أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2017
3225
التاريخ: 26-12-2020
2909
التاريخ: 19-4-2016
3296
التاريخ: 26-7-2016
8834
|
إن الطبيعة الانسانية فطرية وجاهلة بماهية الخير والشر في الحياة لكنها تكتسبها من المحيط فكلما كان المحيط يتسم بقيم الخير ، اكتسبت الكينونة قيمه . وكلما سادت قيم الشر في المحيط تأصلت قيمه في الذات . وبالرغم من ذلك فإن الخيار النهائي ، يعود إلى الكينونة ذاتها ومدى ميلها نحو الخير والشر فإن كانت طبيعتها المكتسبة اعتادت على النهل من منبع قيم الخير أصبحت خيرة , وإن نهلت من منبع قيم الشر اعتادت على سلوك الشر في مسيرة حياتها يعتقد ((أفلاطون)) أن الخير طبع لمن اعتاده ، والشر مباح لمن أراده . (عثمان 1996) تعود سمة الاكتساب من المحيط لقيم الخير أو الشر إلى مدى الارتقاء، بالمنظمة العقلية للكينونة . فإن كانت مدياتها المعرفية والعلمية واسعة ، تمكنت من التمييز بين فعل الخير وصوره عن فعل الشر وضرره على الذات والمجتمع . وبالضد من ذلك فإنها تفتقد إلى حالة التمييز وتنهل من قيم الشر توجهاتها ، وبغض النظر عن صور الشر وما يمكن أن تلحقه من ضرر على المجتمع المهم انها تحقق المصلحة للذات الشريرة , على حساب بقية أفراد المجتمع . تعبر الذات الخيرة عن نفسها من خلال سلوكها اليومي مع الذوات الأخرى في المجتمع ، وتتعاطى سلوكيا عبر صور الخير وما يتمخض عنها من أفعال خيرة تعكس أوجه الفرح والسعادة في مجمل تعاملها مع الآخرين في حين أن الذات الشريرة ، قد لا تعبر عما يكمن في ذاتها بشكل مباشر مع أفراد المجتمع تحاشيا لردود الفعل السلبية وما يمتخض عنها من أفعال شريرة , لكنها لن تتوان عن فعل الشر حال توفر الظروف اللازمة لها لتعكس أوجه الألم والفزع على الآخرين يرى ((أفلاطون)) إذا تحركت صورة الشر ولم تظهر ولدت الفزع وإذا ظهرت ولدت الألم . وإذا تحركت صورة الخير ولم تظهر ، ولدت الفرح وإذا ظهرت ولدت اللذة . إن منظمة العقل وما اكتسبت من معارف وعلوم ، تفعل نظام السيطرة والتحكم بالسلوكيات والأفعال اليومية وتمكن الإرادة للذات الساعية لاعتماد مسالك الشر لتحقيق الأغراض الخاصة على حساب المجتمع . الطبيعة البشرية أنانية ، تسعى لتحقيق الذات على حساب الآخرين خاصة عند اختلال نظامها الإرادي . وبنفس الوقت لا يمكن الركون إليها للحفاظ على أمن واستقرار المجتمع ، بسبب اختلاف مستويات أنظمة التحكم والسيطرة على أفعال وسلوكيات البشر ، بما يحقق الأمن والاستقرار الاجتماعي من خلال فرض القانون على الجميع . فهذا النظام الرادع المستند إلى مبدأ فرض العقوبة المناسبة على الخارجين على حدود المجتمع ، يشكل الضمان اللازم لتمسكهم بالعقد الاجتماعي . يرى ((دانتي)) أن النفس ساذجة ، تجري كالطفل وراء مصالحهم الدنيوية التافهة ،لذا من الضروري وجود قانون وحاكم لرعاية البشر . تسعى الأنظمة المستبدة لإضعاف أنظمة التحكم والسيطرة والإرادة لدى الأفراد من أجل السيطرة على أفعالهم وسلوكهم وتجييرهم لتوجهاتهم الشريرة . لكنها بذات الوقت تقوي أنظمة التحكم والسيطرة العنيفة المتمثلة بأجهزتها القمعية ، لتعمل على إفساد المجتمع . وإضعاف قيمه وأعرافه الاجتماعية ، بغية السيطرة عليه ولأمد غير محدود في هذا التوجه من الاستبداد ، يتعين على القوى الفعالة من المجتمع القيام بحملة توعية مضادة تدعو للإصلاح والخير لإنقاذ المجتمع من براثن الشر والإفساد وما تلجأ إليه سلطة الاستبداد ذات النوازع الشريرة , للحظ من مكانة وقيم المجتمع ان أعراف المحاكم في أثينا كانت تقتضي قبل إصدار حكمها النهائي على المذنب ، أن يقترح العقوبة المناسبة عما اقترفه من جرم فإن كان اقتراحه منطقي أخذ به . وإن لم يكن أصدرت المحكمة حكمها النهائي . وعندما سئل ((سقراط)) في المحكمة عن نوع العقوبة التي يستحقها ويقترحها على المحكمة أجاب : أن تقوم الدولة بتأمين سبل العيش لي مدى الحياة ، مقابل قيامي بتوجيه الناس نحو قيم الخير والصلاح . استندت معظم الديانات والنظريات الإصلاحية والأعراف الاجتماعية في توجهاتها على قيم الخير ، للتصدي لقيم الشر وما تمثله من سلطات مستبدة تنال من حقوق الآخرين . وعملية إضعافها ، تؤدي إلى إزالة نظام الحماية الذاتي عن الإنسان السوي فلا يجد ما يردعه عن ارتكاب الجرائم واستخدام العنف ضد الآخرين لتحقيق مصالحه الذاتية . وحيث لا تحقق وسائل الردع الأخرى (القانون وأجهزة العنف المتعددة) مسعاها المنشود دون تعميق مبادئ الخير في وجدان المجتمع ، لتساعدها في ضبط سلوك الأفراد غير الأسوياء الساعين لفرض توجهاتهم الشريرة على المجتمع ، (عثمان 1996) . إن ما يميز الأنظمة الديمقراطية عن الأنظمة المستبدة ، سعي الأولى لترسيخ مفاهيم الحب والتسامح بين أفراد المجتمع مستندة على ركيزتين أساسيتين : القيم والأعراف الاجتماعية السوية الداعية لقيم الخير لتعزيز نظام الحماية والردع الذاتي , وتقوية وسائل الردع للدولة (القانون والعقوبة) للمحافظ على أمن واستقرار المجتمع . في حين أن الأنظمة المستبدة ، تضعف القيم والأعراف الاجتماعية السوية لقيم الخير لتخريب نظام الردع والحماية الذاتية ، وتولي اهتماما أكبر للأجهزة القمع لفرض قيمها وتوجهاتها على المجتمع . لأن القائمين عليها يفتقدون لنظام الردع والحماية الذاتي . ولا يؤمنون بالقيم السوية لفعل الخير .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
مكتب المرجع الديني الأعلى يعزّي باستشهاد عددٍ من المؤمنين في باكستان
|
|
|