أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-7-2016
![]()
التاريخ: 2023-12-19
![]()
التاريخ: 29-7-2016
![]()
التاريخ: 1-2-2022
![]() |
وهي : الاكتفاء من المال بقدر الحاجة والكفاف ، وعدم الاهتمام فيما زاد عن ذلك .
وهي : صفةٌ كريمة ، تُعرِب عن عزّة النفس ، وشرف الوجدان ، وكرم الأخلاق .
وإليك بعض ما أُثِر عن فضائلها من النصوص :
قال الباقر ( عليه السلام ) : ( مَن قنع بما رزَقه اللّه فهو مِن أغنى الناس )(1) .
إنّما صار القانع من أغنى الناس ؛ لأنّ حقيقة الغنى هي : عدم الحاجة إلى الناس ، والقانع راض ومكتف بما رزقه اللّه ، لا يحتاج ولا يسأل سِوى اللّه .
قيل : لمّا مات جالينوس وُجد في جيبه رقعةً فيها مكتوب : ( ما أكلته مقتصِداً فلجسمك ، وما تصدّقت به فلِروحك ، وما خلّفته فلِغيرك ، والمُحسِن حيّ وإنْ نُقلَ إلى دار البلى ، والمُسيء ميّت وإنْ بقي في دار الدنيا ، والقناعة تستر الخِلة ، والتدبير يُكثّر القليل ، وليس لابن آدم أنفع من التوكّل على اللّه سبحانه )(2) .
وشكى رجلٌ الى أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) أنّه يطلب فيصيب ، ولا يقنع ، وتنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه ، وقال : علّمني شيئاً أنتفع به .
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) ( إنْ كان ما يكفيك يغنيك ، فأدنى ما فيها يغنيك ، وإنْ كان ما يكفيك لا يُغنيك ، فكلّ ما فيها لا يغنيك )(3)
وقال الباقر ( عليه السلام ) : ( إيّاك أنْ يطمح بصرك إلى مَن هو فوقك فكفى بما قال الله تعالى لنبيّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ} [التوبة : 55] .
وقال : {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه : 131] ، فإنْ دخلك من ذلك شيءٌ ، فاذكر عيش رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، فإنّما كان قوته الشعير ، وحلوه التمر ، ووقوده السعف إذا وجده )(4).
محاسن القناعة :
للقناعة أهميّة كُبرى ، وأثرُ بالغ في حياة الإنسان ، وتحقيق رخائه النفسي والجسمي ، فهي تُحرره من عبوديّة المادّة ، واسترقاق الحِرْص والطمَع ، وعنائهما المرهِق ، وهوانهما المُذلّ وتنفخ فيه روح العزّة ، والكرامة ، والإباء ، والعفّة ، والترفّع عن الدنايا ، واستدرار عطف اللئام .
والقانع بالكفاف أسعد حياةً ، وأرخى بالاً ، وأكثر دعةً واستقراراً ، مِن الحريص المتفاني في سبيل أطماعه وحرصه ، والذي لا ينفك عن القلق والمتاعب والهموم .
والقناعة بعد هذا تمدّ صاحبها بيقظةٍ روحيّة ، وبصيرةٍ نافذة ، وتحفّزه على التأهّب للآخرة بالأعمال الصالحة ، وتوفير بواعث السعادة فيها .
ومن طريف ما أُثر في القناعة :
أنّ الخليل بن أحمد الفراهيدي كان يُقاسي الضُّر بين أخصاص البصرة ، وأصحابه يقتسمون الرغائب بعلمه في النواحي .
ذكروا أنّ سليمان بن عليّ العبّاسي ، وجّه إليه مِن الأهواز لتأديب ولده ، فأخرج الخليل إلى رسول سليمان خبزاً يابساً ، وقال : كُل فما عندي غيره ، وما دُمت أجده فلا حاجة لي إلى سليمان .
فقال الرسول : فما أُبلغه ؟.
فقال :
أبـلغ سـليمان أنّـي عنه في سعة وفـي غـنىً غيرَ أنّي لستُ ذا iiمال
والفقر في النفس لا في المال فاعرفه ومثل ذاك الغنى في النفس لا iiالمال
فـالرزْقُ عن قدر لا العجز iiينقصه ولا يـزيدك فـيه حـول iiمـحتال (5)
وفي كشكول البهائي : ( أنّه أرسل عثمان بن عفّان مع عبدٍ له كيساً مِن الدراهم إلى أبي ذرٍّ وقال له : إنْ قبِل هذا فأنت حُرّ ، فأتى الغلام بالكيس إلى أبي ذرّ ، وألحّ عليه في قبوله ، فلم يقبل ، فقال له : اقبله فإنّ فيه عتقي .
فقال : نعم ولكن فيه رِقّي )(6) .
( وكان ديوجانس الكلبي من أساطين حُكماء اليونان ، وكان متقشّفاً .
زاهداً ، لا يقتني شيئاً ، ولا يأوي إلى منزل ، دعاه الاسكندر إلى مجلسه ، فقال للرسول قل له : إنّ الذي منعك من المسير إلينا ، هو الذي منعنا من المسير إليك ، منعك استغناؤك عنّا بسلطانك ، ومنعني استغنائي عنك بقناعتي )(7) .
وكتب المنصور العبّاسي إلى أبي عبد اللّه الصادق ( عليه السلام ) : لِمَ لا تغشانا كما يغشانا الناس ؟.
فأجابه : ( ليس لنا من الدنيا ما نخافك عليه ، ولا عندك مِن الآخرة ما نرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنّيك بها ، ولا في نقمة فنعزّيك بها ) .
فكتب المنصور : تصحبنا لتنصحنا .
فقال أبو عبد اللّه ( عليه السلام ) : ( من يطلب الدنيا لا ينصحك ، ومن يطلب الآخرة لا يصحبك) .
وما أحلى قول أبي فراس الحمداني في القناعة :
إنّ الـغنيّ هو الغنيُّ بنفسه ولو أنّه عارِ المناكب حافِ
ما كلّ ما فوق البسيطة كافياً فـإذا قنعت فكلّ شيءٍ كافِ
_____________________
1- الوافي : ج 3 , ص 79 , عن الكافي .
2- كشكول البهائي ، طبع إيران : ص 371 .
3- الوافي : ج 3 , ص 79 , عن الكافي .
4- الوافي : الجزء 3 , ص 78 , عن الكافي .
5- سفينة البحار : ج 1 , ص 426 بتصرّف .
6- سفينة البحار : ج 1 , ص 483 .
7- سفينة البحار : ج 2 , ص 451 .
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|