المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

سعيد بن عطارد الكوفي
17-10-2017
سكوت الإمام علي (عليه السلام)
26-7-2020
مبيدات الأكاروسات حيوانية المصدر
10-7-2021
تعميق الإيمان بالله
25-1-2021
السجود واحكامه
2024-10-26
Marshall Hall Jr.
13-12-2017


النظم والانضباط في الاسرة  
  
2161   10:51 صباحاً   التاريخ: 21-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص217-218
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2018 2075
التاريخ: 15-12-2017 2697
التاريخ: 20/12/2022 1266
التاريخ: 26-12-2020 2899

ـ مسألة الانضباط :

هناك مفاهيم مختلفة لكلمة الانضباط، ومن جملتها: السيطرة، وضبط النفس، والالتزام بالنظم ـ مجموعة من قواعد السلوك للعادات المتعارفة ـ الاطاعة والانصياع، تكليف الفرد مع اصول الحياة وقوانينها، التكيف مع القواعد والقوانين الاجتماعية و.. والخ. وكل واحد من هذه المفاهيم مناسب لمعنى صحيح في محله، ولكن المعنى المتعارف عليه في الاسرة والمجتمع هو تنظيم السلوك اعتماداً على القواعد والاصول، وهو ما يستبطن في اعماقه اموراً شتى، من قبيل سعة الصدر، والقدرة، والتحمل، والفهم، والتمييز، والارادة، والتصميم، وحتى العادات، على اساس فرضية استحالة استمرار الحياة الاجتماعية في بيئة صغيرة او كبيرة ما لم يقم جميع افرادها باختيار قوانين معينة واتباعها والخضوع لها، وهو امر مطروح امام جميع الناس وفي جميع انحاء العالم واصقاعه، بحيث اننا لا نعرف مجتمعاً متحضراً او نصف متحضر يتابع حياته من دون قوانين وانظمة.

ـ ضرورة ذلك في محيط الاسرة :

الاسرة محيط اجتماعي صغير ومحدود، يشترك في تكوينها ايضاً اعضاء، بحيث ان لكل منهم سلوكه وعمله ونظامه الخاص الذي يتناسب مع سنه وإدراكه وفهمه، فبعضهم ضعفاء وبعضهم الآخر اقوياء. ولو فرضنا ان كل فرد سيتصرف فيها بما يتناسب مع إدراكه وفهمه الشخصي  لاستحال استمرار الحياة في هذه الاسرة في امن وامان، ولذهب الطفل الضعيف دائماً ضحية المنازعات والمشاجرات، ومن جهة اخرى فإن هذا الطفل الضعيف بحاجة الى ان يكون خاضعاً لنظم وقوانين معينة، كي لا ينحرف على اثر الجهل والغفلة والتساهل والتضييع وتتحطم شخصيته وتزول. أن اولادك افراد اعزاء ومحترمون، ولكي تحافظ هذه العزة والاحترام على واقعيتها واستمرارها فمن الضروري ان تراقبي سلوكهم بشكل منظم وبتضحية وعناية فائقة.

إن الطفل بحاجة الى القيادة والعدالة، فهو موجود غريب في هذا العام وجاهل بنظم وقوانين الحياة، وهو في الوقت نفسه اعجز عن إدارة شؤونه بنفسه، ويصل عجزه الى درجة انعدام قدرته على برمجة حياته وتنظيمها والدفاع عن حياته الشخصية. إنه بحاجة الى فرد يشرف عليه ويعرفه بقوانين الحياة ونظمها واصولها، ويدله على الحدود التي يجب ان لا يتخطاها، وهذا ما يمكن ان يقوم به الاب او الام، ومن جهة اخرى فإن الطفل موجود ضعيف وعاجز، ومن اراد ان يملي عليه برنامجاً ونظاماً معيناً يجب ان يكون فرداً عادلاً ومحباً للخير، وان يقوم بإخضاع الطفل الى قوانين ومقررات لتأديبه وإرشاده وتوجيهه، وليس من باب تفريغ عقده النفسية والتسلط والزعامة، بل عليه ان يقدم على ذلك كي لا يقع الطفل في المهلكة والضياع وكي لا يسبب اذى للآخرين، ومن هذا المنظار يمكن للأم ان تكون شخصاً مؤثراً وبناءً في هذا المجال.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.