أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-10-2016
1521
التاريخ: 27-6-2019
2493
التاريخ: 25-4-2022
1736
التاريخ: 11-8-2022
1422
|
هو : مخالفة القول للواقع .
وهو من أبشع العيوب والجرائم ، ومصدر الآثام والشرور وداعية الفضيحة والسقوط .
لذلك حرّمته الشريعة الإسلاميّة ، ونعت على المتّصفين به ، وتوعّدتهم في الكتاب والسنّة :
قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر : 28] .
وقال تعالى : {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } [الجاثية : 7] .
وقال تعالى : {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ } [النحل : 105] .
وقال الباقر ( عليه السلام ) : ( إنَّ اللّه جعل للشرِّ أقفالاً ، وجعَل مفاتيح تلك الأقفال الشراب ، والكذِِب شرّ مِن الشراب ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( كان عليّ بن الحسين يقول لولدِه : إتّقوا الكذِب ، الصغير منه والكبير في كلّ جدّ وهزْل ، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير ، اجترأ على الكبير ، أما عَلِمتم أنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : ما يزال العبد يصدق حتّى يكتبه اللّه صديّقاً ، وما يزال العبد يكذب حتّى يكتبه اللّه كذّاباً ) .
وقال الباقر ( عليه السلام ) : ( إنّ الكذب هو خراب الإيمان ).
وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( اعتياد الكذِب يورث الفقر ) .
وقال عيسى بن مريم ( عليه السلام ) : ( من كثُر كذِبه ذهب بهاؤه ) .
وقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) في حجّة الوداع : ( قد كثُرت عليَّ الكذّابة وستكثُر فمَن كذب عليَّ متعمّداً ، فليتبوّأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب اللّه وسنّتي ، فما وافق كتاب اللّه فخذوا به ، وما خالَف كتاب الله وسنّتي فلا تأخذوا به ).
مساوئ الكذِب :
وإنّما حرّمت الشريعة الإسلاميّة ( الكذب ) وأنذرت عليه بالهوان والعقاب ، لما ينطوي عليه من أضرار خطيرة ، ومساوئ جمّة ، فهو :
(1) - باعث على سوء السمعة ، وسقوط الكرامة ، وانعدام الوثاقة ، فلا يُصدّق الكذّاب وإنْ نطق بالصدق ، ولا تقبل شهادته ، ولا يوثَق بمواعيده وعهوده .
ومن خصائصه أنّه ينسى أكاذيبه ويختلق ما يُخالفها ، وربّما لفّق الأكاذيب العديدة المتناقضة دعماً لكذبة افتراها ، فتغدو أحاديثه هذراً مقيتاً ، ولغواً فاضحاً .
(2) - إنّه يضعف ثقة الناس بعضهم ببعض ، ويشيع فيهم أحاسيس التوجّس والتناكر .
(3) - إنّه باعثٌ على تضييع الوقت والجُهد الثمينين ، لتمييز الواقع من المزيّف ، والصدق من الكذِب .
(4) - وله فوق ذلك آثار روحيّة سيّئة ، ومغبّة خطيرة ، نوّهت عنها النصوص السالفة .
دواعي الكذِب :
الكذِب انحراف خُلُقي له أسبابه ودواعيه ، أهمّها :
(1) - العادة : فقد يعتاد المرء على ممارسة الكذِب بدافع الجهل ، أو التأثّر بالمحيط المتخلّف أو لضعف الوازع الديني ، فيشبّ على هذه العادة السيّئة ، وتمتدّ جذورها في نفسه ، لذلك قال بعض الحكماء : ( من استحلى رضاع الكذِب عسُر فطامه ) .
(2) - الطمع : وهو من أقوى الدوافع على الكذِب والتزوير ، تحقيقاً لأطماع الكذّاب ، وإشباعاً لنهمه .
(3) - العِداء والحسَد : فطالما سوّلا لأربابهما تلفيق التُّهَم ، وتزويق الافتراءات والأكاذيب على مَن يُعادونه أو يحسدونه . وقد عانى الصُلَحَاء والنُّبَلاء الذين يترفّعون عن الخوض في الباطل ومقابلة الإساءة بمثلها - كثيراً من مآسي التُّهَم والافتراءات والأراجيف .
أنواع الكذب :
للكذِب صورٌ شوهَاء ، تتفاوت بشاعتها باختلاف أضرارها وآثارها السيّئة ، وهي :
الأُولى : اليمين الكاذبة
وهي مِن أبشع صور الكذِب ، وأشدّها خطراً وإثماً ، فإنّها جنايةٌ مزدوجة : جرأةٌ صارخة على المولى عزَّ وجل بالحِلف به كَذِباً وبُهتاناً ، وجريمةٌ نكراء تمحق الحقوق وتهدر الكرامات .
من أجل ذلك جاءت النصوص في ذمّها والتحذير منها :
قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( إيّاكم واليمين الفاجرة ، فإنّها تدَع الديار مِن أهلها بلاقع ).
وقال الصادق ( عليه السلام ) : ( اليمين الصُّبْر الكاذبة ، تورث العقب الفقر ) .
الثانية : شهادة الزور
وهي كسابقتها جريمة خطيرة ، وظلمٌ سافرٌ هدّام ، تبعث على غمط الحقوق ، واستلاب الأموال وإشاعة الفوضى في المجتمع ، بمساندة المجرمين على جرائم التدليس والابتزاز .
أنظر كيف تنذر النصوص شهود الزور بالعقاب الأليم :
قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ( لا ينقضي كلام شاهد الزور من بين يدَي الحاكم حتّى يتبوّأ مقعده مِن النار ، وكذلك مَن كتم الشهادة ).
ونهى القرآن الكريم عنها فقال تعالى : {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج : 30].
أضرار اليمين الكاذبة وشهادة الزور :
وإنّما حرُمت الشريعة الإسلاميّة اليمين الكاذبة ، وشهادة الزور ، وتوعّدت عليهما بصنوف الوعيد والإرهاب ، لآثارهما السيّئة ، وأضرارهما الماحقة ، في دين الإنسان ودنياه ، من ذلك :
(1) - أنّ مقترف اليمين الكاذبة ، وشهادة الزور ، يُسيء إلى نفسه إساءةً كُبرى بتعريضها إلى سخط اللّه تعالى ، وعقوباته التي صوّرتها النصوص السالفة .
(2) - ويُسيء كذلك إلى مَن سانده ومالأه ، بالحِلف كذِباً ، والشهادة زوراً ، حيث شجّعه على بَخس حقوق الناس ، وابتزاز أموالهم ، وهدر كراماتهم .
(3) - و يَسيء كذلك إلى مَن اختلق عليه اليمين والشهادة المزوّرتين ، بخذلانه وإضاعة حقوقه وإسقاط معنويّاته .
(4) - ويسيء إلى المجتمع عامّة بإشاعة الفوضى والفساد فيه ، وتحطيم قِيمه الدينيّة والأخلاقيّة.
(5) - ويسيء إلى الشريعة الإسلاميّة بتحدّيها ، ومخالفة دستورها المقدّس ، الذي يجب اتّباعه وتطبيقه على كلّ مسلم .
الثالثة : خُلف الوعد
الوفاء بالوعد من الخلال الكريمة التي يزدان بها العقلاء ، ويتحلّى بها النُبلاء ، وقد نوّه اللّه عنها في كتابه الكريم فقال : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم : 54] .
ذلك أنّ إسماعيل ( عليه السلام ) وعَد رجلاً ، فمكَث في انتظاره سنة كاملة ، في مكان لا يُبارحه ، وفاءاً بوعده .
وإنّه لمن المؤسف أنْ يشيع خُلف الوعد بين المسلمين اليوم ، متجاهلين نتائجه السيّئة في إضعاف الثقة المتبادلة بينهم ، وإفساد العلاقات الاجتماعيّة ، والإضرار بالمصالح العامّة .
قال الصادق ( عليه السلام ) : ( عِدة المؤمن أخاه نذرٌ لا كفارة له ، فمَن أخلَف فبخُلف اللّه تعالى بدأ ، ولمَقتهِ تعرّض ، وذلك قوله تعالى : {ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } [الصف : 2، 3] .
وقال ( عليه السلام ) : ( إنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) وعَد رجلاً إلى صخرةٍ فقال : أنا لك هاهنا حتّى تأتي .
قال : فاشتدّت الشمس عليه ، فقال أصحابه : يا رسول اللّه ، لو أنّك تحوّلت إلى الظلّ .
فقال : قد وعدته إلى هاهنا ، وإنْ لم يجئ كان منه إلى المحشر ) .
الرابعة : الكذِب الساخر
فقد يستحلي البعض تلفيق الأكاذيب الساخرة ، للتندّر على الناس ، والسخريّة بهم ، وهو لهو عابث خطير ، ينتج الأحقاد والآثام .
قال الصادق ( عليه السلام ) ، ( مَن روى على مؤمنٍ روايةً ، يُريد بها شَينه ، وهدم مروّته ليَسقط مِن أعيُن الناس ، أخرجه اللّه تعالى مِن ولايته إلى ولاية الشيطان ، فلا يقبلُه الشيطان ) .
مسوّغات الكذب :
لا شك أنّ الكذِب رذيلةٌ مقيتة حرّمها الشرع ، لمساوئها الجمّة ، بَيد أنّ هناك ظروفاً طارئة تُبيح الكذِب وتسوّغه ، وذلك فيما إذا توقّفت عليه مصلحةٌ هامّة ، لا تتحقّق إلاّ به ، فقد أجازته الشريعة الإسلامية حينذاك ، كإنقاذ المسلم ، وتخليصه من القتل أو الأسر ، أو صيانة عرضه وكرامته ، أو حفظ ماله المحترم ، فإنّ الكذِب والحالة هذه واجبٌ إسلاميّ محتّم .
وهكذا إذا كان الكذِبُ وسيلةً لتحقيق غايةٍ راجحة ، وهدفٍ إصلاحي ، فإنّه آنذاك راجحٌ أو مباح كالإصلاح بين الناس ، أو استرضاء الزوجة واستمالتها ، أو مخادعة الأعداء في الحروب .
وقد صرّحت النصوص بتسويغ الكذِب للأغراض السالفة .
قال الصادق ( عليه السلام ) : ( كلّ كذِبٍ مسؤول عنه صاحبُه يوماً إلاّ في ثلاثة : رجلٌ كايَد في حربِه فهو موضوع عنه ، أو رجلٌ أصلَح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى هذا يُريد بذلك الإصلاح فيما بينهما ، أو رجلٌ وعَد أهله شيئاً وهو لا يُريد أنْ يتمّ لهم ) .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|