الجاموس العربي ، وشكلت سوريا النسبة الباقية وقدرها (0.2 %).
الاكثر قراءة في جغرافية الحيوان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة