أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-5-2017
3690
التاريخ: 23-5-2017
3147
التاريخ: 2-7-2017
3417
التاريخ: 29-3-2022
1434
|
أوجدت كلمات عمير الفارس الشجاع ضجة كبرى بين رجال قريش وسادتها وزعمائها، وانتاب الجميع خوف بالغ ورعب شديد من المسلمين.
فمشى حكيم بن حزام الى عتبة بن ربيعة ليقنعه بالعدول عن مقاتلة المسلمين، فقال له : يا أبا الوليد إنّك كبير قريش وسيّدها، والمطاع فيها، هل لك إلى أن لا تزل تذكر فيها بخير الى آخر الدهر، ترجع بالناس وتحمل أمر ( دم ) حليف عمرو بن الحضرمي، وما أصاب محمّد من ماله ببطن نخلة إنكم لا تطلبون من محمّد شيئا غير هذا الدم والمال؟!
فاقتنع عتبة برأي حكيم، فجلس من فوره على جمله، ووقف يخطب في المشركين من قريش بنطق جميل وبليغ يقول : يا قوم أطيعوني ولا تقاتلوا هذا الرجل وأصحابه ( يعني رسول الله (صلى الله عليه واله) )، يا معاشر قريش أطيعوني اليوم واعصوني الدهر، إن محمّدا له آل ( أي قرابة ) وذمة وهو ابن عمكم فخلّوه والعرب، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمّدا وأصحابه شيئا، والله لئن اصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه قتل ابن عمه أو خاله أو رجلا من عشيرته، فارجعوا وخلّوا بين محمّد وسائر العرب، فان أصابوه فذاك الذي أردتم وان كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون.
وانطلق حكيم بن حزام الى أبي جهل وأخبره برأي عتبة ومقالته، هذا وأبو جهل يهين درعه، فانزعج أبو جهل من مقالة عتبة وموقفه انزعاجا شديدا وثارت ثائرته حسدا على عتبة، وتعنتا عن الحق ، وبعث من فوره رجلا إلى عامر بن الحضرمي أخي عمرو الذي قتل في غزوة عبد الله بن جحش بنخلة
وقال له : هذا حليفك ( عتبة ) يريد أن يرجع بالناس وقد رأيت ثأرك بعينك، فقم وانشد خفرتك ومقتل ( أو دم ) أخيك.
فقام عامر وكشف عن رأسه، وأخذ يحثو التراب على رأسه، وصاح مستغيثا وا عمراه وا عمراه، تحريكا للناس وإثارة لمشاعرهم.
فهاج الناس لمنظر عامر وثارت مشاعرتهم لندبته، وأجمعوا على الحرب، وتناسوا اقتراح عتبة، ونصيحته البليغة الحكيمة لهم.
ولكن عتبة هذا الذي كان يميل الى اعتزال الجيش وترك الحرب، هاجت مشاعره هو الآخر فقام من فوره ولبس لامة حربه واستعد لقتال رسول الله (صلى الله عليه واله) وأصحابه.
وهكذا نجد كيف يتضاءل نور العقل عند هبوب رياح العاطفة الملتهبة، والمشاعر الثائرة الباطلة وتنطفئ شعلة الفكر، ولا يعود يضيء لصاحبه درب المستقبل حتى أن الرجل الذي كان قبل قليل داعية السلام، والتعايش الاخوي يتحول تحت تأثير ذلك الهياج العاطفي، العابر، الاحمق إلى أول مبادر الى القتال وسفك الدماء وازهاق الارواح!!!
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|