التكاملية سمة أساسية مميزة لرأس المال الفكري
المؤلف:
د . سعد علي حمود العنزي د . احمد علي صالح
المصدر:
إدارة رأس المال الفكري في منظمات الاعمال
الجزء والصفحة:
ص179 - 181
2025-09-21
240
رابعاً: التكاملية سمة أساسية مميزة لرأس المال الفكري
هناك سمة اقتصادية ضرورية للعديد من أنواع رأس المال البشري، عادة ما يتم إغفالها أو تجاهلها من قبل الأكاديميين والمهتمين على حدٍ سواء، ألا وهي التكاملية الاستثنائية أو النادرة. فعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك فقرة واحدة ضرورية من رأس المال غير كفوءة أو غير ملائمة، فإن القدرة على تنسيق الموارد لمواجهة الطلب المستقبلي لمنتج معين تكون محدودة التأثير، وتتمثل بأن الإمكانات والطاقات الأخرى تكون غير مؤهلة للتعبير عن ذاتها ، بحيث أن تأثيراتها الاقتصادية تصبح لها حسابات عكسية أو سلبية على الاقتصاد الكلي والجزئي معاً. وبعبارة أخرى، إن العائد على الاستثمار الفقرات رأس المال الفكري ككل متكامل، يكون منخفض أو حتى عكسياً في بعض الأحيان.
إن التكاملية (أو التمازجية كما يبغي البعض تسميتها) في نظرية رأس المال البشري، لم يتم تناولها صراحة حتى الآن إلا نادراً وبشكل هامشي أحياناً من قبل بعض الباحثين. ومع ذلك، ولأي مكون أو سلعة رأسمالية، فإن هذا الشيء يعد ضرورياً، لأن رأس المال البديل الذي يحل محله، سيعوض بأنواع أخرى منه قد تكون غير مؤهلة، في حين أن تكاملية رأس المال تستخدم مكونات أو سلع رأسمالية أخرى مميزة ومشهود لها بالكفاءة تكون الحاجة لها ماسة لتكون منتجة للمستثمرين. لذلك، فالاستثمار في رأس المال القابل للاستبدال، يقلل من الطلب في تلك السلع الرأسمالية المهمة والاستثمار فيها، وبينما الاستثمار في رأس المال التكاملي يزيد من الطلب على السلع الرأسمالية المتكاملة والتوجه الصحيح نحو الاستثمار فيها. وهذا يعني أن الدرجة التي تكون فيها السلع الرأسمالية جزئية أو شاملة، تعد عاملاً محدداً للطلب على الأنواع الأخرى من رأس المال، والأهمية الاقتصادية الكبيرة لها وعليه إن حقيقة قضية التكاملية، كونها لم تحظى باهتمام الباحثين، فلم يقصد من ذلك أنها غير ضرورية بتاتاً. وهنا، نحن نضم صوتنا لصوت (2001 ,Nerdrum & Erikon، (1998 ,Quinn et al, 1996; Ulrich) بأن التكاملية الاستثنائية هي واحدة من أكثر خصائص ومواصفات رأس المال الفكري أهمية ودور لمنظمات الأعمال المعاصرة.
ويعود سبب نقص الاهتمام بما سبق ذكره عن هذا الموضوع، بشكل رئيسي إلى حقيقة مفادها أن مكونات رأس المال البشري، هي في الغالب غير محسوسة أو غير مرئية، ومما يصعب عرضها ووصفها وتصنيفها. وبالتالي، قد يلاحظ في الدراسات التطبيقية تمثيلها ببدائل أخرى غير مناسبة مثل عدد سنوات الدراسة في المعهد أو الكلية، عدد سنوات الخدمة في الوظيفة ، مدى حصول الفرد علي شهادة عليا مهنية بعد البكلوريوس. ولذلك، أن وصف العلاقات بين أياً من تلك التي ذكرت ومكونات رأس المال، يكاد يكون معقداً من الناحية التطبيقية، لكونها قد تختلف في حساباتها على مستوى الأفراد العاملين أنفسهم أو حتى للأغراض الاستثمارية للمنظمة نفسها.
تعد التكاملية سمة مركزية لرأس المال الفكري، وهي الأقوى من الأنواع الأخرى من رأس المال البشري، وبالتالي هذا ما يجعلها الأكثر أهمية للمالكين. ولكي تستعمل في منظمات الأعمال بشكل صحيح، فإن هناك مستوى قطع مطلوب لتجميع المكونات الفرعية لرأس المال الفكري، وإذا ما فشلت إحدى المكونات للوصول إلى هذا المستوى، فإن ذلك سيكون لوحده سبباً كافياً لمنع مكونات رأس المال الفكري الأخرى أن تكون منتجة (بما فيها رأس المال البشري العام والإمكانات الفردية لكل جزء منه أيضاً). وبالتالي، أن إنتاجية المستثمر بالنتيجة ستنخفض في سوق العمل وخارجه. وهكذا، أن إنتاجية رأس المال الفكري، تحدد بعلاقة الضرب لكل مكوناته بشرط امتلاك المستثمر لها بالكميات والنوعيات التي تفوق عتبة القطع المحددة من قبل المنظمة. ولعل ما يجدر الإشارة إليه، هو التوكيد، أن سبب توليد الاستثمار في رأس المال الفكري عوائد منخفضة، على خلاف معظم السلع الرأسمالية التقليدية مثل الأموال، لا يعود لانخفاض الإنتاجية الحدية له بزيادة مخزونه، وإنما يعود لأن القيمة (التي يحددها سوق العمل) لوقت المستثمر تتزايد بارتفاع العوائد السابقة أو الماضية في فترات مضت، وأن الكلفة المتزايدة على مدار الوقت للاستثمار في رأس المال البشري، هي أكثر المدخلات أهمية في تلك العملية.
ناقش 1999 ,Nerdrum مسألة التكاملية بين الأنواع المختلفة لمكونات رأس المال وفسرها على مستويين الاقتصاد الكلي والجزئي، بحيث أكد أنه من الناحية التطبيقية أن العمالة الماهرة واستناداً لرأي ,1969 Grilichesتعد أكثر تكاملية مع رأس المال منه، قياساً بالعمالة الخام أو غير المدربة (Raw Labors) ، وأن تلك التكاملية بين الأنواع المختلفة لرأس المال البشري، يمكنها أن تزداد بزيادة حجم ودرجة تخصص مخزون رأس المال، خصوصاً إذا كان مكونه الأساسي رأس المال الفكري. ففي هذا الخصوص، أنه كلما أمتلك الفرد تعليماً رسمياً مرموقاً، كلما كانت الإضافات لرأس المال الفكري في التدريب أثناء العمل أكثر قيمة ودلالة لأغراض التكاملية، وأن الأثر المألوف للأنواع المختلفة له يزداد مع خزين كل فقرة من فقرات رأس المال الملائم له، والعائد على استثمار كل نوع يكون كبيراً ومما يشكل بالتالي ذلك ضرورة ملحة لجعل ذلك الخزين تكاملياً إلى الحد الذي يتوافق مع المبادئ العامة لنظرية الاستثمار المعاصرة.
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في ادارة الموارد البشرية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة