أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
![]()
التاريخ: 3-08-2015
![]()
التاريخ: 31-3-2017
![]()
التاريخ: 3-08-2015
![]() |
[قال] : ( وإعجاز القرآن قيل : لفصاحته ، وقيل : لأسلوبه وفصاحته معا ، وقيل : للصرفة ، والكلّ محتمل ).
[ ذهب] الجمهور
على أنّ إعجاز القرآن لكونه في الطبقة العليا من الفصاحة ، والدرجة القصوى من البلاغة
على ما يعرفه فصحاء العرب بسليقتهم ، وعلماء الفرق بمهارتهم في فنّ البيان وإحاطتهم
بأساليب الكلام.
والمراد بالفصاحة
في عبارة المتن ما هو أعمّ منها ، ومن البلاغة وإطلاقها على هذا المعنى شائع.
وقال بعض المعتزلة
: إعجازه لأسلوبه الغريب ونظمه العجيب المخالف لما عليه كلام العرب في خطبهم والرسائل
والأشعار.
وقال القاضي الباقلاني
وإمام الحرمين : إنّ وجه الإعجاز هو اجتماع الفصاحة مع الأسلوب المخالف لأساليب كلام
العرب من غير استقلال لأحدهما ؛ إذ ربما يدّعى أنّ بعض الخطب والأشعار في كلام أعاظم
البلغاء لا ينحطّ عن جزالة القرآن انحطاطا [ القرآن ] (1) انحطاطا بيّنا قاطعا للأوهام
، وربما تفيد نظم ركيك يضاهي نظم القرآن على ما روي
من ترّهات مسيلمة الكذّاب : الفيل ما الفيل ، وما أدراك ما الفيل ، له ذنب وبيل ، وخرطوم
طويل.
وذهب النظّام ،
وكثير من المعتزلة ، والمرتضى من الشيعة إلى أنّ إعجازه بالصرفة ، وهي أنّ الله تعالى
صرف همم المتحدّين عن معارضته مع قدرتهم عليها ؛ وذلك إمّا بسلب قدرتهم ، أو بسلب دواعيهم.
واحتجّوا بوجهين
:
الأوّل : أنّا نقطع
بأنّ فصحاء العرب كانوا قادرين على التكلّم مثل مفردات السورة ومركّباتها القصيرة مثل
: الحمد لله ، ومثل : ربّ العالمين ، وهكذا إلى الآخر ، فيكونون قادرين على الإتيان
بمثل السورة.
والثاني : أنّ الصحابة
عند جمع القرآن كانوا يتوقّفون في بعض السور والآيات إلى شهادة الثقات ، وابن مسعود
قد بقي متردّدا في الفاتحة والمعوّذتين ، ولو كان نظم القرآن معجزا لفصاحته لكان كافيا
في الشهادة.
والجواب عن الأوّل
: أنّ حكم الجملة قد يخالف حكم الأجزاء ، وهذه بعينها شبهة من نفى قطعيّة الإجماع والخبر
المتواتر ، ولو صحّ ما ذكر لكان كلّ من آحاد العرب قادرا على الإتيان بمثل قصائد فصحائهم
كامرئ القيس وأقرانه ، واللازم قطعي الدلالة (2).
وعن الثاني بعد
صحّة الرواية وكون الجميع بعد النبيّ صلى الله عليه وآله لا في زمانه وكون كلّ سورة
مستقلّة بالإعجاز ـ أنّ ذلك للاحتياط والاحتراز عن أدنى تغيير لا يخلّ بالإعجاز ، وأنّ
إعجاز كلّ سورة ليس ممّا يظهر لكلّ أحد بحيث لا يبقى له تردّد أصلا.
واستدلّ على بطلان
الصرفة بوجوه :
الأوّل : أنّ فصحاء
العرب إنّما كانوا يتعجّبون عن حسن نظمه وبلاغته وسلاسته في جزالته ، ويرقصون رءوسهم عند قوله تعالى : {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي
مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ
عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] لذلك ، لا لعدم تأتّي المعارضة مع سهولتها في نفسها.
الثاني : أنّه لو
قصد الإعجاز بالصرفة لكان الأنسب ترك الاعتناء ببلاغته وعلوّ طبقته ؛ لأنّه كلّما كان
أنزل في البلاغة وأدخل في الركاكة ، كان عدم تيسّر المعارضة أبلغ في خرق العادة.
الثالث : قوله تعالى
: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا
الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }
[الإسراء: 88] فإنّ ذكر الاجتماع والاستظهار بالغير في مقام التحدّي إنّما يحسن فيما
لا يكون مقدورا للبعض ، ويتوهّم كونه مقدورا للكلّ فيقصد نفي ذلك.
( والنسخ تابع للمصالح
). إشارة إلى ردّ ما قال اليهود من إبطال نبوّة نبيّنا صلى الله عليه وآله من أنّ شريعة
موسى مؤبّدة ؛ لأنّ النسخ باطل ؛ لأنّ المنسوخ إن كان متضمّنا لمفسدة كان إعماله قبيحا
، وإن لم يكن متضمّنا لمفسدة لكان رفعه قبيحا ، وإذا بطل النسخ يلزم أن تكون شريعة
موسى مؤبّدة فيلزم بطلان شريعة محمّد صلى الله عليه وآله ؛ لكونها ناسخة شريعة موسى
عليه السلام. تقرّر الردّ بناء على قول المعتزلة : إنّ الأحكام تابعة للمصالح ، وهي
مختلفة بحسب الأشخاص والأوقات.
وأكدّ جواز النسخ
ببيان وقوعه ، فقال : ( وقد وقع حيث حرّم على نوح بعض ما أحلّ لمن تقدّم) فإنّه جاء
في التوراة : إنّ الله تعالى قال لآدم وحوّاء : قد أحلّ لكما كلّ ما دبّ على وجه الأرض،
وقد حرّم على نوح عليه السلام بعض الحيوانات ( وأوجب الختان ) على الفور على الأنبياء
المتأخّرين عن نوح ( بعد تأخيره ) يعني مع إباحة تأخيره على نوح عليه السلام (وحرّم الجمع بين الأختين ) في شريعة موسى
وشريعة نبيّنا مع إباحته في شريعة آدم ونوح عليهما السلام وغير ذلك من الأحكام التي نسخت في
بعض الأديان.
( وخبرهم عن موسى
بالتأييد مختلق ) يعني خبر اليهود عن تأبيد شريعة موسى عليه السلام أي ما روي عن موسى
عليه السلام أنّه قال : تمسّكوا بالسبت ما دامت السماوات.
ودوام السبت يدلّ
على دوام شريعته مفترى لم تثبت هذه الرواية عن اليهود. وقيل : اختلقه ابن الراوندي.
( ومع تسليمه ) أي تسليم ثبوت هذه الرواية عنهم ( لا يدلّ على المراد قطعا ) لأنّه
غير متواتر ؛ لأنّ بخت نصّر استأصلهم وأفناهم بحيث لم يبق منهم عدد التواتر.
( والسمع دلّ على
عموم نبوّته صلى الله عليه وآله ) أي الدلائل السمعيّة دلّت على أنّه مبعوث إلى الثقلين
لا إلى العرب خاصّة على ما زعم بعض اليهود والنصارى ، زعما منهم أنّ الاحتياج إلى النبيّ
صلى الله عليه وآله إنّما كان للعرب خاصّة دون أهل الكتابين ، مثل قوله : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ
إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28]. {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ
اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158]. {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ
نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 1]الآية. {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } [التوبة:
33] ومثل قوله صلى الله عليه وآله : بعثت إلى الأسود والأحمر » (3).
وصل : هذا الاعتقاد
من أصول الدين ، ومنكره ـ كاليهود والنصارى ـ من الكافرين ، ومع التقصير في النار خالدين.
__________________
(1) الزيادة أضفناها
من المصدر.
(2) كذا في الأصل
، وفي المصدر : « البطلان » بدل « الدلالة ».
(3) « شرح تجريد
العقائد » للقوشجي : 261 ـ 263. والحديث رواه المجلسي في « بحار الأنوار » 16 :
308.
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تختتم فعّاليات البرنامج المركزي الأسبوعي للمنتسبين
|
|
|