x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية والجنسية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الإعلام البيئي العراقي
المؤلف: د. صبحي عزيز البيات
المصدر: التربية البيئية
الجزء والصفحة: ص 111 ــ 115
2023-10-23
1066
يرى مدير مركز الإعلام والتوعية البيئية في وزارة البيئة ان الإعلام البيئي مصطلح جديد بدأ بالنمو في مجتمعنا العراقي بعد سقوط النظام السابق، وظهور مشاكل البيئة وما اصابها من خراب ودمار جراء الحروب والاهمال والسياسات الخاطئة تجاه البيئة في السابق. وقد دعا هذا الامر الحكومة العراقية بعد نيسان 2003 الى تأسيس وزارة تعنى بقضايا البيئة ودراستها، وهي خطوة مهمة وحيوية، وبرز الاعلام البيئي الذي يهتم بشؤون البيئة ومشاكلها، والذي اخذ على عاتقه دور ضمير المجتمع الذي يقرع ناقوس الخطر للأفراد والجماعات والحكومات من اجل خلق بيئة نظيفة، ويدعو الى اقامة توازن طبيعي بين البيئة والتنمية المتاحة.
وتشير صحيفة (الصباح) الى تفسير اوسع لهذا المصطلح في مركز الاعلام والتوعية البيئية في وزارة البيئة، من خلال الاعمال اليومية الموكلة اليه، والمسؤولية الكبيرة في مجال نشر رسالة البيئة عبر وسائل الاعلام، وتحقيق وعي بيئي في مجتمعنا. وهذه المهمة لا تتحقق بالطبع الا عن طريق اقامة تواصل بين مؤسسات الدولة المختلفة، الرسمية وشبه الرسمية، ومنظمات المجتمع المدني، وتعاون مثمر وخلاق بينها وبين وزارة البيئة. وهذا الأمر معروف في الدول المتقدمة، التي اولت البيئة اهتماما كبيرا، وصل الى حد التأثير على القرار السياسي في تلك الدول. ويؤكد السيد كريم عبد كاظم - مدير مركز الاعلام والتوعية البيئية في وزارة البيئة، بأن الاعلام هو الترجمة الموضوعية والصادقة للأخبار والحقائق وتزويد الناس بها بشكل يساعدهم على تكوين رأي صائب في مضمون الوقائع، حيث يعتبر الاعلام في مجال البيئة أحد المقومات الاساسية في الحفاظ على البيئة، وايجاد وعي بيئي، ونقل الخبرات والمعارف والقيم الجديدة الخاصة بحماية البيئة، والدعوة للتخلي عن سلوكيات ضارة بها. وينبغي توجه الاعلام للجماهر من اجل تشكيل قوى ضاغطة لحث اصحاب القرار على انتهاج سياسة انمائية متوازنة تحترم البيئة وتحافظ على مواردها الطبيعية، ويشمل هذا التوجه العلماء والمفكرين والمثقفين يحثهم على وضع قدراتهم الابداعية للحفاظ على البيئة (1).
هل هنالك مرتكزات يستند عليها الاعلام في خلق وعي بيئي؟
تتزايد في المجتمع العراقي الدعوة الى خلق وعي بيئي وثقافة بيئية. وتنبع هذه الدعوة من ضرورة الإسهام الإعلامي في إيجاد وعي وطني بيئي، يحدد السلوك، واهمية تعاون جميع قطاعات المجتمع في معالجة المشاكل البيئية، حيث ترتكز الرسالة الاعلامية في هذا الإطار - من وجهة نظر مدير مركز الاعلام والتوعية البيئية في وزارة البيئة - على مستويين:
1ـ المستوى الفردي (الشباب، الطفل، المرأة) عن طريق تغير السلوك الفردي وتطبيع عاداته تجاه البيئة والمجتمع. وفي هذا الصدد تعد برامج التلفزيون والراديو من أكبر الوسائل فاعلية في مخاطبة وتوعية هذا القطاع.
2ـ المستوى الآخر هو المستوى الاجتماعي، من خلال التأثير على صانعي السياسات، ومخاطبتهم، لإبراز قضايا البيئية ومشاكلها، والبحث عن الحلول المناسبة لها. وتعد الصحف من أكثر الوسائل نجاحاً للتأثير على صانعي القرار من اجل العمل على تغيير السياسات (2).
وزارة البيئة وأستراتيجية خلق الوعي البيئي
توضيحاً لمهمات وزارة البيئة العراقية الراهنة، يقول مدير مركز الاعلام والتوعية البيئية في الوزارة: من المعروف للجميع ان البلد يعيش على كم هائل من المشاكل البيئية وغياب وعي بيئي طويل لدى المواطن، بسبب عدم وجود برامج عن البيئة. فالنظام السابق تعمد وبصورة صريحة تغييب قضايا البيئة ومشاكلها عن المواطن، سواء كان في القرار السياسي، او في وسائل إعلامه. من هنا فان وزارة البيئة عندما استلمت مسؤوليتها وجدت خراباً شاملاً للبنى التحتية لبيئتنا، ولم تكن الصورة واضحة لدى المواطن العراقي عن البيئة، فالخطوة الأولى في هذا الشأن تكون صعبة وعسيرة، وعلى وسائل الاعلام ان تساهم في هذا البناء. وقد أولت الوزارة جانب التوعية البيئية اهمية خاصة، فكان لإنشاء مركز الإعلام والتوعية البيئية دور في تولي مهام نشر المفاهيم والثقافة البيئية، فقام بزج منتسبيه بدورات داخل وخارج العراق، وإقام الندوات والمؤتمرات العلمية، وأصدر مجلة عن البيئة تسمى (البيئة والحياة)، وهي شهرية، صدرت منها لحد الآن 7 أعداد- المؤلف، وطبع البوسترات الخاصة في البيئة، وقام بزيارات الى المدارس لنشر الوعي البيئي.. وكانت خطة الوزارة في هذا الشأن إصدار تشريعات لحماية البيئة ومحاسبة المخالفين لها (3).
