المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



معنى التربية  
  
3217   01:34 مساءً   التاريخ: 17-2-2017
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص25-27
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /

لكلمة التربية أصول لغوية ثلاثة :

1ـ ربا يربو: بمعنى زاد ونما . قال الله تعالى:{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ }[الروم: 39].

2- ربى يربي : بمعنى نشأ وترعرع . قال ابن الأعرابي :

فمن يكن سائلا عني فإني        بمكة منزلي وبها ربيت

3- رب يرب: ورب الشيء بمعنى أصلحه وتولى أمره و ساسه وقام عليه ورعاه.

ورب العالمين هو مربيهم ومتولي أمرهم ومصلحهم , قال الإمام البيضاوي في تفسيره: (الرب في الأصل مصدر بمعنى التربية, وهي تبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا) .

وقال الراغب الأصفهاني :(الرب في الأصل التربية، وهي إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام).

ويري(فيخته) : (إن التربية هي العمل الذي يسعى إلى تحقيق جوهر الكائن الإنساني ككائن يسعى إلى الخير بذاته ولذاته) .

ويعرف عالم النفس (هنري جولي) التربية بأنها :(مجموعة الجهود التي تهدف إلى أن تيسر للفرد الامتلاك الكامل لمختلف ملكاته وحسن استخدامها) .

ويعرف عالم الاجتماع (دركهايم) التربية بأنها : (العمل الذي تحدثه الأجيال الراشدة في الأجيال الناشئة من اجل الحياة الاجتماعية، وتهدف إلى تأسيس وتنمية عدد من العادات الجسدية والعقلية والأخلاقية التي  يطالب بها المجتمع السياسي والوسط الاجتماعي الذي يعد له) .

وكذلك يعرف (جون ديوي) التربية بأنها :(وظيفة اجتماعية) .

ورأت الدكتورة (فاطمة الجيوشي) أن تعريفات التربية العديدة تتفق على أنها: (العمل الإرادي الذي يحدثه الراشدون في الصغار لتحقيق هدف الفرد وهدف الجماعة التي ينتمي إليها في مناخ اجتماعي محدد) .

والتربية تشمل النمو الجسمي  العقلي وزيادة القدرات المادية والمعنوية والتدريب والتوجيه, والإعداد، ورعاية الناشئ وتعليمه وصقل مواهبه والأخذ بيده إلى ما فيه صلاحه, وجعله يعمل على تحقيق أكبر نفع لنفسه ولغيره, ويصل إلى المستوى اللائق به والمناسب له, ويشعر بالسعادة في حياته .

والتربية أوسع معنى من التعليم الذي يكون بنقل المعلومات من المعلم إلى المتعلم؛ لأن التعليم يقتصر على الجانب العقلي، بينما تتعلق التربية بالجسم والعقل والنفس والروح وتهتم بنمو الكائن بكل جوانبه .

فكل ما يحتاج إليه الإنسان لينمو وتزداد قوته يدخل في مجال التربية وكل تمرين أو علم يؤثر في بنيته أو في ميوله, وعواطفه تشمله التربية, وكل تعليم أو توجيه يؤثر على نفسية المرء  ويغير من اتجاهه يعتبر من محتواها وكل إعداد وتدريب يقصد به الفرد ليعود عليه بالنفع تتضمنه التربية, وكل تنشئة وتنمية جسمية أو فكرية أو نفسية تدخل في معناها.

والمربي الحق على الإطلاق هو الله الخالق جل وعلا . فهو الذي خلق الكائنات جميعها ، وجعل

بعضها ينمو ويتعلم بالحصول على الغذاء والتموين المناسبين ، وهو الذي منح الإنسان العقل , وجعله قابلا للتعليم والتدريب والتوجيه , وعمل المربي تابع لخلق الله وإيجاده , نابع من شرع الله وكتابه , وإذا كانت التربية وفق الأسس التي شرعها الله كانت مواتية, وآتت ثمارها على أحسن وجه .

والتربية عملية هادفة لها أغراضها وأهدافها وغايتها، وهي تقتضي خططا متدرجة , تسير فيها الأعمال وفق ترتيب منظم صاعد ينتقل مع الناشئ ومن مرحلة إلى مرحلة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.