أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-11
379
التاريخ: 2024-10-01
257
التاريخ: 2024-10-15
258
التاريخ: 15-6-2022
1621
|
ـ قوة الاسئلة ـ منح هدية طرح الاسئلة :
ما ان تتعرف على كيفية طرح اسئلة تمنحك القوة فانك لن تساعد نفسك فحسب، بل الاخرين ايضا اذ يمكنك ان تمنح هذه الاسئلة كهدية للناس الاخرين ولقد قابلت في مدينة نيويورك في احدى المرات صديقا يشاركني العمل حيث تناولنا طعام الغذاء معا هذا الصديق هو محام مرموق وقد كنت معجبا به نظرا لحذقه في مجال الاعمال وللخبرة التي جمعها منذ ان كان شابا صغير السن ولكنه كان قد تلقى ما اعتبروه ضربة مدمرة، اذ ان شريكه قد ترك شركته مخلفا له ديونا ادارية هائلة دون ان تكون لديه ادنى فكرة حول كيفية التغلب على هذا الوضع وتحويل الامور لصالحه، تذكر ان ما كنت تركز عليه انما كان يقرر معنى هذا الموقف ففي كل وضعية يمكنك ان تركز على الامور التي تسلبك القوة، او تلك التي تمنحك القوة، وما تبحث عنه هو في الواقع ما تجده. المشكلة انه كان يطرح الاسئلة الخطأ : (كيف يمكن لشريكي ان يتركني بهذه الطريقة؟ الا يهمه امري؟ ألا يدرك انه بهذا يدمر حياتي؟ الا يعرف بانني لا استطيع الاستمرار في العمل بدونه؟ كيف يمكنني ان احافظ على عملي بعد ان تركني؟ كل هذه الاسئلة محشوة بالافتراضات المسبقة حول كيفية وصول حياته الى درجة الدمار كانت هنالك سبل عدة يمكنني ان اتدخل بها ولكنني قررت انني قد اكتفي بطرح بعض الاسئلة عليه، فقلت له :
لقد ابتدعت مؤخرا هذه التكنولوجيا من الاسئلة البسيطة، وحين طبقت هذه التكنولوجيا على نفسي تبين لي ان لها تأثيرا لا يصدق حيث انتزعني من مواقف صعبة. اتسمح لي بان اطرح عليك بعض الاسئلة لكي ترى ان كانت ستنجح بالنسبة لك ايضا؟ قال : حسنا ولكنني لا اعتقد بان هنالك أي شيء يمكن له ان يساعدني في الوقت الحاضر ولذا بدأت بتوجيه اسئلة الصباح ثم اسئلة حول المشكلات التي تواجهه، بدأت بالسؤال : ما هو الامر الذي يسعدك الان؟ اعرف ان هذا يبدو سخيفا ومضحكاً ومفرطاً في التفاؤل، ولكن فكر، ما هو الذي يسعدك؟ وكان جوابه المبدئي هو : (لا شيء ولذلك قلت له : (ما الذي يمكنه ان يسعدك في هذا الوقت بالذات ان كنت تريد ان تكون سعيدا؟ قال: (انا سعيد فعلا لعلاقتي الحميمة مع زوجتي) قلت له (كيف تشعر حين تفكر في علاقتك الحميمة مع زوجتك؟) أجاب (هذه احدى الهبات التي لا تصدق في حياتي) قلت (انها سيدة استثنائية، أليس كذلك؟ وبذا بدأ يركز عليها ويشعر شعورا استثنائياً).
قد تقول بانني كنت اكتفي بصرف ذهنه عما يشغله، لا بل كنت اساعده لكي ينتقل الى وضعية افضل، وحين تكون في وضعية افضل يمكنك ان تتوصل لأساليب افضل في التعامل مع التحديات كان علينا اولا ان نكسر النمط وان نضعه في بيئة عاطفية ايجابية، سألته من جديد ما الذي كان يسعده ايضا في ذلك الحين وهنا بدأ يتحدث حول ما يجب ان يسعده لأنه ساعد للتو كاتبا على توقيع عقد لأول كتاب له وان الكاتب كان سعيدا بذلك وقال انه كان يجب ان يشعر بالفخر ولكنه لم يكن كذلك قلت له : اذا شعرت بالفخر فكيف يكون شعورك في هذه الحالة؟
حينذاك اخذ يفكر كيف يمكن لهذا الامر ان يكون عظيماً وأخذت وضعيته تتغير على الفور قلت: ما الذي تشعر بانك فخور به؟ اجاب انني فخور فعلا بأبنائي، فهم ابناء متميزون، اذ انهم ليسوا ناجحين في اعمالهم فحسب، بل انهم يهتمون بالناس ايضاً، انني فخور بما حققوه كرجال ونساء وبانهم ابنائي انهم جزء من ثروتي قلت كيف تشعر حين تدرك بانك حققت مثل هذا التأثير؟ وفجأة عاد الى الحياة ذلك الانسان الذي كان مقتنعا قبل ذلك بان حياته قد انتهت استفسرت منه ما الذي يدفعه للشعور بالامتنان فأجاب :
بانه يشعر بالامتنان فعلا لأنه استطاع ان يتجاوز اوقاتا صعبة حين كان محاميا شابا يجاهد لتحقيق طموحاته وانه بنى لعمله مسارا من القاع الى القمة وانه يعيش حلمه ثم سالته ما الذي تشعر بانه اثار فيك الحماس؟ قال : ان ما يثيرني في الواقع هو ان امامي فرصة لتغيير الامور في هذه اللحظة وكانت هذه هي المرة الاولى التي اخذ يفكر فيها بهذا الامر، وكان هذا ناتجا عن تغييره لوضعيته بشكل جذري سالته من تحب، ومن يحبك؟ وهنا اخذ يتحدث عن عائلته وعن العلاقات الحميمة التي تربطهم ببعضهم.
ولذا سألته: (ما هو الامر العظيم في ان شريكك سيتركك؟ فأجاب : اتعلم ان العظيم في هذا الامر هو انني اكره المجيء الى مدينة نيويورك انني احب ان ابقى في بيتي في ولاية كونيكتيكيت) وتابع، وهنا بدا يتحدث عن سلسلة من الاحتمالات وقرر بكل حزم ان ينشئ مكتباً في كونيكتيكيت لا يبعد اكثر من مسافة خمس دقائق عن بيته، وان يأخذ ابنه ليعمل معه، وان يضع جهازا يرد المكالمات في نيويورك اخذ يشعر بالإثارة بحيث انه قرر ان يذهب على الفور ويبحث عن مكتب جديد.
وفي غضون دقائق كانت قوة الاسئلة قد اخذت تفعل مفعولها وكأنها السحر لقد كان دائما يملك الموارد التي تمكنه من التعامل مع هذا الامر، غير ان الاسئلة التي تسلبه القوة والتي طرحها جعلت قوته صعبة المنال، وجعلته يرى نفسه وكانه اصبح رجلا عجوزاً فقد كل ما بناه. لقد منحته الحياة في الواقع هبة هائلة غير ان الحقيقة ظلت غائمة إلى ان بدأ يطرح على نفسه اسئلة من نوعية تمنحه القوة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|