أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
![]()
التاريخ: 15-5-2016
![]()
التاريخ: 17-4-2016
![]()
التاريخ: 11-4-2016
![]() |
لنبدأ بمناقشة المانعين ، وقد عرفنا أن من أبرز هؤلاء وأسبقهم الشاطبي وتتخلص دعواه في :
أمية العرب وأمية الشريعة لذا لا يجوز لنا أن نفسر الآيات بما لم يكن معروفا عند الذين نزل القرآن فيهم ، وقد ذكرنا خلاصة لأقواله من قبل ، فارجعوا إليها إن شئتم ، نناقش دعوى الشاطبي بتقرير ما يلي :
1- ينبغي أن لا ننسى أن القرآن الكريم وإن نزل في العرب لكنه لم ينزل لهم وحدهم ، وإنما نزل للناس جميعا {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف : 158] وقال {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام : 19] وقال {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ : 28] وقال النبي (صلى الله عليه واله) : (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي كان كل نبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى كل أحمل وأسواد) (1) والنصوص في ذلك كثيرة . فالقرآن الكريم والشريعة – إذن – لا نبغي أن نضيق دائرتها لنحصرها في الأمة وحده .
2- إن قول الشاطبي بان الشريعة أمية جدير بالمناقشة إذ لا يلزم من أمية الأمة ، أمية التشريع ، فهذه الشريعة التي أكرمنا الله بها نجدها – ونحن على أبواب القرن الحادي والعشرين – تفوق كل ما وصل إليه الإنسان المتمدن في مجالات الحياة وأنواع التشريع ، فليست أمية الشريعة وامية الامة سواء
3- ليس معنى كون الامة أمية أنها ستبقى كذلك ، فلقد أكرم الله الإنسانية بهذا الدين ، وبهذا الكتاب الخالد ، وبهذا النبي العظيم عليه واله أفضل الصلاة وأتم السلام ، لتسعد الإنسانية وتصعد ، وتنهض الامة بأعباء هذه الرسالة الخالدة ، فينقطع دابر الجهل ، ونصل الى أسرار هذا الكون الذي سخره الله لنا سماءه وأرضه ، وفي ذلك آيات كثيرة منها قول ربنا {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة : 2] فليس من منطق التاريخ أن تظل الأمة امية ف عصورها كلها ، ثم ماذا نقول عن اولئك الذي دخلوا ف الإسلام من غير الأميين ، كيف يتأتى لهم في مجالات حياتهم ، أن تكون الشريعة التي يدينون بها ويخضعون لها امية لا تتسق مع أوضاعهم ، ولو كان ذلك مقبولا لرفض أئمة المسلمين وعلماؤهم ومفكروهم جميع العلوم والمعارف التي تتنافى مع هذه الامية ، إن الواقع والتاريخ يشهدان لغير ذلك ، لقد هضم المسلمون أنواع المعارف جميعها فأنتجت لهم نوعا من المعرفة المتصلة بكيانهم ، التي صارت فيما بعد جزءا من هذا الدين .
4- إن دعوى تفسيرنا للقرآن بما لم يكن معلوما لساداتنا الصحابة رضوان الله عليهم ، امر لا يجوز لأن فيه انتقاصا من قدر الصحابة رضوان الله عليهم كما يقول الشيخ ، إن هذه الدعوى غير جائزة ، بل هي مردودة تردها نصوص هذا الدين الحنيف ، فنحن نعلم أن الله تبارك وتعالى أوجب على المسلمين أن يتدبروا القرآن الكريم ، ولذا لم يفسر منه سيدنا رسول الله (صلى الله عليه واله) إلا آيات قليلة ، ليعيش المسلمون دائما على مائدته ، ولو وجب علينا أن نقف عندما وقف عنده الصحابة رضوان الله عليهم ، لم يكن أي معنى لتدبر ، صحيح أنه يجب أن نهتدي بما وصلوا إليه ، ولكن ليس معنى هذا ان نحرم على أنفسنا كل ما يفتح الله به من حقائق في هذا الكتاب المبين .
بقي أمر حري بالبحث جدير بالمناقشة ، هو ما نقلناه عن الأستاذ محمود محمد شاكر ، فهو لا ينكر أن القرآن الكريم قد أشار الى بعض الحقائق ، لكنه ينكر ان يكون هذا من وجوه الإعجاز في الآيات إنما تدل على صدق النبي (صلى الله عليه واله) في أنه نبي ، وأن القرآن من عند الله ، ومناقشتنا الدعوى من جهتين اثنتين :
الجهة الأولى : إن المقصود من التحدي إثبات أن القرآن من عند الله ، وأن سيدنا محمد (صلى الله عليه واله) هو رسول الله فإذا كانت الحقائق العلمية وغيرها – كما يرى الاستاذ الفاضل – تدل على هذا فذلكم هو الإعجاز .
الجهة الثانية : إننا حينما درسنا مراحل التحديث وجدنا أن بعضها كان خطابا للعرب وحدهم ، وكانت المرحلة الأخيرة للناس جميعا ، ولو أن مراحل التحدي كلها كانت خطابا للعرب فسحب ، لكان ما ذهب إليه الأستاذ الفاضل حريا بالقبول ، أما وقد وجدنا المرحلة الأخيرة تختلف عن سابقاتها من حيث المخاطبون ، لأنهم الناس جميعا ، ومن حيث التنزيل لأنها نزلت في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، ومن حيث الأسلوب كما شرحناه من قبل ، ونحن نعلم القدة المحكمة في ألفاظ القرآن الكريم ، فهذا يدل دون أدنى شبهة على أن التحديث كان عاما للناس جميعا ، ولا يعقل ان يتحدى الناس جميعا بالأسلوب وحده ثم أليس حديث بعض آيات القرآن الكريم عن حقائق في الكون والتاريخ والتشريع لم تكن معروفة من قبل من أبين الأدلة على إعجازه ؟ ، ما دمنا نتفق جميعا على أن إعجاز القرآن ليس محدودا بعصر أو زمن من الأزمان ، أو خاصا بمصر أو بلد من البلدان .
ونرجو أن لا يفهم أحد أننا نفتح الباب على (مصراعيه ، لتطاول الناس فيما لا نبغي لهم ، وأن نفسر آيات القرآن الكريم تفسيرا يومق على الظن والحدس وأن نلهث وراء كل قول وخلف كل نظرية ، إن ذلك أمر لا يجوز أبدا ، ولقد نقلنا من قبل ما قاله كثير من العلماء في هذا المعنى ، ولسان مع كثير ممن فسروا آيات القرآن الكريم تفسيرا بعيدا عن لغته ، بعيدا عن سياق آياته .
_________________
1- أخرجه البخاري في كتاب التيمم باب (فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا وبوجوهكم وأيديكم ...) إذا لم يجد ماء ولا ترابة حديث رقم 328 .
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم ورشة تطويرية ودورة قرآنية في النجف والديوانية
|
|
|