أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-2-2022
1731
التاريخ: 29-7-2016
2117
التاريخ: 29-7-2016
2884
التاريخ: 20-6-2022
1643
|
لا تظنن أن كل من يترك مال الدنيا أنه زاهد ، فإن ترك المال و إظهار التضييق و الخشونة في المأكل و الملبس سهل على من أحب المدح بالزهد.
فكم من الرهبان و المرائين تركوا مال الدنيا و روضوا أنفسهم كل يوم على قدر قليل من القوت و اكتفوا من المسكن بأي موضع اتفق لهم ، و كان غرضهم من ذلك أن يعرفهم الناس بالزهد و يمدحهم عليه ، فهم تركوا المال لنيل الجاه.
فالزهد الحقيقي ترك المال والجاه ، بل جميع حظوظ النفس من الدنيا , و علامة ذلك استواء الغنى و الفقر و الذم و المدح و الذل و العز لأجل غلبة الأنس باللّه ، إذ ما لم يغلب على القلب الأنس باللّه و الحب له لم يخرج عنه حب الدنيا بكليته , إذ محبة اللّه و محبة الدنيا في القلب كالماء و الهواء في القدح ، فإذا دخل أحدهما خرج الآخر، فكلاهما لا يجتمعان ولا يرتفعان أيضا.
فالقلب المملوء من حب الدنيا يكون خاليا عن حب اللّه ، كما أن القلب المشغول بحب اللّه و أنسه فارغ عن حب الدنيا و بقدر ما يقدر ما يخرج أحدهما يدخل الآخر و بالعكس.
ومنها : الغنى وهو وجود كل ما يحتاج إليه من الأموال ، و هذا أقل مراتبه ، و فوق ذلك مراتب لا تحصى ، حتى ينتهي إلى جمع أكثر أموال الدنيا ، كما اتفق لبعض الملوك.
ثم (الغنيّ) إما أن يكون بحيث يسعى في طلب المال و جمعه و يتعب في تحصيله و يكره خروجه عن يده و يتأذى به ، و هذا غني حريص , أو يكون بحيث لا يتعب و لا يسعى في تحصيله ، إلا أنه لما أتاه أخذه و فرح به ، مع تأذيه بفقده و كراهته له ، و هذا أيضا لا يخلو عن الحرص لحزنه بفقده أو يكون بحيث لا يتعب في طلبه ولا يرغب فيه رغبة يفرح بحصوله و يتأذى بفقده ، و لكن لما أتاه رضى به : إما مع تساوى وجوده و عدمه أو مع كون وجوده أحب إليه من عدمه ، و مثله الغني الراضي و القانع.
وأيضا الغنى إما أن يكون جميع ماله حلالا ، أو يكون بعضه أو كله حراما.
وأيضا إما يمسكه غاية الإمساك ، بحيث لا يؤدى شيئا من حقوقه الواجبة و المستحبة ، أو ينفقه في مصارفه اللائقة , وللإنفاق مراتب شتى : أدناها أن يؤدى الحقوق الواجبة ، وأعلاها أن يبذل كلما يزيد عن أقل مراتب الغنى ، بحيث لو تعدى عنه يسيرا صار فقيرا.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|