أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2022
1311
التاريخ: 2024-08-04
349
التاريخ: 1-12-2016
1926
التاريخ: 6-2-2022
1233
|
كلما ناقشت موضوع الخجل فانه دائماً ما يسألني أحدهم ( هل الخجل يعني تدني تقدير الذات؟ ) وإجابتي المؤكدة والقاطعة هي دائماً (كلا).
إن الخجل وتقدير الذات مرتبطان ببعضها البعض لأن الخجل يبدو جزءاً مهماً جداً لإحساس المرء بذاته ـ أي أن الفرد يعتبر نفسه خجولاً بدلاً من كونه شخصاً يشعر بالخجل أو يمر بتجربة الخجل ـ وكذلك لأن المرء يضيف للخجل مدلولاً معيناً وهو كما نعرف مدلولاً سلبياً. وعلى الرغم من أنني أعتقد أن هذا ليس حكماً عادلاً، إلا أن القليل من الناس الخجولين يحبون وصفهم بالخجل، كما أن الجميع يحاولون ألا تظهر عليهم علامات الخجل على أمل أن يحظوا بحياة أفضل. ولذلك يعتقد الكثير من الناس أن الخجل يعني تدني تقدير الذات أو عدم الثقة بالنفس.
لكن هذا ليس حقيقياً، فالانبساطيون لا يحتكرون المستويات العليا من تقدير الذات كما أن المستويات المتدنية من تقدير الذات ليست حكراً على الخجولين. حيث يمكن أن تكون خجولاً وتقديرك لذاتك كبيراً أو متوسطاً أو عادياً أو متدنياً، ويمكن أن تكون انبساطياً أيضاً ويكون لديك كل تلك المستويات من تقدير الذات.
ولكني بصراحة لست مهتماً بموضوع تقدير الذات، على الرغم من أنني أشجع الناس على النظر الى أنفسهم وقدراتهم بإيجابية. وبينما أعرف أن الآباء قلقون بشأن تربية أطفالهم ورفع مستوى تقدير الذات لديهم إلا أن المديح الأجوف (أنت شخص مميز جداً!) وعبارات التعزيز (أنت نجم كبير) لن تفيد أي طفل. فيجب أن يمدح الأطفال، شأنهم في ذلك شأن الكبار، بما يستحقون عليه المدح. (سأتحدث عن هذا بمزيد من التفصيل لاحقاً). بينما لا أهتم أكثر من اللازم بموضوع تقدير الذات، إلا أنني مهتم بموضوع الوعي بالذات والقدرة على رؤيتها بموضوعية وتقدير كل الجوانب المعقدة والمدهشة والرائعة لشخصية المرء. لقد وجدت أن الخجولين غالباً ما ينقصهم هذا النوع من الوعي بالذات، لأنهم بدلاً من رؤية الخجل كمجرد جانب واحد من شخصيتهم. فانهم يسمحون للخجل بان يطغى على إحساسهم بالذات ـ ويفعلون ذلك بطريقة سلبية.
على سبيل المثال دعنا نرى حالة (ليندزي) في أول يوم لها في الصف الثالث الابتدائي كمثال على ما قلناه. الآن من المعروف أن أول يوم دراسي عادة ما يكون صعباً للجميع، وليس فقط للأطفال الخجولين مثل (ليندزي)، ويتفهم المعلمون ذلك ويتغاضون عن معظم أعراض التوتر مثل ظهور العرق على كف اليد، أو ارتعاش الصوت، أو آلام المعدة ـ وكل هذا كانت تعاني منه (ليندزي). وبينما وقعت في شرك كل تلك الأعراض، وشعرت أن تلك الحالة ستدوم طوال العام الدراسي كله، وأن المعلم لا يحبها مثلما يحب أقرانها، إلا أن الطفل الذي لديه وعي أكبر بالذات سيتفهم أن تلك الأعراض ستزول بمرور الوقت، وأنها كثيراً ما تحدث، ولن تدوم معه طويلاً.
وما أقترحه على والدي (ليندزي) هو التحدث معها عن مخاوفها بطريقة عابرة، فيجب أن يجعلاها تدرك أنه لا يوجد ثمة خطأ في الشعور قليلاً بالتوتر في المواقف الجديدة، حيث إن كل زملائها في الفصل ربما شعروا أيضاً بقليل من عدم الثقة بالنفس. كما يجب أيضاً أن يذكراها بأنها كانت متوترة عندما انتقلت الى الصف الثاني الابتدائي أيضاً وتغلبت على ذلك الشعور بسرعة، ويجب أن يخبراها بالقصص عن التجارب التي تعرضا لها وكانا يشعران بالخوف أو بالخجل أو بعدم الراحة ـ في أول يوم في الوظيفة الجديدة، أو عندما كانا في حفلة ولا يعرفان الكثير من المدعوين. وفي النهاية يمكنهما أن يخبراها بأنهما كانا يعانيان دائماً في أول يوم في المدرسة أيضاً.
كل تلك المناقشات ستزيد من وعي (ليندزي) بذاتها، وستساعدها على فهم سبب ما تشعر به، وما الذي يمكنها فعله لكي تشعر بتحسن. وعلاوة على ذلك فان (ليندزي) وابويها يخلقون نموذجاً للمشاركة الوجدانية والتواصل المشترك والذي ثبت فائدته الكبيرة. لذلك عندما تشعر (ليندزي) بالتوتر قليلاً بسبب تحديات مرحلة المراهقة ستتمكن من طرح الأسئلة على أبويها طلباً للنصيحة والمساندة، وسيتمكن والداها من التواصل معها بحب واحترام.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|