أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-1-2016
![]()
التاريخ: 15-11-2015
![]()
التاريخ: 29-1-2016
![]()
التاريخ: 20-10-2014
![]() |
مصبا- نسفت الريح التراب نسفا من باب ضرب : اقتلعته وفرّقته ، ونسفت البناء نسفا : قلعته من أصله ، واسم الآلة منسف بالكسر.
مقا- نسف : أصل صحيح يدلّ على كشف شيء. وانتسفت الريح الشيء ، كأنّها كشفته عن وجه الأرض وسلبته. ونسف البناء : استئصاله قطعا.
ويقال للرغوة : النسافة ، لأنّها تنتسف عن وجه اللبن. وبعير نسوف : يقلع النبات عن الأرض بمقدّم فيه. وحكى ناس : هما يتناسفان ، أي يتسارّان ، والقياس واحد ، كأنّ هذا ينسف ما عند ذاك ، وذاك ما عند هذا.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو قلع مع إثارة وتفريق. ومن مصاديقه : نسف الريح التراب ، وانتساف البناء ، ونسف البعير النبات بفيه ، والتراب برجله في السير ، ونسف المتسارّين أخذ ما أثاره كلّ منهما من المطالب.
والفرق بين المادّة وموادّ القلع والقمع والثوران والتفريق : أنّ النظر في القلع والقمع والنزع الى جذب شيء من محلّه. وفي الإثارة والتفريق الى جهة النشر. وفي النسف الى الجهتين معا.
ويلاحظ في القلع : جذب شيء من أصله حتّى لا يبقى منه باق.
وفي النزع : جذبه من محلّه فقط.
وفي القمع : ضرب في إذلاله حتّى يسقط عن مقامه.
وفي الإثارة : تهييج وتقليب شديد ونشر.
وفي التفريق : تفكيك وفصل بين الأجزاء في قبال الجمع.
وفي النسف : قلع شيء مع الاثارة والتفريق معا.
راجع في مفاهيم السلب والخلع وغيرهما الى السلب.
فظهر أنّ تفسير النسف بالقلع والكشف والسلب والفرق : للتقريب.
{وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا } [طه : 97] اليَمّ بمعنى البحر ، مأخوذ من العبريّة والسريانيّة.
يراد إنّ المعبود المعكوف عليه لا بدّ أن يكون مقتدرا على حفظ نفسه ، فضلا عن حفظ العابدين العاكفين عليه ، وإذا نرى عجزه عن ذلك المقدار من الاستطاعة والتمكّن القليل : فكيف يجوّز العقل الصحيح أن يتوجّه إليه ويستعان به ويعكف عليه.
فلنا أن نفنيه ونزيله بالإحراق والقلع وإثارة رماده الباقي وتفريقه في ماء البحر ، حتّى لا يبقى منه أثر ، بمرأي منكم ومنظر.
فتشاهدون عاقبة أمر إلهكم ومقام قدرته ونفوذه.
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} [طه : 105 - 107] الوذر : الترك ، وحذفت الواو للتخفيف. والقاع : أرض مستوية خالية عن الزرع ، وقريب منها الأرض الصَفصف أي السهل المستوي. والأمت : الارتفاع والقلّة.
وسؤالهم هذا مرتبط بعقيدة القيامة ، واستعجابهم من الجبال المرتفعة ،
وكيفيّة اندكاكها وانتسافها.
فقال تعالى : يقلعها ويثيرها ويفرّقها فتصير الجبال مستوية مسطّحة كأنّها قد تغربلت بعد الاندكاك ، ولم يبق منها ارتفاع ولا انخفاض.
{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7) فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ} [المرسلات : 7 - 10] إن كان المراد من الموعود هو القيامة الكبرى : فيكون المعنى الطمس والانفراج والانتساف الكلّىّ التامّ في النجوم والسماء والجبال ، بحيث يزول النظم ويختلّ عالم المادّة وتنقطع الارتباطات الدنيويّة ، . {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} [الزلزلة : 6] وإن كان المراد القيامة الصغرى القائمة للأفراد بموتهم : فيكون المعنى تحوّل عالمهم المادّي ، ومواجهتهم بعالم لطيف ممّا وراء المادّي.
فهذا العالم المحسوس خارج عن مورد توجّههم واستفادتهم ، فهو كالهباء المنثور والأرض السهلة المستوية الصفصف ، لا يتجلّى في عالمهم كوكب ولا نبات ولا حيوان ولا طعام ولا أي لذّة جسمانيّة دنيويّة.
ولا فرق في النتيجة بين قيام القيامتين : فانّ عالم المادّة والحياة الدنيا إذا انقضت أيّام حياتها والاستفادة من لذّاتها ، وانقطعت عن برنامج الحياة الآخرة وتركت الآخرة بالكليّة : فلا يبقى فرق بين وجودها واضمحلالها ، فبقاؤها وفناؤها على سواء.
______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|