والواقع ان وزارة البيئة تصطدم بعوائق وعراقيل كثيرة، بل ولا تحضى بالدعم المطلوب من قبل مجلس الوزراء نفسه، فهي حتى اليوم تعاني من شحة الكادر العلمي والفني، وتفتقر الى الأجهزة والمعدات التي تحتاجها في تمشية مهماتها اليومية، ولا تملك المخصصات اللازمة. هذا عدا الأوضاع الأمنية والأعمال الإرهابية، التي أعاقت كثيراً، وما تزال، الكثير من مهام الوزارة..
دعوة لتأسيس قاعدة إعلامية متخصصة
دعا الأعلامي البيئي كريم عبد كاظم الى خلق قاعدة اعلامية متخصصة في مجال البيئة، لكي نستطيع فهم القضايا البيئية بصورة صحيحة ونضع معالجات لمشاكلها. فالأعلام ضرورة مهمة وحساسة تجاه التنمية المستدامة والوعي البيئي. فالإدراك البيئي ليس مسألة رفاهية وشروط لحياة مثلى، بل مسألة حياتية مهمة في حياة الانسان لها أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتربوية للسكان. والاعلام هنا له دور مهم لتوعية القاعدة العريضة من الجماهير بما لهم وما عليهم في هذا المجال، لان دور المتفرج هنا مدمر وخطير في الوقت نفسه. ويوضح كاظم: عندما نتحدث اليوم عن الاعلام نقصد الاعلام بمفهومه الحديث، أي الاعلام التنموي، باعتباره شريكا اساسيا في تحقيق التنمية، من خلال مشاركته في وضع وتنفيذ وتقييم الخطط التنموية، وعن طريق ما تمثله وسائل الاعلام من ثقل، وما تستطيع ان تقدمه من مبادرات اعلامية، وحوارات شعبية، وتنقل اهتمامات المجتمع الى صانعي القرار وواضعي خطط التنمية..
ويرى، ان الاعلام العراقي ما زال في بداية طريقه نحو تبني قضايا البيئة، والمطلوب منه، في ظل هذه المرحلة، ان يضطلع بدور بارز ومؤثر، فلا يكتفي بعملية رصد التجاوزات البيئية والمخالفات، وانما أن يلعب دور الشراكة الفعلية والحقيقية في المعالجات، وطرح المقترحات.
ونقول في هذا اننا نواجه عدم وعي وأدراك لدى المواطن بقضية البيئة، وهنا يبرز دور الاعلام في مجال التوعية البيئية. فعليه ان يطرح مواضيع بيئية تصل الى الانسان العادي ومحدود المعرفة، بجانب ما يطرحه من بحوث علمية رصينة، لان بعض المواطنين يتعمد الاساءة الى البيئة، ويقوم بممارسات خاطئة تساهم في تعقيد المشكلة البيئية. فالوعي البيئي في هذه القضية مسألة مهمة ورئيسة في خلق بيئة نظيفة. ثم يأتي دور المؤسسات الخدمية، التي هي الاخرى، مع الأسف تسيء الى بيئتنا، ومنها على وجه التحديد البلديات، بوجه خاص، التي لا تقوم بعض منها بواجباتها الصحيحة، حيث تشير معلوماتنا الى ان بلديات المحافظات، ومنها بغداد، لا تلتزم بالمحددات البيئية والتعليمات والضوابط في هذا الشأن، وأقرب مثال على ذلك، استخدام الساحات الداخلية في المدن للطمر الصحي، وعندما نسأل مدير بلدية عن ذلك، يجيب انها مواقع مؤقتة. وهذا اعتداء صارخ وصريح على البيئة، اضافة الى ما تقوم به بعض المستشفيات من خلط النفايات الطبية مع النفايات العادية، ما يشكل خطورة كبيرة على صحة الانسان، بالرغم من مخاطبات وزارة البيئة للمؤسسات الصحية بهذا الشأن. فعلى وسائل الاعلام ان تكشف هذه التجاوزات، وتفضح دور المؤسسة التي تسيء الى البيئة، والبحث في عمق المشكلة (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- مدير مركز الإعلام والتوعية البيئية في وزارة البيئة: على الإعلام أن يدرك خطورة الموقف ويتحمل مسؤوليته الكاملة، عماد الطيب، (الصباح)، 10 / 10 / 2006.
2- المصدر السابق.
3- المصدر السابق.
4ـ المصدر السابق.