المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6618 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المشارطة  
  
598   08:25 صباحاً   التاريخ: 2024-11-24
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج1 / ص 213 ـ 215.
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / التفكر والعلم والعمل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-07 842
التاريخ: 2023-04-08 1662
التاريخ: 12-8-2020 6752
التاريخ: 2023-04-11 1672

الخطوة التالية التي ذكرها علماء الأخلاق، في خطّ الإلتزام الدّيني بعد التّوبة: (المشارطة).

والقصد منها هو الاشتراط على النّفس وتذكيرها وتنبيهها، وأفضل الأوقات لها هو بعد صلاة الفَجر، والتنوّر بأنوار هذه العبادة الإلهيّة، الكبيرة العظيمة عند اللَّه تعالى، فيذكّر نفسه ويوصيها بأن تَتحرّك في طريق الخَير والصّلاح، فإذا ما انقضى العُمر فلن يفيد النّدم، ولا يمكن الاستدراك، وليجعل نصب عينيه هذه الآية الشّريفة: {وَالْعَصْرِ *إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر: 1، 2] فإذا ما ضاع العُمر، فلن ينفع شي‌ءٌ بعده: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3].

وعليه أنّ يُحدِّث نَفسه، ويقول لها: تصوّري أنّ العُمر قد انقضى، وزالت الحُجب وتجلّت الحقائق المُرّة، وبرزت مَعالم العَذاب، وهَولِ المطّلع، ومُنكَر ونكير، فحينئذٍ تشعرين بِحالة النَّدم على ما عَمِلْتِ، وتقولين: {قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ...} [المؤمنون: 99، 100] وعلى فرض إنّك لم تسمعي جواب: «كلّا»، وأعادوكِ الى‌ الدنيا فهل ستتعظين وتُكَفّرين عمّا قصرتِ في جَنب اللَّه؟؟

ثمّ يوصي نفسه بجوارحه السّبعة: العَين والأذن واللّسان واليّد والرّجل والبطن والفَرج، فهذه الجوارح مُنصاعَةٌ لكِ اليوم وفي خدمتك، فلا تقحميها في المعاصي، فإنّ لجهنَّم سبعة أبوابٍ، لكلِّ باب جماعةٌ خاصّةٌ من النّاس، يدخلون جهنّم منها، فعليك بالسيّطرة الدّقيقة على الجوارح لئَّلا تنحرف عن الطّريق القويم، والهدف المرسوم لها، وبذلك توصَد أبواب جهنم دونها، وتفتح أبواب الجنان لها؟

ويُوصي النّفس بالمُراقبة لِجوارحه، للإستعانة بها في طريق الطّاعة لا المعصية، فهي نِعَمٌ كبيرةٌ مُحاسب عليها الإنسان غداً.

ونَجد في أدعية الإمام السجاد (عليه السلام) تأكيداً لمسألة المُشارطَة في حركة الإنسان المنفتح على اللَّه تعالى.

ففي الدّعاء، رقم (31) المعروف بدعاء التّوبة، يقول الإمام (عليه السلام) : "وَلَكَ يا رَبِّ شَرطِي أَلّا أَعُودَ في مَكْرُوهِكَ، وَضَماني أَنْ لا أَرجَعَ في مَذْمُومَكَ وَعَهْدِي أَنْ أَهْجُرَ جَمِيعَ مَعاصِيك".

وكذلك الحال في الآيات القرآنية، فإنّ أصحاب الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، كانوا من خلال ارتباطهم مع اللَّه تعالى، بنحوٍ من العهدِ والميثاقِ، يُطبّقون نوعاً من المُشارطة على أنفسهم، في خط الرّسالة والمسؤوليّة، ففي الآية (23) من سورة الأحزاب، نقرأ: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23].

وكان البعض الآخر، ينقضون العهد مع الباري تعالى، بعد توكيدها، فورد في سورة الأحزاب، الآية (15): {وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا} [الأحزاب: 15].

وَوَرَد في حديثٍ عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "مَنْ لَمْ يَتَعاهَدْ النَّقْصَ مِنْ نَفْسِهِ غَلَبَ عَلَيهِ الهَوى‌، وَمَنْ كانَ في نَقْصٍ فَالمَوتُ خَيرٌ لَهُ" (1).

«فالمُشارطة» إذن: هي من الخُطى‌ المهمّة لَتِهذيب الأخلاق، ولولاها لتراكمت سُحب الغفلة والغُرور على قلب وروح الإنسان، ولَحادَت به عن الطرّيق القويم والجادّة المستقيمة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ميزان الحكمة.

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.